لماذا صمت زوجي فجأة؟ سؤال مقلق ومحير للكثير من السيدات، الكثيرات منهن حينما يلحظن في أزواجهن صمتا لم يعلمنه من قبل يبدأن البحث والتنقيب والسؤال والاستفسار والتأويل والتحليل، ولعل الشائع في وعي الناس، إن النساء كثيرات الكلام والرجال من هواة الصمتِ ومحترفيها، الرجل كائن ذهبي والنساء من فضة، وصمته لغة مكتوبة بماء الذهب وتصوف الأفكار هناك خلف أسوار المنازل وداخل بيوت المتزوجين صمت بعض الرجال في بيوتهم ومع نسائهم اشد هولاً من أبو الهول كما تحكي الكثير من النساءتحولوا بعد الزواج إلى أهرامات متكلسة تحكي حضارة حديثه الذي كان قصائده وأحلامه التي فشلت بغسل أحزانها بعد الزواج ماذا جرى له؟ اهو مُضرِب عن الكلام أم انه يجوب الأفلاك في تأمل روحي بحثاً عن الحلاج بوابةً لتصوف عصر العولمة؟ أسئلة كثيرة تسألها معظم النساء عن صمت هذا الرجل الذي كان يتكلم قبل الزواج لحد الثرثرة أحيانا ، وينقطع صوته إلا عند الضرورة بعد الزواج.


حقيقة السؤال أكثر من ملح ومهم.. لماذا يتوقف الزوج عن الكلام مع زوجته ويتوقف بث الكلام و الإرسال عنده فجأة بعد الأشهر الأولى من زواجه؟؟.
تُحاول الزوجة أن تكتشف سره، تَنظَّمُ خفيةً بين الناس البسطاء فيسمع حديثه وقصائده الطوال عن الرمل الذي يجعله ذهبا والغزلان التي تشوى بلا نار، أن صوتوا له في المقبلات من الأيام، تلاحقه فتكتشف إن زوجها ينافس ميرابو خطيب الثورة الفرنسية والمصري سعد زغلول حينما يكون الأمر حديثا في السياسة على طاولة يقتسمون عليها الأنخاب، وفي المقهى لا يعرف شيئا عن فن الاستماع وينسى إن الله قد وهبه فم واحد وإذنان كي يستمع قبل الكلام، وفي الدائرة يترك معاملات الناس ليتحدث عن غزواته ويقسم بكتابه بأنها نصف تاريخه والبقية تأتي، تسمع صوته مُلَّعلِعاً في غرفة صوتية في شبكة البالتاك متحدثاً عن الطقس وغدر النساء.

أنهت ملاحقته في يوم عادي وكتبت تقريرها بكلمتين، أنه ( ظاهرة صوتية ) وكما في المدينة الواحدة مدينتان فان مثل هذه الظواهر ظاهرتان، صوتاً لدرجة الثرثرة هناك وصمتا حد الصمم حين يتعلق الأمر ببيته مع الزوجة والأطفال.

حقيقة أن أشد ما يصيب المرأة كآبة ويزيد من أوجاعها هو صمت زوجها دونما سابق إنذار الأمر الذي يدخلها دوامة الشك والقلق لماذا نطق دهرا وصمت فجأة بعد زواجه، في نفس الوقت يدافع الرجل عن نفسه أن التعب ومشاغل العمل قد خارت قوه ويضيف بلباقة وأحيانا بنقيضها: حقيقة لم يبقى عندي ما أضيفه يا حبيبتي، ويقول معظم أخصائي طب العائلة أن الصمت هو الحالة الطبيعية لديه فهو يصمت لأنه ببساطة ليس لديه ما يقوله، وهو يتوهم في قراره ذاته أن زوجته ستفهم سبب صمته وتحاول المرأة أن تجره للكلام لأنها إذا صمتت تنتظر منه أن يسألها عن سر صمتها
فتظنه مثل طبيعتها، ثم تبدأ بالأسئلة التي يضيق بها الرجل ذرعاً ويعتبرها تحقيقاً وكأنه في قسم شرطة وليس داخل أسوار بيته ويصاب بالحيرة أمامها لأنه ببساطة لا يعرف ماذا يقول.

ويرشد الأخصائيون انه على الزوجة حينما يصمت زوجها وترغب في أن يتكلم ألا تلاحقه بالأسئلة وإنما تسترسل في الحديث عن موضوع يحبه بطريقة سلسة ناعمة وسوف يتجاوب معها!!.

نبقى لنقول: كم من السياسيين تتحدث نسائهم عن السياسة وتشاركن في حملات وندوات، و كم من الكتاب والمفكرين تتحدث نسائهم عن صراع الأفكار وأحلام الكتاب، خارطة توزيع الناشطين في تلك المجالات تكشف الخلل في صميم ثقافتنا، ثقافة الكلام ذهباً في المقهى ومداخل الحارات وثقافة الفضة بل والمعدن الرخيص حينما يتعلق الأمر بالحوار في البيوت مع النساء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]