تظهر نفس المأساة كل عام، حيث تنظر المرأة إلى نفسها في المرآة بشكل أكثر من المعتاد في موسم الصيف، خاصة عند الاستعداد للسباحة، فهناك الكثير من الكتل الدهنية بالفخذين والأرداف والتي لا يمكن تجاهلها حتى مع وجود أفضل عزيمة وإرادة.

وإذا اعتقدت المرأة بصحة الإعلانات الترويجية لكثير من الشركات المنتجة لوسائل علاج السيلوليت، فإن ذلك لا يُمثل أية مشكلة. فهى تتمحور بكل بساطة حول وضع أنواع الجيل والكريمات المناسبة على الجلد، ثم تقول :"وداعاً للسيلوليت".

ولكن الأمر ليس بهذه البساطة والسهولة، لأن مواجهة السيلوليت تحتاج إلى بذل مزيد من الجهد، وأوضحت ريناته دونات من الرابطة الألمانية لخبراء التجميل في مدينة بيكسباخ جنوب البلاد، أنه يجب مواجهة السيلوليت على عدة جبهات، وتقول :"يتعين على المرأة أن تجمع بين ممارسة الرياضة المناسبة واتباع نظام غذائي صحي وطريقة العلاج الملائمة".

يقول أحد الأطباء: "تعتبر التغذية الخاطئة التي تحتوي على الكثير من الكربوهيدرات البسيطة والدهون هي السبب الرئيسي لظهور السيلوليت".

كما أنه ينصح الأطباء بعدم اتباع أنظمة الحمية الغذائية المتطرفة؛ لأنها تنتهي في أغلب الأحيان بالفشل، وتعود الحالة إلى ما كانت عليه، ويأخذ الجلد مظهراً قبيحاً بعض الشيء، ويزداد معدل الإصابة بالسيلوليت.

ويفيد خبراء التغذية أنّ هناك عدة أطعمة تفيد في مواجهة المرض المعروف باسم «قشرة البرتقالة» منها على سبيل المثال اللحم البقري قليل الدسم والأسماك قليلة الدهون والخضروات والفاكهة الطازجة وكذلك المياه المعدنية غير المحتوية على حمض الكربونيك ومخيض اللبن.

وبالإضافة إلى ذلك ينصح الأطباء بضرورة تناول مصل اللبن وأقراص الأحماض الأمينية، وذلك من أجل بناء الأنسجة الضامة.

وعلى الجانب الآخر تتنوع العناصر الغذائية التي تساعد على ظهور السيلوليت ومنها على سبيل المثال الخبز الأبيض والدهون الحيوانية والأطعمة الغنية بالسكر مثل الشوكولاتة والكعك والفطائر وكذلك الخضروات المحفوظة.

ويكون للتدخين تأثيرات أكثر ضرراً، منها على سبيل المثال أن النيكوتين يتسبب في ضيق الأوعية الدموية بالجلد، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الحد من عملية التمثيل الغذائي. وبالإضافة إلى ذلك فإن الأنسجة الضامة تتعرض للضرر.

كما تلعب الرياضة الدور الأهم في مواجهة السيلوليت، وأوضحت الخبيرة الألمانية ريناته دونات ذلك بقولها :"المشي السريع والسباحة وركوب الدراجات تعتبر من أنواع الرياضات الجيدة للتخلص من السيلوليت". ومن المفيد أيضاً إجراء التمرينات الرياضية التي تستهدف حرق الدهون في منطقة البطن والساقين والأرداف.

وفي المقابل فإن خبير التغذية الألماني أندرياس شولز ينصح بممارسة تمارين تقوية العضلات في المناطق التي تعاني من مشكلة السيلوليت، ويوضح فوائد هذه التمارين بقوله :"يتم تحفيز عملية التمثيل الغذائي مرة أخرى؛ حيث يتم حرق المواد الكربوهيدراتية والدهون بدلاً من تخزينها". وفي رأيه يجب الذهاب إلى صالة التدريبات الرياضية من ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، بحيث يستغرق التمرين في كل مرة من 30 إلى 45 دقيقة.

وبشكل أساسي تحتاج المرأة في مواجهة السيلوليت إلى المزيد من الانضباط وطول النفس في المواظبة على التمرينات بالإضافة إلى حافظة منتفخة بالنقود قدر الإمكان، لأن العلاج لدى أخصائي التجميل يُثقل كاهل المرأة بالكثير من التكاليف.

ولذلك تنصح خبيرة التجميل الألمانية ريناته دونات بإجراء تدليك التصريف الليمفاوي في البداية على سبيل المثال مرة أو مرتين في الأسبوع؛ حيث يستمر هذا التدليك الرقيق لمدة نصف ساعة تقريباً.

وبعد ذلك يكفي العلاج مرة واحدة كل أسبوعين، إلى أن يتم الوصول إلى النتيجة المرغوبة. ويمكن ملاحظة النتائج الأولية بالفعل بعد جلستين من العلاج. وكلما طالت فترة وجود السيلوليت، فإن عملية مكافحته تكون أكثر صعوبة وأطول أمداً.

وترى خبيرة التجميل ريناته دونات أنه من المفيد أيضاً استعمال الكريمات المضادة للسيلوليت، وتقول :"بالرغم من أنها لا تجدي نفعاً عند استخدامها بمفردها، إلا أنها تفيد عند استعمالها بالاشتراك مع التطبيقات الأخرى".

ولذلك فإن الخبيرة الألمانية تنصح بوضع الكريمات المضادة للسيلوليت مرتين في اليوم. وقد يستغرق الأمر ثلاثة شهور إلى أن تظهر «قشرة البرتقالة» على الأقل بمظهر أقل بوضوح.

ولكن هيئة اختبار السلع والمنتجات، المعنية بحماية المستهلك في العاصمة الألمانية برلين، كان لها رأي آخر فيما يتعلق بموضوع الكريمات المضادة للسيلوليت قبل عامين، حين توصلت إلى نتيجة واقعية ومؤلمة للغاية؛ حيث إنها لم تقتنع بأي منتج من عشرة وسائل للتخلص من السيلوليت بدءاً من الكريمات مروراً باللاصقة الإلكترونية وصولاً إلى بكرات التدليك. فجميع المنتجات، بما فيها الوسائل باهظة التكاليف، لم يظهر لها تأثير ملحوظ على السيلوليت.

ولم تلاحظ أي سيدة من 300 مشاركة في الاختبار أي تأثير إيجابي لوسائل مواجهة السيلوليت، في حين حصلت بعض المستحضرات الوهمية على درجات جيدة.

حتى أنه في بعض الأحيان تم تقييم منتج خالي من المواد الفعالة على أنه أفضل من المنتجات المضادة للسيلوليت. ولكن ربما يدور الأمر بالضبط حول مَن يفعل شيئاً لجسمه ويهتم به أكثر، فإنه يشعر بالارتياح، بغض النظر عما إذا كان هذا الأمر أدى إلى حدوث تغير موضوعي أم لا وعندئذ لن يمثل السيلوليت أو «جلد قشرة البرتقالة» أية مشكلة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]