منذ اعتقال الجاسوس الإسرائيلي في مصر قبل أسبوعين تقريبا وسهير بدارنة زوجة الأسير مصطفى بدارنة تعتصم بالقرب من دوار المنارة وسط مدينة رام الله، أملا في إيصال صوتها إلى السلطات المصرية لمطالبتها بعدم إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي إلا بعد إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في سياق صفقة التبادل.

تجلس سهير على كرسي بلاستيكي للمطالبة بتحرير زوجها الأسير مصطفى بدارنة والمحكم بالسجن 30 عامًا، ولم تغادر ميدان المنارة منذ عدة أسابيع، إلا اليوم مساءً عندما توجهت إلى مقر السفارة المصرية في حي المصيون برام الله، بهدف تسليم رسالة إلى السفير المصري تطالبه فيها بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين ومصريين يقبعون في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي المحتجز في مصر، والذي كشفت المخابرات المصرية عن اعتقاله قبل قرابة أسبوعين.

عريضة إلى السلطات المصرية

بدارنة ما فتأت تحمل صورة زوجها وتتحدث لكل شخص يمر من ميدان المنارة لمطالبته بتوقيع عريضة على مطالبة السلطات المصرية بربط إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي المعتقل في مصر بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، أو على الأقل إطلاق سراح أسرى مصريين يقبعون في سجون الاحتلال منذ عشرات السنوات، ومن حقهم العودة إلى بلادهم.

وبين الفينة والأخرى تحضر عشرات السيدات من أهالي الأسرى لمشاركة بدارنة في اعتصامها وتنظم اعتصامات متواصلة في المكان بشكل لافت وغير معتاد في السابق، ويلاحظ ارتفاع حجم المشاركين مقارنة بالمسيرات الأخرى.

بدارنة تؤكد أن الحملة تصاعدت بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي المرتكب حاليا بحق الأسرى وبالتزامن مع العقوبات التي أعلنها رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرف بنيامين نتنياهو بحق الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال نصرة لهم كما تقول بدارنة.

وتؤكد ان زوجها وأكثر من 6 آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال بحاجة إلى مزيد من الدعم والإسناد في مواجهة السجان الإسرائيلي، الذي ينكل بهم صباح مساء، ويحاول تقديمهم إلى العالم على أنهم أسرى إرهابيون وجنائيون في المقابل هم أسرى حرية وأسرى حرب قاتلوا من اجل تحررهم من الاحتلال الذي أصبح العالم أجمع ينبذه ويرفضه ويحاصره.

اعتصام في رام الله إلى جانب بدارة

عشرات النسوة تجمعن في إحدى المرات إلى جانب سهير بدارنة وبالتزامن مع تصريحات نتنياهو إلى جانبهم تجمعت القيادات السياسية ليكون الأعتصام الأكبر في رام الله منذ سنوات.

في الاعتصام، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع 'جاء هذا الاعتصام تضاما مع الأسرى الذين يخوضون إضرابا تحذيريا عن الطعام ضد إدارة السجون والحكومة الإسرائيلية التي تمارس سياسة إرهابية تمس حياتهم وكرامتهم من خلال اقتحام أقسام السجون والاعتداء عليهم'.

وأشار إلى خطاب بينامين نتنياهو الأخير وقراره بحرمان الأسرى من التعليم والزيارات و'الكانتينا'، وتضييق الخناق عليهم، مشددا على ضرورة تناول هذا الخطاب في أروقة الأمم المتحدة والتعامل معه على أنه 'قرار سياسي بحت أراد به نتنياهو مس عزيمة وإرادة الأسرى، إضافة إلى كونه ورقة ضغط بشأن ملف الجندي جلعاد شاليط'.

وأوضح قراقع أن وزارة الأسرى بعثت العديد من الرسائل إلى مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع المدني والسفراء لدى السلطة حول واقع الأسرى والمعاناة التي يواجهونها، مستغربا 'الصمت الدولي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على الأسرى العزل'.

محافظة رام الله تتضامن مع النسوة المعتصمات


بدورها، قالت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام التي أعلنت تضامنها مع النسوة المعتصمات 'إن الرئيس محمود عباس يولي قضية الأسرى أهمية خاصة ويتابع واقعهم ويحزن على الأمهات والأهالي المحرومين من رؤية أبنائهم'، مشددة على ضرورة تكاتف الجهود من التضامن معهم والعمل على إطلاق سراح كافة الأسرى وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

من جانبه، أكد أمين اللجنة العليا لمتابعة شؤون الأسرى أمين شومان، أن هذا الاعتصام تضامنيا مع الأسرى وتأكيدا على الوقوف خلفهم ورفضا لسياسة إدارة السجون، قائلا: 'هذه رسالة مفادها بأن الشعب الفلسطيني يقف خلف أسراه ومع قضيتهم العادلة'.

وشدد على ضرورة العمل على المستويين الشعبي والرسمي الفلسطيني للالتفاف حول الأسرى بما يرقى إلى مستوى معاناتهم، إضافة إلى المستوى الرسمي العربي الذي يجب عليه الرد على خطاب نتنياهو وحرمان الأسرى وتضييق الخناق عليهم.

بدارنة تتواجد رغم مغادرة الأغلبية

ورغم انتهاء الاعتصام تواصل بدارنة تواجدها في محيط ميدان المنارة بحثا عن أحد يجلس إلى جانبها أو يوقع على رسالة تحملها أملا في رؤية زوجها خارج السجن قبل أن يخطفه القدر، وبالفعل نجحت قبل مغادرتنا المكان في استقطاب عدد من الشبان الأجانب الذين تواجدوا في الميدان وأخذت تشرح قضيتها لهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]