هُنالك نظرية لعمدة نيويورك "جوليانو" يطلق عليها اسم "نظرية الشُباك المكسور".. وتقول هذه النظرية أنه إذا كنت في بناية في مائة نافذة وكسرت إحداها فاسرع وأصلحه لأنه إذا لم تقم بذلك ستُكسر غدة غدًا عدة نوافذ بجانبه..!

تُعاني مدارس جلجولية – كما الكثير من المدارس العربية في البلاد – من نواقص عدة تجعل الجو فيها مُزعج للطلاب والمعلمين والإدارة، خاصة أن النظريات التربوية تؤكد أن الأجواء الدافئة والمريحة تنعكس إيجابيًا على نفسية الطلاب وعلى سلوكهم مما ينعكس على تحصيلهم العلمي.

خلال جولة قمت بها مع رئيس للجنة الآباء في المدرسة الإعدادية "الرازي" اليسّد محمد شواهنة على عدد مدرستين كبيرتين تخيلتُ نفسي طالبًا في مدرسة يُحيطها "التلف" في كُل مكان.. كيف يُمكنني أن أقلق وأحرص على هذا المكان..؟!
ساحة جميلة صفوف مهترأة

تكرار احراق المدرسة

مبنى المدرسة الثانوية (مدرسة دار التربية والعلوم) جديد نسبيًا فهو قائم منذ بضعة سنوات فقط، ساحة المدرسة جميلة وفيها نباتات تطفي عليها جوًا رائعًا، ولكن المُشكلة عندما تدخل إلى المدرسة، فعند دخولك للدور الأول، وعند غرفة مدير المدرسة تحديدًا ترى السقف لونه أسودًا وآثار حريق أتت على بعض الممتلكات منها المُكيف الهوائي، ومع أن الحريق مر عليه نحو العامان على الأقل إلا أن السواد ما زال باديًا بشكل شديد، وكذلك الأمر في عدد من الصفوف، وحتى المراحيض قام بعض الطلاب على ما يبدو على حرقها وإن تكرار أمر حرق أمور في المدرسة هو دلالة على غياب الرادع الكافي.

في المدرسة أيضًا هُنالك الكثير من النوافذ المكسورة، وتقريبًا لم يسلم ولا باب واحد من الأذى، فذلك مكسور وذلك دون سُكرة وذلك "مقلوع من شروشة"..! ناهيك عن توسيخ للجدران وإتلاف لبعض الحواسيب التي تطفي جوًا غير مريح في المدرسة والتي عدم إصلاحها في الوقت المُناسب يُعتبر مُشجعًا لبعض الطُلاب المُراهقين أن يزيدوا الطين بله..!

المدرسة تعتبر كبيرة ففيها نحو 500 طالب من سُكان جلجولية ومن سُكان قرية كفربرا القريبة.

مدرسة الرازي.. عمل في الدقيقة التسعين..!

 وتعاني مدرسة الرازي الإعدادية  من نواقص كثيرة، ويكفيك أن تنظر لها من بعيد لترى النفايات تملأ ساحاتها بشكل مُبالغ فيه وأحد أسوارها مهدوم بشكل جزئي وعليه بوابة من الإسبست القابل للانهيار.. والأنكى من ذلك وما يدخلك في صدمة هو الشكل "المُشرشح..!" لغرفة الحارس.
المجلس المحلي شمر عن ساعديه واتفق مع مُقاول على إجراء أعمال الصيانة الكبيرة التي تشمل البلاط أيضًا ما زالت في مراحل مُبكرة ومن الواضح أنها لن تشمل الساحة ولا السور.. فهل ستنتهي الترميات هذه كلها في الوقت المُحدد..؟!
 
   سوء تربية لدى البعض وضعف في الانتماء

 
 وفي حديث لنا مع الشيخ جابر جابر رئيس المجلس المحلي حول الموضوع قال: "أولا هنالك سوء تربية لدى البعض وضعف في الانتماء للمدرسة والبلد، وهذه مشكلة نابعة من التربية الأساسية بالإضافة إلى عدم وجود عقوبة رادعة من قبل المدرسة مما يدفعهم للاستمرار باتلاف ممتلكات المدرسة، نحن نقوم بكل جهدنا مع طاقم عمال مهنيين لإنهاء معظم النواقص التي بحاجة لها المدرسة الثانوية وسندهن المدرسة كلها قريبًا، أضف إلى ذلك تغيير الشبابيك والأبواب".

وتابع:" لقد اتفقنا مع مُقاول وهو يعمل في الليل والنهار وهنالك دهانين متطوعين سيأتون  للمدارس لإنهاء العمل مع افتتاح السنة الدراسية وكذلك الأمر في المدرسة الإعدادية، حيث اتفقنا مع المقاول على أن تسلم المدرسة بشكل كامل وهو يعمل في الليل والنهار لينهي المطلوب".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]