لقاءٌ خاص، يتطرق بالأساس إلى موضوع البورصة وكل ما يتعلق بأسواق المال والعملات والأسهم.

خلال لقائنا مع الخبير الاقتصادي (المالي) شادي بحوث، تطرق إلى قضايا هامة تشغل بال المجتمع المحلي بل والعالمي أيضًا، وأبرز ما قاله بحوث أنّ التنبؤ باتجاهات أسواق المال مسألة ليست سهلة، فعليك أن تتابع مستجدات السوق على مدار 24 ساعة يوميًا * وأوضح بحوث أنّ عمله في حديثه إلى أنّ العمل في هذا المجال يتطلب الجمع بين سيكولوجية الفرد والمجموعة، علم الاقتصاد، السياسة وأمور أخرى بينها استقلالية تامّة في القرار، وعدم التأثر بما تنشره وسائل الإعلام * الاقتصاد الإسرائيلي هو من أفضل ما في العالم اليوم بفضل محافظ بنك إسرائيل ستنالي فيشر * وقال بحوث: أحداث ليبيا لها تأثيرٌ ضئيل جدًا على أسعار الخام  كما أشار أنّ الفرصة مواتية لإنشاء بنك جديد يختص بالصيرفة الإسلامية ومواضيع أخرى هامة...

اليكم الحوار كاملاً:

بطاقة تعريف وافية، البداية وحتى اليوم

شادي توفيق بحوث، أبن مدينة شفاعمرو، متزوج من لينا وأب لإميل وروزا. اختصاصي هو تداول أسواق المال العالمية (البورصة)، والتركيز على أسواق العملات والأسهم، بما في ذلك أسواق المشتقات كالعقود الآجلة Futures والخيارات Options.

بدأت في هذا المجال منذ عام 1996، وفي عام 2004 حصلت على عضوية نقابة المحللين البريطانية STA وبعدها بسنة حصلت على تأهيل من الفدرالية العالمية لتحليل أسواق المال IFTA، حيث كنت أول مواطن في الدولة يحصل على هذه الشهادات.

شغلت منصب كبير محللي أسواق العملات في كبرى شركات التداول في تل أبيب، وواصلت من بعدها التقدم حتى أن أصبحت مستقل، وأصبحت الشركة التي عملت بها في السابق أحد زبائني حتى اليوم.

أعمل أيضًا، محاضر في الكلية الأكاديمية لإدارة الإعمال Ono College حيث أحاضر فيها عن أسواق المشتقات Derivatives مثل الخيارات وأيضًا عن أسواق العملات وسياسات التحوط من تغييرات سعر الصرف. لي أيضًا لقب محاضر ضيف في عدد من الجامعات والكليات الأكاديمية الأخرى في البلاد حيث أحاضر فيها عن فرضية السوق الكفء The Efficient Market Hypothesis وعلاقتها بنظرية التحليل الفني Technical Analysis وذلك من منظور عملي وليس نظري، طارحين على الطلاب صورة أوضح وأقرب لعالم البورصة.

ما هي طبيعة عملك؟

ببساطة، أن أتنبئ اتجاهات الأسواق المالية. وهذه عملية ليست بالسهلة، حيث تتضمن متابعة مستجدات السوق على مدى 24 ساعة يوميًا، من خلال وكالات الإعلام العالمية كوكالتي Bloomberg و Reuters، ومراقبة تقلبات أسعار الأسواق العالمية من على الشاشات. مسؤوليتي هي، استباق المعلومة، تحليل مضمونها هل هي معلومة مهمة أم ضعيفة، التفكير كيف ستؤثر على أسعار الأسواق هل بالارتفاع أم انخفاض وبأي قوة، وأخيرًا القيام باتخاذ قرار البيع أو الشراء أو البقاء خارج السوق. كل هذا قد يستغرق أحيانا بضع ثوان فقط،. على سبيل المثال: الأحداث الأخيرة التي جرت في العالم العربي وتأثيرها على أسعار النفط، أو تصريحات من قبل البنوك المركزية خصوصا بكل ما يتعلق بسياستها النقدية وقرارات الفائدة ومدى تأثيرها على تقلبات أسعار العملات وغيرها من عوامل مؤثرة.

لمن تقدمون خدماتكم؟

أقوم بملائمة خدماتي بحسب حاجة الزبائن فمنهم الشركات وأيضا المستثمرين الأفراد. فمثلا: لدي خدمة التحليل اليومي للأسواق المالية التي تتضمن تحليلات يومية لأسواق العملات الأجنبية بما في ذلك الدولار الأمريكي مقابل العملة المحلية، أسواق النفط، الذهب وأسواق الأسهم العالمية. هذه الخدمة توزع على شركات متخصصة بتداول الأسواق المالية.

أيضًا، أقوم بتقديم الاستشارة لقطاع الأعمال خصوصًا المستوردين، بكل ما يتعلق بتقلبات أسعار العملات ومدى تأثيرها على أرباحهم التشغيلية، حيث نقوم برسم خطط واستراتيجيات تحوط لحماية أرباح هذه الشركات والمؤسسات من جراء التحركات العنيفة لهذه الأسواق.

أخيرًا، أقوم بإدارة المحافظ للزبائن المعنيين بتنويع استثماراتهم خارج النطاق التقليدي المتّبع حتى اليوم.

