يعيش أهالي قرية عورتا جنوب شرق نابلس، حالة من الخوف والتأهب الدائم، نتيجة الاقتحامات المتكررة والمباغتة للقرية من قبل قوات الاحتلال، وذلك منذ الحادي عشر من الشهر الجاري، بعد عملية قتل خمسة من المستوطنين داخل مستوطنة 'ايتمار'، المقامة على أرض القرية، والتي تحدثت الأنباء عن أن القاتل التي نفذها هو عامل تايلندي كان يتواجد في المستوطنة بعد خلاف مالي مع صاحب المنزل.

18 يوما من المعاناة....

ويشير رئيس مجلس قروي عورتا قيس عواد، إلى أن القرية وخلال ثمانية عشر يوما عانت الكثير لذنب لم ترتكبه، حيث حوّلت إلى منطقة عسكرية مغلقة، وفرض حظر تجول عليها لأيام عدة، لم يستطع خلالها أهالي القرية الإطلالة من نوافذهم أو الصعود على أسطح منازلهم، حيث كانوا يواجهون بالقنابل المسيلة للدموع.

ويضيف: 'لا يمكن وصف الخوف في أعين النساء، وحالات الرعب التي أصابت الأطفال في كل اقتحام، بصحبة الكلاب البوليسية، بعد أن تم احتجازهم لساعات في غرف مغلقة، أو بالبرد الشديد في الخلاء'.

ويتابع: 'اعتقلت قوات الاحتلال حوالي 100 من مواطني القرية خلال مداهماتها المتكررة'، مشدداً على أنه لا يمكن أن يكون أحد سكان القرية قد قتل أطفالاً.

وقال أحد المواطنين من سكان القرية: 'كل شيء في القرية عانى، حتى المزروعات والسلاسل لم تسلم من الدمار الذي ألحقه الجنود بالبلدة'.

وأضاف: 'لم يتركوا منزلاً إلا ودخلوه، وعاثوا فيه خرابا، فبعض المنازل حطموا أرضياتها، وأخرى زجاج نوافذها، وثالثة أبوابها، واستخدموا أبشع أنواع التعامل مع المواطنين وإذلالهم، بعد أن نجّست كلابهم الفرش المنزلي'.

وقال محافظ نابلس جبرين البكري: إن سياسة العقاب الجماعي تكررت داخل القرية بشكل همجي، ومخالف للأعراف الدولية.

وأضاف: 'ما يجري داخل القرية يتطلب جهد كافة الجهات، لإيقاف إجراءات الاحتلال ضد السكان العزل.

علاج مجاني لأهالي القرية...

وكانت أعلنت وزارة الصحة عن توفير العلاج المجاني لأهالي قرية عورتا، حيث أشارت في بيان صدر عنها سابقا، أن وزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي أصدر تعليماته لمديرية صحة نابلس، بتوفير العلاج المجاني لأهالي قرية عورتا بغض النظر عن حيازتهم للتأمين الصحي أو عدمه.

وكانت استنكرت الوزارة ، اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنين على المراكز والطواقم الطبية، حيث تم اقتحام عيادة البلدة وتحطيم الأبواب والأثاث والأجهزة الطبية.

وكانت قد اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم القرية، واعتقلت العشرات من الأهالي بعد أن فتشت عددا من المنازل.

شكوى متواصلة للمواطنين....

وقال سامر عواد، أحد سكان القرية: إن جنود الاحتلال احتجزوه وللمرة الثانية على التوالي فجر اليوم، مشيرا إلى أنها تأخذ عينات من اللعاب وبصمات جميع من تحتجزهم.

وأضاف عواد: 'الجنود يحملون قوائم أسماء، ولدى استجوابهم لنا يركّزون على أماكن تواجدنا ليلة قتل المستوطنين، وعند قولنا أننا لم نرتكب شيئا والعملية هي جنائية، يهيجون ويغضبون ويأمروننا بالصمت'.

وتستمر جرّافات الاحتلال بعمليات شق الطرق شرق القرية، بعد أن جرّفت مساحات من الأراضي واقتلعت الأشجار ونصبت 'الكرافانات'، في نية للاستيلاء على الأراضي هناك.

يذكر، أن مساحة عورتا تقدر بـ 22 ألف دونم، صادر المستوطنون 12 ألف دونم منها، ويقطن القرية حوالي 6 آلاف مواطن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]