وفق المعلومات الواردة من العديد من الدول، ووفق المعلومات التي سربها مردخاي فعنونو، فأن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية، وتعتبر من الدول أوائل الدول التي تملك ترسانة من السلاح النووي، ويستدل من المعلومات المتوفرة ان الترسانة، وتصنيعها، في منطقة سرية، والتي لا يسمح للبشر بالتوقف بالقرب منها، ولا الطائرات بعبور مجالها الجوي، او قريبا منها، تتواجد في منطقة الفرن الذري شرقي مدينة ديمونا، وهو مركز الأبحاث الذرية المسؤول عن غالبية النشاطات الذرية الإسرائيلية.

بدأ بناء الفرن الذري عام 1958 بمساعدة فرنسية. في البداية تم الادعاء أن المكان مصنع أنسجة ومن ثمة أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنه فرن ذري لأهداف سلمية.

وتشير تقديرات غالبية الخبراء الأمنيين أن هدف الفرن هو صناعة القنابل الذرية ولم تنف أو تؤكد إسرائيل هذا الأمر بل أبقت الأمر مبهمًا.

في عام 1986 قامت صحيفة "الصاندي تايمز" اللندنية بنشر تقرير يدعي امتلاك إسرائيل للسلاح النووي بناءً على شهادة عامل سابق في الفرن الذري يدعى مردخاي فعنونو.

وتشير التقديرات أنه في نهاية التسعينات امتلكت إسرائيل 75-130 قنبلة نووية!

مخاوف قديمة!

يشار إلى أنه وفي عام 2004 وزعّت الحكومة الإسرائيلية كبسولات يود - التي تقلص أضرار الإشعاعات النووية على الغدة الدرقية - على سكان المنطقة. وأعتقد البعض أن الأمر تم جراء تسرب أشعة من الفرن الذري، إلا أن الحكومة الإسرائيلية أكدت أن الأمر إجراء وقائي تحسبا لتسرب قد يحصل في المستقبل، وليس بسبب تسرب سبق وأن حصل.

ومن ذلك الوقت والمخاوف قائمة لدى السكان، حيث جاء توزيع الكبسولات فجائي، ودخل الناس في حينه إلى حيرة.

المطالبة بإغلاق المفاعل...والخوف من إنهيار نظام التبريد

وقد نقلت الصحف المحلية الإسرائيلية عن عضو الكنيست السابق البروفيسور والخبير النووي البارز "عوزي إيفن"، وهو مسؤول سابق في مركز البحث النووي في ديمونا، قوله: يجب إغلاق المفاعل النووي بديمونا قبل فوات الأوان تجنباً لوقوع كارثةٍ وطنيةٍ لا مثيل لها .

وعلل ايفن ذلك "بأن التكنولوجيا في مفاعل ديمونا ومفاعلات اليابان متشابهة، ويبلغ عمرها أكثر من 40 عاماً".

وأشار إيفن إلى ان "المفاعلات (اليابانية وديمونا) بنيت في الفترة نفسها أي قبل 40 إلى 50 سنة. وبالمبدأ كان التخطيط للمفاعلات متشابها. والمنطقة الضعيفة هي نظام التبريد الذي يجب أن يعمل بقوة كبيرة حتى بعد توقف المفاعل".

وأضاف إيفن "إذا حصل أي انهيار في نظام التبريد، فسيحصل انهيار في قلب المفاعل وهو ما حصل في المفاعلات اليابانية".

وحذر إيفن من أن الأنظمة القديمة في ديمونا وغياب المراقبة الخارجية على العمليات في المفاعل والتي تشكل خطراً حقيقياً في حال حصول انهيار خطير.

وأضاف "صحيح انه ليس لدينا خطر تسونامي أو زلازل قوية، إلاّ أن فرص حصول انهيار في أنظمة التبريد، إما بالصدفة أو عن سابق ترصّد، كبيرة جداً. عمر مفاعلنا 50 سنة أي أكثر مما هو مسموح به في الدول الأخرى".

وقال ان الوضع الأمني الإسرائيلي يشكّل تهديداً كبيراً أيضاً بحصول كارثة نووية، موضحاً أن عنصراً آخراً غائب في اليابان ولكنه موجود في إسرائيل وهو احتمال حصول عمل ارهابي في أنظمة التبريد بالمفاعل.