لماذا اخترت هذا المجال بالذات؟

بصراحة، أهوى عملية التحليل، والبحث عن علاقات بين عوامل مختلفة، فعملي يجمع ما بين سيكولوجية الفرد والمجموعة، علم الاقتصاد، السياسة، الاحتمالات، نظرية اللعبة، ويتطلب استقلالية تامّة في القرار، خصوصًا عدم التأثر مما ينشر في الصحف العامة ومحطات الأخبار للجمهور البسيط. كثيرًا ما يتطلب عملي أن "أقرأ" لغة الجسد لشخصية هامة لحظة خطابها، والبحث حول إمكانية المخاطب لاستعمال مصطلح جديد في خطابه أم هل هنالك محاولة منه لتعديل مصطلح قد ذكره في خطاب سابق له، الأمر الذي أعتبره رمزا على نية معينة.

أيضا، هنالك أهمية كبيرة لدراسة ومراقبة تقلبات الأسعار من خلال قراءة الرسوم البيانية الخاصة. فغالبًا نرى أن أسعار السوق تتجه بعكس ما هو متوقع منها وفقًا لنظرية أكاديمية معينة، وهنا يجب علينا الفصل بين النظريات والواقع، حيث تلعب خبرة التاجر دورًا هامًا في صنع القرار في مثل هذه الحالات.

حسب خبرتك، أين تقف إسرائيل في منظار العالم اقتصاديًا؟! كيف استطاعت أن تحافظ على اقتصادها؟

الاقتصاد الإسرائيلي هو من أفضل ما في العالم اليوم. يعود هذا برأيي بالأساس لمحافظ بنك إسرائيل البروفسور ستانلي فيشر وإدارته للسياسة النقدية، فالحديث هنا عن شخصية عالمية تتحلى بالجرأة والابتكار. أيضا، لن ننسى قطاع التصدير خصوصًا الصناعات المتقدمة فإسرائيل سبّاقة عالميا في هذا المجال. بالإضافة، خروج الاقتصاد الإسرائيلي من أزمة الديون المتعثرة التي حلّت عام 2008، وتعافي الاقتصاد منها بشكل سريع مقارنة مع باقي الدول المتأثرة.

هل ترى نهاية لأزمة أسعار النفط العالمية بعد إنهاء الأزمة الليبية؟

اليوم، أصبح لأحداث ليبيا تأثير ضئيل على أسعار الخام، فالنفط متأثر خلال الفترة الراهنة بكل ما يتعلق بالاقتصاد العالمي خصوصا أزمة الديون، فالأخبار عن تفاقم الأزمة تزيد من مخاوف المستثمرين وتضعف لديهم شهية المخاطرة، مراهنين على تباطؤ الاقتصاد العالمي ممّا يؤدي إلى تراجع الطلب على النفط وبالتالي يهبط أسعاره، والعكس بالعكس في حالة تلقي أخبار مشجعة. أمّا الأحداث في العالم العربي فباتت أخباره تكمن في أداء السوق.

متى سنرى العرب في بورصة إسرائيل والعالم؟

لقد تطرقت لهذا الشأن بتعمق في مقال موسع لي نشر في مجلة مالكم الاقتصادية بعنوان "الصكوك الإسلامية هي الحل" أدعوك لقراءته. الخلاصة كانت، أنه يمكننا دخول البورصة، لكن الأفضل استراتيجيًا لنا أن ندرج الأسهم أو اكتتاب السندات من على بورصات عربية، بدلا من بورصة تل أبيب، والقرار هنا استراتيجي دون علاقة بالسياسة.

لماذا لا يكون لدينا بنوك بإدارة عربية كاملة، ومن يستفيد في النهاية من الأرباح البنكية؟

سؤالك جميل وإذا نظرنا لما حصل مؤخرًا في أحد البنوك المحلية التي تلعب دورا هاما في وسطنا، اعذريني لا يمكنني التوسع في هذا المثل، يكون الجواب واضح للجميع، فاللبيب من الإشارة يفهم. لكن، برأيي توجد اليوم لدينا أرض خصبة لمبادرة جديدة قد تشكل قفزة نوعية لاقتصادنا العربي المحلي عامة وأيضا لاستغلال مواردنا البشرية في مجال علم جديد، قد يجعلنا ذو أفضلية على البنوك التجارية المنافسة الموجودة اليوم. وأقصد بحديثي هذا، إنشاء بنك جديد يختص بالصيرفة الإسلامية، فهذا المجال الجديد، يحظى باهتمام كبير عالميا وبرأيي قد يفتح المجال أمام طلابنا بالتعلم موضوع جديد، يدعم قطاع العمالة خارج المجالات المحدودة اليوم.

هل تمر إسرائيل بأزمة مالية متأثرة بأزمة أمريكا وغيرها من الدول الأوروبية كاليونان، اسبانيا، ايطاليا؟

يجب الإجابة هنا بحذر، لأننا ما زلنا لا نملك المعلومات الكافية وأقصد هنا مدى تعرّض البنوك المحلية لأصول مثل هذه الدول خصوصًا للسندات الدين. إذا كانت هذه البنوك "معرية" بشكل كبير فيكون هناك احتمال عال لأن يتأثر الاقتصاد المحلي سلبا في مثل هذه الحالة. لكن، إن لم تكن هذه البنوك مكشوفة لمثل هذه المخاطر، عندها أتوقع أن يكون تأثير خجول.

هل يمكن أن يتبلور فعلاً شرق أوسط جديد اقتصاديًا على ضوء ثورات الربيع العربي ، أين موقع إسرائيل؟

برأيي حتى الآن لا تزال الصورة سكنية ومن الصعب أن نتوقع ما سوف يحدث. لكن، يمكن لأحداث سبتمبر المقبل والإعلان عن دولة فلسطينية وللتطورات بهذا الشأن أن تعطينا فكرة عمّا يمكن توقعه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]