لم تكن الطالبة الجامعية ، آية إبراهيم براذعية، حسب صديقاتها في الجامعة ، تعلم أن يخطف منها عمها، واحدا وعشرين وردة، ويدمر حياتها ويلقي بها إلى بئر مكبلة اليدين والقدمين،حتى توسلاتها لم تشفع لها أمام عمها وأصدقائه الثلاثة الذين تورطوا معه في قتلها دون تنفيذ فعلتهم النكراء .

كانت أية تصرخ: استحلفكم بالله، عمي، عمي..أتركني لأجل الله، ولا تلقي بي داخل البئر..ماذا فعلت لتقتلني.. عمي أرجوك ساعدني..لا تقتلني..لا تقتلني، وألقيت بداخل البئر... ".

قال تعالى: ((وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ))، ثلاثة عشر شهراً مرت ولا زال سؤال آية معلقاً بين السماء والأرض، ماذا فعلت لتقتلني يا عمي، الكثيرون حاولوا الإجابة على هذا التساؤل دون جدوى.

بلاغ حول اختفاء آية

وقال مدير شرطة محافظة الخليل، العقيد رمضان عوض، تقدم إلينا إبراهيم براذعية وزوجته ببلاغ حول اختفاء ابنته آية والتي خرجت من المنزل صبيحة يوم الثلاثاء 2010/4/20، متوجهة إلى جامعة الخليل، فتحنا تحقيقاً وأخذنا نحقق في جميع الاحتمالات، ومنها أن تكون قد تعرضت للاختطاف، أو هربت من البيت، وقمنا باستدعاء عدة أشخاص وسؤالهم عن آية، وكان بضمنهم شاب من مدينة الخليل، اتهمه والد آية بأنه يعرف مكان آية، قمنا باستدعائه، وتم إيقافه على ذمة التحقيق معه، وأخلي سبيله من المحكمة بعد خمس وثلاثين يوما من توقيفه".

وأضاف: توجهنا بتحقيقاتنا إلى داخل أسوار الجامعة، فوجدنا بأنها كانت تدرس اللغة الانجليزية في السنة الثالثة، وتتمتع بعلاقات اجتماعية ممتازة، وعلى خلق عال وتمتاز بثقافة واسعة، وتصرفاتها متزنة، ولا يوجد أي شبهات أخلاقية أو أمنية تحوم حولها، وهذا ما حير ضباط التحقيق".

وأضاف "وردتنا مصادر خاصة بنا، حول وجود جثة داخل بئر للمياه في منطقة خلة أبو سليمان في بلدة صوريف شمال غرب الخليل، ويقع هذا البئر في منطقة نائية بعيدة عن بلدة صوريف نحو ثلاثة كيلو متر وبجوار جدار الفصل".

وأردف قائلاً: توجهنا للمكان على رأس قوة برفقة النيابة العامة والدفاع المدني لاستخراج الجثة من البئر، وتمت عملية استخراج وتجميع أشلائها ليومين متتالين، من داخل البئر الذي يتسع لما يزيد عن ثلاثين كوبا مكعبا من الماء، وقد تبين لنا من نفس الملابس التي كانت ترتديها يوم اختفائها بحسب وصف والدتها، بأنها آية براذعية، وأيضا تم العثور على حقيبة يد ستاتية وجد بداخلها البطاقة الشخصية لآية، وصورة لشقيقها وهو طالب في أوكرانيا، وصورة أخرى مع بطاقة جامعية لشقيقها الأصغر، عندها تبين للنيابة العامة بأن الجثة تعود للمغدورة آية، وانطلقنا في التحقيق من مسرح الجريمة وتجميع الخيوط وتم توقيف عدد من المشتبه بهم".

العم يعترف بقتل إبنة أخيه

يقول العقيد: كان من بين الموقوفين عم آية (37 عاما) وأثناء استجوابه اعترف بأنه قد قتل آية بمساعدة ثلاثة من أصدقائه، وجاء في اعترافات العم" صباح يوم الثلاثاء وبينما كانت متوجهة من منزلها إلى جامعتها في الخليل، قمنا بأخذها ووضعها داخل صندوق المركبة التي كانت معي، وعندما بدأ صراخها يعلو، قام أحد رفاقي برشها بمادة الغاز، فأغمي عليها داخل الصندوق، وتوجهت بالمركبة باتجاه خلة أبو سليمان، وأحضرنا حبلا وقمنا بربط آية من رأسها حتى قدميها وهي مغمى عليها وألقيناها في البئر".

