نقل منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة من بلعين الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام قليلة، بعد اعتقال دام ستة عشر شهرا، أمضاها رسالة عن الأسرى تحث أبناء شعبنا على الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، و ضرورة التركيز على قضية الأسرى ونقل الاهتمام بها إلى الساحات الدولية.

وأكد أبو رحمة في حديث خاص بموقع "بكرا"، ضرورة استمرار المقاومة السلمية حتى دحر الاحتلال، وأن الهدف الأساسي للفلسطينيين يجب أن يكون إنهاء الاحتلال ومقاومته.

وقال إنه سيواصل النضال من أجل تحرير قريته من الجدار والاستيطان الإسرائيلي ولن يمنعه السجن من العودة إلى النضال، وسيفشل الاحتلال في منع أهالي بلعين من المقاومة الشعبية السلمية للجدار.

وأكد الأسير المحرر عبد الله أبو رحمه امتزاج مشاعره في هذه اللحظات ما بين سعادة تغمره بعد أن منَّ الله عليه بالحرية لاحتضن الوطن وبين هذه السعادة المشوبة بغصة في حلقة المظللة بالألم الناجم عن وجود أخوة لي ورائي ما زالوا خلف القضبان، عشت معهم أجمل اللحظات رغم سياسة القهر الذي يفرضها السجّان علينا".

وقال:" إن ما يتعرض إليه الأسرى من انتهاكات يومية من خلال مداهمات الإدارة لغرفهم وأقسامهم والعبث في ممتلكاتهم والاعتداء عليهم وحرمانهم من الزيارات والكانتينة وعدم توفير العلاج المناسب للمرضى منهم، وعقابهم على أتفه الأسباب وعزلهم في زنازين انفرادية واستخدام التفتيش العاري وقمع كل من يقف في وجههم، أن هذه السياسة تعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الأسرى تدفعنا إلى استنهاض مؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر لوقف مثل هذه الممارسات ويتطلب منا جميعا مضاعفة جهودنا لجعل قضية الأسرى ضمن أولوياتنا، وان تكون ضمن القضايا الرئيسية خلال إي عملية للمفاوضات، وان نبرز قضيتهم خلال الإعلام المحلي والدولي".

يجب الاهتمام بقية الأسرى

كما شدد أبو رحمه على أهمية تجنيد اكبر عدد ممكن من المناصرين والمدافعين عن الأسرى وفي كافة المحافل الدولية، مشيدا على ما تقوم به وزارة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني من جهود لتدويل قضية الأسرى والتي تمثلت بمؤتمر الجزائر والمغرب ومؤتمر جنيف، بالإضافة لجهودهم لجعل قضية الأسرى قضية شعبية جماهيرية من الدرجة الأولى، وتمثل ذلك من خلال حملة اكتب رسالة، وزراعة شجرة لكل أسير تخليدا لصمودهم، ودفاعا عن الأرض التي سعوا دوما لتخضيرها وتحريرها، إضافة لما قامت به من تحسين لأوضاع الأسرى المادية والمعنوية من خلال القانون الذي ينص على رفع مستوى مستحقات الأسرى والزيارات الميدانية لأسرهم، إن الأسرى يثمنون ذلك ولكن تبقى رسالتهم الأهم هي حريتهم ومعالجة المشاكل الداخلية، ونبذ الخلاف والانقسام والوقوف خلف قيادة واحدة والتمسك بالثوابت الوطنية .

وأضاف "يجب النظر لقضية الأسرى بأنها الأكثر إنسانية في صراعنا الحالي مع الاحتلال، ويتوجب علينا تحويلها لقضية رأي عام وطني وعالمي، من خلال جذب التعاطف الشعبي والرسمي والعالمي معها، وهي في جوهرها تمسُ الإحساس والمشاعر الإنسانية، وبقائها على حالها منافي للقيم والمبادئ والأخلاق البشرية، بحيث إن بقاء ألاف العائلات والأمهات فاقدون لأبنائهم أمر في غاية الألم، وكذلك فقدان ألاف الأبناء لإبائهم أمر في غاية المرارة، وإن دخول مئات الأسرى الفلسطينيين في عقدهم الرابع في سجون الاحتلال حالة شاذة وفي غاية القسوة، حيث يبالغ الاحتلال في إجرامه وعقابه لكل من يقاومه ويرفضه .

