في سنة 1999، قدمت مؤسسة "عدالة " بالاشتراك مع جمعية حقوق المواطن في إسرائيل التماسا إلى المحكمة العليا، ضد عدد من "البلديات في المدن المختلطة "، وبضمنها بلدية عكا. وقد طالب مقدمو الالتماس بإضافة اللغة العربية إلى اليافطات واللافتات التوجيهية التي تقع ضمن نفوذ هذه البلديات.

بعد تقديم الالتماس بنحو سنة، وبعد الاستماع إلى ادعاءات جميع الأطراف، أصدرت المحكمة أمرا مشروطا ضد هذه البلديات، يلزمها بالرد على هذه المطالب خلال تسعين يوما. لكن أمر المحكمة استثنى بلدية عكا التي وافقت على مطالب الالتماس قبل جلسة الاستماع.

في سنة 2002، قبلت المحكمة الالتماس وقال حينها القاضي "أهارون براك": "إن حرية الفرد باستعمال لغته الأم هي من أسس الديمقراطية، المساواة والعدالة". وعليه، فقد جاء في القرار إلزام هذه البلديات بكتابة اللغة العربية على يافطاتها الرسمية، لكن المهزلة الحقيقية هي أن بلدية عكا التي وافقت على مطالب عدالة بكتابة اليافطات باللغة العربية في المدن المختلطة،هي البلدية الوحيدة في مدينة مختلطة التي تكتب على واجهة بناية البلدية "بلدية عكا " باللغة العبرية فقط !...

عضو بلدية عكا، أحمد عودة، وجه رسالتين إلى رئيس البلدية "شمعون لانكري" ونائبه يحذرهما من مغبة الاستمرار بهذا التوجه المتجاهل لقرار المحكمة العليا، وهذا نص الرسالتين كما وصل إلى مراسل موقع "بكرا":

رسالة أحمد عودة لرئيس البلدية...

حضرة رئيس بلدية عكا شمعون لانكري :
لاحظت كما لاحظ الكثير من المواطنين انه في مدخل مبنى بلدية عكا تم تجديد وترميم كلمة بلدية عكا "עיריית עכו" ، وهذا الأمر تم بلغة واحده فقط، هي "اللغة العبرية "، مما يعني تجاهلا تاما لكون البلدية بلدية للجميع، عربا ويهودا، وتجاهلا تامי لكون اللغة العربية هي لغة رسميه في الدولة .
أذكرك، وكنت أتمنى أن يكون هذا الموضوع من ورائنا بعد كل ملابسات اللافتة في المدخل الرئيسي الشرقي للمدينة، أني أطالبك بإصلاح هذا الأمر حالا دون تأجيل، وأطالبك أيضا بوضع لافتات بالعربية في كل مكاتب البلدية.
إصلاحك للأمر يعني تجاوبك وقبولك واقع الأمر، وهو أن مدينتنا لنا جميعا عربا و يهودا.
لا أريد، وليست عندي الرغبة بتكرار ما فعلته في السابق، ولكنني على استعداد لتثبيت لافته باللغة العربية في مدخل البلدية إذا تطلب الأمر لذلك.
باحترام – عضو البلدية
احمد عودة – الجبهة"

 

رسالة عودة لنائب الرئيس ادهم الجمل

أما الرسالة الثانية التي وصلت لمراسل موقع "بكرا"، والتي وجهها عودة إلى نائب رئيس بلدية عكا أدهم الجمل، فقد جاء نصها كما يلي :
"لحضرة نائب رئيس البلدية ادهم الجمل تحية وبعد :
من غير عادتي أن أتوجه إليك برسائل رسمية ، وذلك لسبب اعتقادي أن إمكانياتك بالتغيير والتأثير على مجريات الأمور قليلة وضئيلة، ويبدو أن وجودك بائتلاف رئيس البلدية يزيد الطين بلة بالنسبة لأهالي عكا العرب واحتياجاتهم ومطالبهم العادلة. لذلك، لا أرى بشخصك ممثلا للناس العكيين وهمومهم وقضاياهم !!
أنا واثق أن رغباتك مشابهة لرغباتنا، لكنك محكوم للائتلاف والتزاماته. لا أريد أن أثقل عليك فأنت لست سبب التمييز ضد "أهلنا في عكا " ولا يمكنك تغيير الوضع القائم !! موضوع اللافتات أثار غضبي لدرجة أني مستغرب ومتفاجئ من مدى الوقاحة في عدم وضع لافتة لبلدية عكا باللغة العربية لغاية اليوم، كما ينص عليه القانون في المدن المختلطة.
من جهة أخرى استغرب كثيرا دخولك كل صباح إلى البلدية ومشاهدة اليافطة بالعبرية فقط ولا "يرف لك جفن "، اعرف سلفا انك ستقول انك تعالج الموضوع وان اللافتة بالعربية ستكتب بفضل مطالبتك وضغطك على البلدية!! في النهاية أقول كما قلت لـ"لانكري": انه إذا لم يتم إصلاح الخلل، فسأقوم بكتابة يافطة باللغة العربية بنفسي ونصبها على مبنى البلدية كما فعلت في السابق بالمدخل الشرقي للمدينة ..
باحترام – احمد عودة
عضو البلدية الجبهة".
 

أدهم الجمل يرد: أنصح المزاودين بالكف عن إطلاق الشعارات الرنانة إعلاميا
مراسلنا تحدث إلى نائب رئيس البلدية، أدهم الجمل، حيث عقب على اتهامات عودة بالقول: "من دون التطرق لرسالة عضو البلدية احمد عودة، فقد بدأنا منذ أيام بالعمل على تعليق اليافطات الإرشادية باللغة العربية في بلدية عكا، وبناء على طلبي فقد تم وضع قسم من اليافطات باللغة العربية في مدخل البلدية ، وكذلك وضع يافطات إرشادية باللغة العربية في جميع المكاتب التي تعمل على خدمة الجمهور العربي في المدينة".
وتابع الجمل: "كوننا في الائتلاف البلدي أنا وزميلي سليم النجمي، نعمل جاهدين قدر المستطاع من أجل تحصيل الحقوق المستحقة للمواطنين العرب في البلدة، وخلال مدة قصيرة من عملنا البلدي نجحنا بتحقيق عدة انجازات هامة على المستوى الرياضي، التعليمي، التربوي والاجتماعي في المدينة، ومنها دعم جهاز التربية والتعليم في مدارسنا العربية، التي تشهد نهضة عصرية كبيرة ومتطورة جدا. وكذلك تقديم الدعم الكامل للمؤسسات التربوية التي تعمل مع الجمهور العكي في المدينة. سعينا ونجحنا في إقامة المنشات الرياضية لخدمة الجمهور العكي".
وأنهى الجمل حديثه بالقول: "سنبقى نعمل على خدمة أهلنا في عكا، وأنصح كل المزاودين الذين كل همهم وهدفهم هو سياسي بامتياز، بالكف عن طرح الشعارات الرنانة في وسائل الإعلام، وأن يعملوا على تحصيل الحقوق كما نفعل لأهلنا العكيين. فهناك حقوق واحتياجات يومية يحتاجها المواطن العكي بعيدا عن كل الأمور التي تهدف إلى تسجيل النقاط السياسية فقط".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]