حلّت علينا يوم أمس، الذكرى السنوية الحادية عشرة لهبة أكتوبر، يوم خرجت الجماهير العربية في هذه البلاد تأثرا بمشهد قتل الطفل محمد الدرة بدم بارد وهو بين أحضان والده، وإثر دخول شارون باحات الأقصى وتدنيسه بمرافقة أكثر من 5000 عنصر من الجيش والشرطة وقاموا بتدنيس باحات الأقصى... فكانت الشرارة الأولى لاندلاع الانتفاضة.

وبعد مرور 11 عاما على هذه الأحداث، والتي سقط خلالها 13 شهيدا، أربعة منهم من عرابة وسخنين، لا بد لنا أن نسأل السؤال الأهم: ماذا يعرف شباب البطوف عن هذه الذكرى؟!

مراسل موقع "بكرا" التقى بكل من أكرم نصار ولؤي دراوشة من عرابة، أمل إبراهيم ومؤنس أبو الحوف من دير حنا، وماهر أبو يونس وعلي شلاعطة من سخنين، وكلهم اتفقوا على أن هبة أكتوبر جاءت بسبب تدنيس شارون للأقصى في أواخر شهر أيلول.

أكرم نصار: كان عمري أربع سنوات
وخلافا لما هو متوقع من جهل هذه الأجيال الناشئة للتفاصيل الأساسية لهذه الذكرى، فالشباب يعرفون التفاصيل المختلفة لهبة أكتوبر. بداية تحدث مراسلنا مع أكرم نصار ولم يبلغ الـ 15 من عمره بعد، وهو يعرّف عن نفسه بابن عم الشهيد علاء نصار، فيقول: "عام 2000 كان عمري أربع سنوات، كنا في الحي نلعب، فجأة رأيت الأقرباء يتجمهرون في بيت عمي – والد الشهيد ومن ثم توافدت الوفود وبدؤوا بالبكاء، وببراءتي بكيت معهم لكني كنت أجهل ما حصل".

وأكد أنه بعد أن بلغ عمره 15 عاما، ها هو يدرك جيدا أنه بكى في ذلك اليوم، لأن ابن عمه علاء نصار استشهد خلال الاحتجاجات الشعبية التي عمت القرى والبلدات العربية، ومنها عرابة، احتجاجا على تدنيس شارون لباحات الأقصى عام 2000. وهو يعلم أيضا أن المجرم الذي قطف روح الشهيد ما يزال حرّا طليقا دون عقاب!.

أما الشاب لؤي دراوشة، فقال إن أسباب أحداث هبة أكتوبر كانت دخول شارون لباحات الأقصى في 28 أيلول من العام 2000، وقام بتدنيسه بمرافقة وحدات معززة من الأمن في خطوة استفزازية من أجل إفشال المفاوضات الرامية لإتمام عملية السلام. وكانت ردة فعل الفلسطينيين الإعلان عن اندلاع الانتفاضة. ولأن واقعنا يفرض علينا أن نتضامن، نحن الأقلية العربية، خرجنا إلى الشوارع للاحتجاج السلمي، فردت الشرطة علينا بالرصاص الحي وقتلت 13 شهيدا، اثنين منهم من عرابة وهما أسيل عاصلة وعلاء نصار. وأكد انه يشارك في إحياء الذكرى منذ خمس سنوات.

من جهته، قال أمل إبراهيم، من دير حنا إنه يذكر الأحداث جيدا حتى يومه هذا، فقد خرج إلى المظاهرة المحلية في دير حنا وعاد إلى البيت بعد اندلاع المواجهات، قائلا إنه شاهد أمامه العنف الذي مورس ضد المتظاهرين. وأضاف: "ألتزم بكل النشاطات التي تحييها الجماهير العربية وأشارك بها إحياءً لذكراهم الخالدة".

وقال مؤنس أبو الحوف، من دير حنا أيضا: "إننا جزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني ونتأثر بكل الأحداث التي يمر بها شعبنا، وإن الجماهير العربية خرجت كردة فعل على المشاهد المأساوية التي عرضها التلفزيون حول استشهاد الفلسطينيين"، وأضاف أنه أمضى وقتا طويلا أمام التلفزيون يترقب الأحداث منذ اندلاع الانتفاضة الثانية. وأكد انه يشارك أيضا في المظاهرات إحياءً للمناسبة.

كذلك روى علي شلاعطة، من سخنين، تفاصيل اقتحام شارون لباحات الأقصى، وأكد انه حتى يومنا هذا لا يزال المجرمون طلقاء أحرار دون أي عقاب وهذا ما أوصت به لجان التحقيق التي أقاموها. مؤكدا أن ذكرى الشهداء ستبقى خالدة في سخنين وبين الجماهير العربية.

وأخيرا أكد ماهر أبو يونس أن شهيدين اثنين سقطا في سخنين بعد أن قتلا في احتجاجات هبة أكتوبر. قتلتهم قوات الأمن بعد أن خرجا للتظاهر تضامنا وتأييدا للشعب الفلسطيني الذي انتفض ضد تدنيس المسجد الأقصى، وإن الشهيدين من سخنين سقطا إلى جانب 11 شهيدا من بلدات مختلفة في البلاد.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]