شعبنا يتعرض لانتهاكات صارخة خصوصا فيما يتعلق بالجدار

وشدد على إنَّ ما يتعرض إليه شعبنا من انتهاكات صارخة وبصورة يومية من خلال استمرار مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والجدار فوقها وسرقة المياه من جوفها، وعزل القدس ومصادرة وهدم البيوت والاعتداء على المقدسات وتهويدها، ووضع الحواجز والبوابات التي تمس بوحدتنا الجغرافية وتقسم الوطن إلى أشلاء، والاعتداء على الإنسان الفلسطيني من قتل واعتقال، وعدم الجدية في الوصول إلى حل من اجل إنجاح السلام، إضافة إلى حصار شعبنا في القطاع، يدفعنا إلى استخدام كافة الطرق المشروعة لمقاومة هذا الاحتلال، فما دام هناك احتلال جاثم على أرضنا فمن حقنا مقاومة هذا الاحتلال، وخلال هذه الظروف التي يتعرض إليها وطننا الكبير ( الوطن العربي ) والتي كان للجماهير دور بارز في أحداث الثورة والتغيير، فإننا بحاجة ماسة إلى هبة جماهيرية شعبية على غرارها وغرار ما حصل في انتفاضة عام 87 والتي كان لها الدور الايجابي في إحياء قضيتنا والنهوض بها رغم ما كان يحاك من مؤامرات ضدها، مع الأخذ بجدية وبعين الاعتبار بأن الإمكانيات التقنية والثورة التكنولوجية مساعدة لمثل هذه الانتفاضة، ووسائل الاتصال والإعلام والمفاهيم الدولية الحديثة الداعمة لحقوق الإنسان والمرأة والطفل، ومبادئ الحرية والديمقراطية والمساواة والعدل، ونبذ الظلم والفساد والاستبداد والديكتاتورية والاحتلال العنصري والتمييز، وأن تكون تلك الهبة بمشاركة دولية وإسرائيلية من أنصار السلام والعدالة والمبادئ الإنسانية .

يجب إنهاء الانقسام وتعزيز المقاومة الشعبية

وأضاف في المقابل لابد من العمل وبصورة جدية من اجل إنهاء الخلاف والعودة بصورة سريعة إلى طاولة الحوار، فقد حان الوقت ليلتئمن الجرح الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية التي تتسع للجميع لتشمل كافة ألوان الطيف الفلسطيني، لنصل بعد ذلك إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية، نعود خلالها إلى صوت الجماهير لتوحيد جهودها في مواجهة عددنا الأكبر .

وأشار أبو رحمة إلى الاحتفال بالذكرى السادسة لانطلاقة المقاومة الشعبية في بلعين، والتي هي امتداد للمقاومة الشعبية المنطلقة في عام 87، وفي هذه المناسبة "انحني احتراما لكل المواقع الصامدة والمدافعة عن الأرض، والمقاومة لبناء الاستيطان والجدار وهدم البيوت، في النبي صالح والمعصرة ودير لغصون وبلعين، في بيت أمر والشيخ جراح وسلوان ونابلس ونعلين، في الخليل وقلقيلية والأغوار وسلفيت وبورين، في بدرس وبدو والولجة وطولكرم وجنين، هذه المواقع التي عبرت بإصرارها وبقوة إرادتها على قدرتها على مقاومة اقوي جيوش العالم بصدورها العارية متسلحة بحقها في الوجود على أرضها، مقدمة أرواح أبنائها في سبيل الدفاع عن أرضها، حيث لم تفرق آلة القمع الإسرائيلية بين صغير وكبير وبين رجل وامرأة، فالشهيد الطفل احمد حسام موسى، والشهيدة جواهر أبو رحمة خير دليل على ذلك ".

وأشار إلى ما قدمته تلك المواقع من ألاف الجرحى، ومئات الأسرى، وخص بالذكر ما يقوم به الاحتلال من اعتقال بصورة يومية في بيت أمر والنبي صالح وبلعين ونعلين، حيث يستهدف نشطا المقاومة الشعبية فيها كما حصل أخيرا مع ناجي التميمي، وكذلك الأطفال، ويمارس أبشع أنواع التعذيب بحقهم منتهكا كافة الحقوق الإنسانية ومستقلا براءة الطفولة العفوية، ويحرمهم من مدارسهم وكتبهم وإخوانهم وأهلهم والطفلان إسلام أيوب ومحمود سمارة مثال على ذلك، لهذا لابد من تحرك منظمات حقوق الإنسان والمدافعة عن الأطفال من اجل الإفراج الفوري عنهم وعن ما يزيد عن 300 طفل أخر من عمرهم بل على العكس يجب محاكمة سجانيهم .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]