لا حاجة لإرشادات للسكان لكيفية التصرف عند حدوث تسرب!

وأضاف ايفن، وهو الآن يعمل في قسم الكيمياء في جامعة تل أبيب، أنه وفي حالة حدوث تسرب، للإشعاعات من المفاعل الذري بالقرب من ديمونا:" لا حاجة لتوجيه وإرشاد السكان عن كيفية التصرف في حالة حدوث تسرب، لان الأمر واضح، فلا مجال لفعل شيء إلا إخراج السكان من مناطق سكناهم ونقلهم إلى أماكن آمنة".

وحذّر ايفن قائلا: في السابق اعتدنا أن نرى محطة لحافلة "ايجد" – المواصلات العامة- واليوم لا نجدها مما سيصعب نقل الناس في حال حدوث اية كارثة.

وأضاف ايفن، وهو يتحدث عن المخاطر التي ستحدث لسكان ديمونا :" لا احد يستطيع أن يتنبأ بنا سيحدث، لان الأمر يتعلق بنوع الخلل الذي من الممكن أن يحدث، ومكانه، وكمية التسرب، ونوع الغمامة التي ستغطي المنطقة إن كان يتساقط منها يود، فكبسولات اليود موجود، وفي حالة حدوث أي تسرب، ما على السكان إلا أن يخرجوا من المنطقة".

المفاعل آمن، ولا خوف!

وخلافا لخوف ايفن، يقول عوزي عيلم، الذي شغل منصب مدير عام اللجنة للطاقة الذرية: " الفرن الذري في ديمونا يمكن ان تحدث فيه مشاكل، ولكنه مبني على أن لا تخرج منه اي تسربات للهواء الطلق، وهذا ما يجب أن نقتنع به، وأنا مقتنع انه لن يكون تشرنوبيل".

النائب حنين يطلب برقابة خارجية على مفاعل ديمونا.

في حين طالب عضو الكنيست عن "الجبهة" دوف حنين بصفته مسؤول لجنة البيئة في الكنيست، خلال جلسة للجنة في الكنيست، بأن يسمح لمراقبين خارجيين، بالدخول لمركز الأبحاث النووية بالقرب من ديمونا، وذلك من اجل السلامة العامة.

السكان هناك تخوف حقيقي!

وحول مخاوف السكان العرب الذين يسكنون في مناطق قريبة نسبيا للمفاعل في ديمونا، وجدنا أن لديهم تخوفات، وعززت تلك المخاوف بسبب ما يحدث في اليابان، كون الكوارث الطبيعية وغيرها لا يستطيع احد أن يتنبأ بها، والحديث في مجمله يدور عن اشعاعات، في الهواء الطلق، ولا احد يستطيع ان يسيطر عليها، لان كل من يقوم بالعمل هم اناس، ويخافون على حياتهم، وقد لا تساعدهم الإمكانيات في علاج هذه المشاكل، والأمر ليس بالسهل.

عبد العزيز ابو جويعد ( أبو عثمان) قال لـ "بكرا" عن شعوره حول ما يسمع من اخبار في اليابان، ومخاطر التسربات النووية، واذا ما كان يشعر بالقلق وهو يسكن على بعد مسافة ليست ببعيدة عن مفاعل ديمونا:" اولا ليس لدنا معلومات عما يحدث في منطقة المفاعل، وقد وزعت علينا كبسولات يود في الماضي، الامر الذي يؤكد وجود احتمال تسرب اشعاعات، لذا هذه التوقعات يجب ان تأخذ بمحمل الجد، فلا احد يستطيع ان يتنبأ بوقوع كوارث طبيعية او غيرها، فالمفاعل الذي توجد فيها مواد مهما كانت ستترب للخارج وستضر بالناس، علما ان المفاعل ليس عليه رقابه خارجية، فلدينا في عرعرة النقب، وفي المناطق القريبة من المفاعل، حالات اصابات بالسرطان نعتقد ان مصدرها من الاشعاعات، فنحن لا نعلم شيء".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]