يقول المثل العامي "ضربتين بالراس بتوجع" لكن أولياء الأمور وأرباب الأسر كانت لهم ثلاث ضربات موجعة في شهر آب الفائت، ففيه كان شهرُ رمضان، الضيف خفيف الظل الذي غادرنا، لكن ذلك لم يوقف المصاريف التي صرفت على  مواد تموينية وغذائية وغيرها التي استنزفت الميزانية.. ثم جاء العيد ولوازمه من حلويات وملابس وعيديات حيث أخذت جزءا كبيرا من الميزانية.. والثالثة، افتتاح المدارس وتوابعه والتي بدأت من القسط المدرسي مروراً بالكتب والدفاتر والقرطاسية، وانتهاءاً بلوازم المدرسة.

التقت مراسلة موقع بكرا، ميسة أبو غزالة  بعدد من الأهالي واصحاب المكتبات للبحث عن مظاهر افتتاح العام الدراسي الجديد.

الشراء أقل من كل عام

أكد المواطن "عبدالله" وهو أحد العاملين في مكتبة القدس ان الشراء اقل من كل عام، مضيفاً :"نحن بانتظار ما بعد العيد لتقوم العائلات بشراء ما يلزم ابنائها من قرطاسية حيث قمنا بتجهيز ما يلزم رغم قلة البيع".

وأشار أن صاحب المكتبة قام بتوقيع شيكات مؤجلة لتسديد المبالغ المستحقة عليه على فترات، ويقول :"ليس بمقدرونا دفع المبالغ مباشرة للموردين لقلة البيع".

ويقول :"الاسعار هي نفسها للعام الماضي وسعر الحقيبة المدرسية بين 50-150 شيكل، فهناك بعض البضائع نضطر لبيعها بأسعار مرتفعة لانها غالية علينا من المصدر، حيث ان جودة هذه البضائع الغالية افضل من الانواع التي تكون رخيصة الثمن".

ارتفاع اسعار البضائع من المصدر..

وفي مكتبة الشناوي الشهيرة بالقدس يقول صاحبها "أحمد" :"لا يوجد شغل بالمطلق هذا العام، واذا اشتيكنا العام الماضي من قلة الشراء فهذا العام نشتكي عشرات الاضعاف، وذلك لعدة أسباب أهمها موسم العيد واحتياجات رمضان، اضافة الى قلة السياحة في القدس بشكل كبير خاصة بسبب الاحداث في الاراضي العربية"، مشيرا ان ربع المبيعات يعتمد فيها على السياح.

ويضيف :"لا خيار امام الناس الا شراء القرطاسية وكافة الاحتياجات الاخرى، احضرنا عمال وبضائع لكنها كلها بالمخازن".

وأشار أنه قبل 3 سنوات يذكر جيدا كيف كانت العائلات تبدأ بالشراء قبل شهر من افتتاح المدارس وكان الجيران يحضرون لمساعدته في البيع.

ارتفاع الأسعار من المصدر ب30%

وعن الاسعار فيؤكد انها ارتفعت 30% عن السنوات الماضية، وتشمل الحقائب والاقلام والتلوين وقال :"هذا ارتفاع خيالي، ورغم ذلك جعلت الاسعار كالعام الماضي، مثلاً زاد سعر الدفاتر شيكل عن العام الماضي لكني ارضى بالربح القليل، ورغم أني أدفع الضرائب وايجار المحل وكل متطلبات وفي المقابل لا يوجد بيع جيد".

ويقول أن الأطفال يصرون على شراء التجاليد الملونة والمرسوم عليها باشكال عديدة ويضطر الاهالي لشرائها رغم ارتفاع ثمنها لانها شغل يدوي.

الأهالي والمدارس..

وفي المقابل يشتكي أرباب الأسر من ارتفاع أسعار اللوازم المدرسية خاصة أن موسم المدارس يتصادف مع رمضان والعيد..حيث قال المواطن أبو محمد أنه لن يشتري لوازم المدارس لأطفاله الأربعة بشكل كامل وأضاف :"سوف أشتري ما هو ضروري هذا الشهر وما يتبقى أجلته للشهر القادم، كما أني سأقلص من عدد المواد كالأقلام، اضافة الى أن حقيبتين لأولادي لم تتغيرا منذ العام الماضي".

من جهتها قالت المواطنة سعاد وهي أم لثلاثة أطفال في المدارس :"أشعر مع زوجي من هذه الناحية، ولن أشتري الكثير من اللوازم لأطفالي لأني أقنعتهم بأن يرضوا بالقليل هذه الفترة، خاصة بعد رمضان ومصاريفه".

لكن المواطن علي عبد الوهاب وهو أب لخمسة أطفال في المدارس يقول :"لا أستطيع تقليل أو شطب بعض اللوازم..ولا أستطيع حرمان أطفالي من التمتع ببهجة العودة للمدارس، وسوف أضغط على ميزانيتي لتوفير ما يلزمهم رغم ارتفاع الأسعار".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]