بعد مرور 25 عامًا من الأسر والاعتقال في داخل السجون الإسرائيلية، ورغم طول السنين، لم يتنازل الأسير وليد دقة عن حلم حياته الذي ما زال خيالي وفقًا للاعتبارات الإسرائيلية...بل وكتب الأسير دقة رسالة من قلب السجون تملئها الحرقة ولوعة الألم والاشتياق...لأبن أو بنت تحمل مسيرة من بعده.

يشار إلى أن رسالة الأسير جاءت اليوم بعد أن نُظم، في البيت والدة الأسير وليد دقة، مؤتمر صحفي حضره العديد من الشخصيات السياسة العربية واليهودية والتي أكدت من خلال حضورها على هدفهم الذي لم ولن يتنازلوا عنه ومصريّن على تحقيقه، انه وفي خلال زيارتهم التالية سوف يكون معهم وليد وابنه ميلاد ليزور أمه وليلتقي بها بعد فراق طالت أيامها وقضت على أحلام لم يتمكن وليد من تحقيقها!!!.

وعن سؤال وجهه مراسل موقع "بكرا" لوالدة الأسير عن آخر مرة قد تمكنت من تقبيله واحتضانه فقالت بلهجة ملئتها الحرقة :"وكيف لي ان المسه وزجاج عازل يفصلنا ويمنعني من ملامسته ,فقد حرموني حتى من تذوق طعم صوته إلا عن طريق هاتف خالي من نفس ابني".

مرارة السجون وتضييقات...

أما السيدة سناء دقة زوجة الأسير وليد دقة فلم ترغب عن التكلم عن أمورها الشخصية بل أرادت أن تتكلم عن مشكلة الأسرى الفلسطينيين وليس عن زوجها بشكل خاص فقد أبدت استيائها وامتعاضها الشديد لما تقوم به مؤسسة السجون من فرض قيود على الأسرى من منع إدخال أكثر من كتابين في الشهر ومن منع رؤيتهم إلا بزجاج عازل بعد ان كانوا يتكلمون معهم عبر شباك تتيح لهم من ملامستهم، مؤكدة على ان كل ما يحدث خارج السجون يؤثر وبشكل مباشر على أسرى الداخل الفلسطيني وذلك عن طريق المعاملة التي تفرضها عليهم مؤسسة السجون من تضييفات تزيد عليهم من مرارة السجون.

زوجة الاسير توجه رسالة الى قادة حماس

كما ووجهت السيدة سناء دقة رسالة إلى القياديين في حركة حماس تطالبهم بأدراج أسماء أسرى الداخل الفلسطيني في قائمة المطالبين بتحريرهم مؤكدة على أن أسرى الداخل الفلسطيني هم الأسرى الأكثر الألمًا في السجون من بين الأسرى الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية وغزة.

كما وأكدت لمراسل موقع "بكرا" على انه في حال طرح فكرة نفي الأسرى خارج البلاد وسحب الجنسية منهم مقابل تحريرهم من السجون، فسوف يتم التوجه للقضاء مؤكدة على انهم قد سجنوا من اجل قضيتهم ولن يقبلوا بان ينفوا إلى خارج وطنهم والذي سجنوا وضحوا بسنين عمرهم من اجلها.
وفي سؤال آخر لزوجة الأسير عن دور أعضاء الكنيست بالتخفيف عن الأسرى من خلال مطالبة مؤسسة السجون بفك القيود والتضييفات التي تفرضها على الأسرى، أكدت وتد على أن العديد من أعضاء الكنيست لا يعرفون حتى الطرق المؤدية إلى السجون ولا انه يتواجد داخل السجون الإسرائيلية أسرى من الداخل الفلسطيني قد مضى على مكوثهم وأسرهم أكثر من 20 عامًا.

المبادرة للزيارة ...الأسير دقة


من الجدير بالذكر أن من بادر بهذه الزيارة هو الأسير وليد دقة بنفسه!!! حيث أكدت زوجته على ان وليد وبمناسبة مرور 25 عامًا على تاريخ سجنه لم يكن يرغب بتمرير هذه الذكرى بدون أن يتم ذكره، فلا يريد ان يتعامل مع هذا اليوم كيوم عادي، فقد اقترح على أن يقوم العاملين بموضوعه والذين يناضلون من اجل تحريره وتحرير بقية الأسرى بان يقوموا بتنظيم أنفسهم ويقوموا بزيارة والدته

زأضاف الزوجه على أن الزيارة تاـي ايضًا بالتزامن مع عيد اليوم واليوم العالمي لحرية الأسرى..

هذا وأرسل دقة رسالة تحدث فيها عن عمره الذي قضاه في السجون الإسرائيلية، حيث تحوي الرسالة  كلمات لوعة وإشتياق لابنه الذي لم يولد بعد والذي يسعى لانجابه رغم قيد السجان...

رسالة الاسير وليد دقة...

اكتب لطفل لم يولد بعد...اكتب لفكرة او حلم بان يرهب السجان دون قصد او علم,وقبل ان يتحقق..
اكتب لاي طفل كان او طفلة...اكتب لابني الذي لم يأت الى الحياة بعد..
اكتب لميلاد المستقبل, فهكذا نريد ان نسميه/نسميها, وهكذا اريد للمستقبل ان يعرفنا..
عزيزي ميلاد..
اليوم, انهي عامي الخامس والعشرين في السجن.. تسعة الاف ومئة وواحد وثلاثون يوما وربع..
انه الرقم الذي لا ينتهي عند حد... انه عمري الاعتقالي الذي لم ينته بعد...
وها انا فقد بلغت الخمسين, وعمري قد انتصف بين السجن والحياة.. والايام قد قبضت على عنق الايام.. كل يوم امضيته في السجن يقلب "شقيقه" الذي امضيته في الحياة. ككيس يحاول افراغ ما تبقي به من ذاكرة.. فالسجن كالنار يتغذى على حطام الذاكرة,وذاكرتي, يا مهجة القلب, غدت هشيما وجف عودها..اهربها مدونة على ورق حتى لا تحترق بنار السجن والنسيان..
اما انت فانت اجمل تهريب لذاكرتي. انت رسالتي للمستقبل بعد ان امتصت الشهور رحيق اخوانها الشهور..والسنين تناصفت مع اخوانها السنين..
اتحسبني يا عزيزي قد جننت؟اكتب لمخلوق لم يولد بعد؟؟
ايهما الجنون..دولة نووية تحارب طفلا لم يولد بعد فتحسبه خطرا امنيا, ويغدو حاطرا في تقاريرها الاستخبارية ومرافعتها القضائية..ام ان احلم بطفل؟؟
ايهما الجنون.. ان اكتب رسالة لحلم ام ان تصبح الحلم ملفا في المخابرات؟؟
انت يا عزيزي تملك الان ملفا امنيا في ارشيف الشاباك الاسرائيلي..فما رأيك ؟؟
هل اكف عن حلمي؟؟
سأظل احلم رغم مرارة الواقع..
وسأبحث عن معنى للحياة رغم ما فقدته منها..
هم ينبشون قبور الاجداد بحثا عن اصالة موهومة..
ونحن نبحث عن مستقبل افضل للاحفاد.. لا شك ات
سلام ميلاد.. سلام عزيزي..
وليد دقة(ربع قرن خلف القضبان).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]