كشفت دراسات سريرية عن تقدّم بارز في مجال الوقاية والعلاج المتعلقين بسرطانات الثدي والمبيض.

وقال أستاذ الطب في جامعة كورنيل بنيويورك الدكتور أندرو سيدمان: "الدراسات تبين تقدما مدهشا فيما يتعلق بالسيطرة على سرطان الثدي وبالوقاية منه، بالإضافة إلى دراستين سريريتين أخريين تثبتان صحة إضافة عقار أفاستين إلى العلاج الكيمياوي المعياري في معالجة سرطان المبيض".

يُذكر أن عقار "أفاستين" من مختبرات روش السويسرية تعيق تشكل الأوردة الدموية المطلوبة لنمو الورم.

وبيّنت إحدى الدراسات والتي اعتبرت الأبرز أن عقار "أروميسين" (إيكزيمستان) الذي يعيق إنتاج الإستروجين يخفض احتمالات الإصابة بسرطان الثدي أو معاودته لدى النساء بعد انقطاع الطمث لديهن بنسبة 65%.

وشملت هذه الدراسة السريرية 4560 امرأة انقطع الطمث لديهن في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا، كما كان يسجل لديهن على أقل تقدير احتمالا واحدا من الاحتمالات الأساسية للإصابة بسرطان الثدي أو لمعاودة المرض، أو أن يكن قد عولجن سابقا وبنجاح من ورم في الثدي، و في حيت تناولت المجموعة الأولى من هؤلاء النسوة ويبلغن حوالي النصف عقار "أروميسين" عبر الفم الذي تنتجه مختبرات "بفايزر"، وتلقت المجموعة الثانية في المقابل دواء وهميا.

الدراسة الأساسية الأولى منذ 10 سنوات

وأشار الأستاذ في كلية الطب في جامعة هارفارد والمعد الرئيسي لهذه الدراسة الدكتور بول غوس إلى أن "هذه هي الدراسة السريرية الأولى والتي تتناول الوقاية من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي".

وأضاف: "يمكن اعتبار إيكزيمستان كخيار جديد للوقاية من سرطان الثدي لدى عدد كبير من النساء".

والدراسة السريرية المصنفة مرحلة ثالثة هي الأولى التي تقيم فعالية أحد مثبطات إنزيم "أروماتاز" والذي يسمح بتحول هرمونات الأنتروجين إلى إستروجين في وقاية نساء سليمات يظهرن على أقل تقدير احتمالا واحدا للإصابة بالمرض بعد انقطاع الطمث لديهن بسرطان الثدي.

أكثر فعالية وأكثر أمانا

وأوضح غوس أن مثبطات الإنزيم المشكل للاستروجين مثل "أروميسين" هي في الوقت نفسه أكثر فعالية وأكثر أمانا من مضاد الإستروجين "تاموكسيفين"، العلاج الهرموني لسرطانات الثدي المعتمد منذ ثلاثين عاما.

وعقار "تاموكسيفين" الذي يعمل بطريقة مختلفة مقارنة مع "أروميسين" من خلال شل الإستروجين الذي سبق وتشكل، قد يتسبب بسرطان في الرحم أو بتجلطات دموية، الأمر الذي يمنع نحو 4% من النساء من استخدامه.

آثاره الجانبية

ومن الآثار الجانبية الشائعة التي تم تسجيلها مع "أروميسين" التعب وهبات الحر وآلام في المفاصل.

وكان قد تم التصديق على "أروميسين" كعقار للسرطانات المتقدمة في الثدي لدى نساء سبق أن عولجن بواسطة "تاموكسيفين".

دراسة أخرى تستهدف العقد اللمفاوية

من جهة أخرى، بينت دراسة سريرية في المرحلة الثالثة أن العلاج بالأشعة الذي يستهدف العقد اللمفاوية المحيطة بالثدي يطيل بنسبة 30% فترة نجاة النساء من سرطان الثدي من دون أن يعاود المرض لدى هؤلاء اللواتي خضعن لعملية جراحية لاستئصال الورم.

ورأى الأستاذ في الأمراض السرطانية في كلية الطب في جامعة ماكاستر بكندا والمعد الرئيسي لهذه الدراسة الدكتور تيموثي ويلان أنه "يمكن تعديل الإجراءات السريرية من خلال هذه النتائج".

وأظهرت دراسة سابقة إمكانية خفض مخاطر تفاقم سرطان مبيض معاود بنسبة 52%، وذلك من خلال إضافة عقار "أفاستين" إلى علاج كيميائي على أساس البلاتين.

يُذكر أن هناك 1,3 ملايين حالة جديدة سنويا من سرطان الثدي حول العالم، في حين تقضي نحو 500 ألف امرأة نتيجة لإصابتها بهذا السرطان.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]