كانت تنبض بالحياة لكنه أصر على قتله

"كانت تنبض بالحياة وهي بين أيديهم، وتتنفس، وما أن استفاقت من غيبوبتها، حتى وجدت نفسها مقيدة، وبدأت بالصراخ، كما أفاد القاتل عمها، توسلت لهم كثيرا واستنجدت برب العباد، وسألت عمها لماذا يريد قتلها، لكنه كان مصمماً على قتلها وبمساعدة رفاقه قاموا بإلقائها في البئر".

صوريف تزف" أية " إلى سدرة المنتهى في موكب دامع ودعوات بإعدام القتلة

وفي موكب قل نظيره لعروس " هي أية من آيات الله ، فكان لها من اسمها نصيب في الشرف والعفة والخلق الرفيع ." زفت الفتاة الجامعية الشهيدة أية برادعية إلى سدرة المنتهى عصر اليوم ، في موكب دامع ، وسط دعوات للقصاص من القتلة من جنس فعلتهم النكراء .

ودعت صوريف ابنتها التي أعدمت في غيابة الجب قبل ثلاثة عشر شهرا من قبل ذئاب بشرية أعمت الأحقاد قلوبها فارتكبت جريمتها بليل .

قوى وفعاليات الخليل تشيد بقرار الرئيس تعديل مواد في قانون العقوبات

في سياق متصل، ثمنت الأطر النسوية والقوى والفعاليات الحقوقية والنقابية والسياسية ومختلف القوى المجتمعية في محافظة الخليل قرار الرئيس محمود عباس بتكليفه المستشار القانوني للرئاسة بإجراء تعديل على المادتين 340 و 98 من قانون العقوبات الأردني رقم 16 لسنة 1960 والتي تتيح إفلات كافة مرتكبي جرائم قتل النساء بدافع ما يسمى الشرف من العقاب.

جاء ذلك خلال اجتماع ضم عدد من المندوبين عن هذه الجهات عقد ظهر اليوم في قاعة مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي في مدينة الخليل.

وطالب المجتمعون الرئيس بالعمل على إقرار مشروع قانون العقوبات الفلسطيني الذي تم إعداده مؤخرا والذي يسهم في ترسيخ دعائم العدل ويكفل اتخاذ إجراءات رادعة بحق مرتكبي الجرائم، وبالإيعاز لمؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية كل وفق اختصاصه بتحمل مسؤولياته تجاه حماية حقوق الإنسان وعلى وجه الخصوص حقه في الحياة.

وكرر المجتمعون مطالبتهم الأجهزة القضائية والتنفيذية الإسراع في الكشف عن ملابسات وتداعيات جريمة قتل الفتاة آية إبراهيم برادعية "21 عاما"من بلدة صوريف غرب الخليل، وعن كل جرائم القتل التي وقعت مؤخرا، واستخلاص العبر منها لمنع تكرار هكذا جرائم في المستقبل، ودعوا إلى تقديم الجناة للعدالة بأسرع وقت ممكن وإنزال العقوبة الرادعة بحقهم. كما طالبت الجهات المذكورة بإطلاع الرأي العام الفلسطيني على نتائج التحقيقات التي أجريت في الجريمة الأخيرة وكافة جرائم القتل.

واعتبر المجتمعون تكرار جرائم القتل مؤخرا دون الكشف عن الجناة يؤشر إلى تراجع حالة سيادة القانون وتصاعد انتهاك الحق في الحياة الذي يشكل الحق الأساس لكافة الحقوق المكفولة وفق المواثيق الدولية والتشريعات الوطنية.

وفي هذا السياق أشاد المجتمعون بالجهود الحثيثة المبذولة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في ضبط الجريمة رغم الصعوبات والمعيقات التي يفرضها الاحتلال والتي تحد من سرعة ملاحقة ومتابعة تلك الجرائم.

وقال المجتمعون أنهم يتابعون عن كثب مجريات التحقيق المتعلقة بجرائم القتل الأخيرة وعلى وجه التحديد جريمة قتل آية برادعية وأكدوا على ضرورة العمل على تمتين وترصين الصف الفلسطيني وتثبيت دعائم الوحدة الوطنية وتقوية دعائم السلم الأهلي والترابط الاجتماعي وأشادوا برباطة جأش عائلة الضحية برادعية باحتكامها لسيادة القانون وتمكين العدالة من أن تأخذ مجراها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]