كان من الصعب إخفاء دهشتي لدى رؤيتي التوأمتين زيدان..! فهما لا تشبه الواحدة منهما الأخرى، ومن السهل التمييز بينهما، ولكنّ لمشيتيهما وحضوريهما والكاريزما تأثيرًا واضحًا. 

رزينتان، هادئتان، يشعّ البريق من عينيهما، والابتسامة ترتسم على وجهيهما.. تُشعرانك بأنّك أمام فتاتين مميّزتين فعلًا، حتّى من دون النطق بكلمة واحدة؛ والنجوم تلمع بلا كلام، وجدتهما نجمتين لامعتين في عالميهما، عالم الدراسة وعالم الجمباز.

ولا يُمكنني تجاهل نجمة ثالثة تسطع في فلك عالم الجمباز، احتلّت المراتب الأولى ووصلت إلى العالميّة، حصدت الكؤوس والميداليّات، وتركت بصمةً خاصّة في هذا المجال، فتشعر لدى وجودك بمقربها بأنّها فتاة غير عاديّة، تشعرك بوهج التألّق، حركاتها خاصّة، وليونتها رهيبة، فهي في مجال الجمباز واحدة من المميّزات والبارزات فعلًا، إنّها لاعبة الجمباز المُبدعة چريس أندرو نعمة (17 عامًا).

صدفة..!

قد تلعب الصدف دورًا في حياة أيّ واحد منّا؛ ولكنّ الصدفة لعبت دورًا كبيرًا ومفصليًّا وهامًّا جدًّا في حياة التوأمتين رنْد ونور راتب زيدان (16 عامًا)..! فبمحض الصدفة، وعندما كانتا في سنّ الثالثة والنصف تقريبًا، تمشيان وتركضان برفقة والدتهما في المجمّع التجاريّ "ليڤ همفراتس"، لفتتا بمشيتهما ورشاقتهما انتباه لاعبة ومدرّبة الجمباز الإيقاعيّ، آنا ڤينر، وقد كانت في الوقت ذاته صدفةً في المجمّع التجاريّ، فوجدت فيهما قدرة كامنة ومشروع نجمتين.. ومنذ تلك اللحظة تبدّلت حياتهما، وأصبح الجمباز رفيق دربهما الدائم.

طفلة بعمر ست سنوات

أمّا چريس فتحدّثني عن بداية مشوارها المكلّل بنجاحات عدّة، قائلة: "لقد بدأت مشواري الرياضيّ في سنّ مبكّرة عندما كنت في السادسة من عمري".

وحول سؤالي عن اختيارها لهذا النوع من الرياضة (الجمباز)، أجابت: "لقد لفت انتباه جدّتي الليونة التي كنت أتمتّع بها في سنّ مبكّرة، واقترحتْ على والدتي أن نستغلّ ذلك ونستثمر وننمّي ونصقل الموهبة، فبحثنا - حينها - عن دورة تلائمني، لكنّنا وجدنا أنّ الرياضة البدنيّة الفنّيّة (الجمباز الإيقاعيّ) هي الأنسب. ومنذ ذلك الحين وأنا أواظب على التدرّب والاشتراك في المسابقات.

تاريخ الجمباز

الجمباز ترجمة عربيّة لكلمة "جيمناستيكس" (Gymnastics) المنقولة عن كلمة "جيمنوز" اليونانيّة القديمة، ومعناها "الفنّ العاري". ويعود تاريخ الجمباز إلى أربعة آلاف سنة خلت، ويذكر بعض المؤرّخين أنّه مستوحًى من البهلوانات في مصر القديمة، والّذين كانوا يقفزون ويتشقلبون ويقومون بحركات تحتاج إلى لياقة بدنيّة عالية، وقد أوضحت بعض الرسوم والنقوش الموجودة على جدران الأهرامات والمقابر المكتشفة ذلك. كما مارس الرجال والسيّدات لدى الإغريق الرياضة على أنواعها، ومن بينها الجمباز الّذي أصبح جزءًا من ألعابهم الأولمپيّة.

الجمباز الإيقاعيّ

وجاء في تعريف الجمباز الإيقاعيّ، ما يلي: الجمباز الإيقاعيّ، هو نوع خاصّ من منافسات الجمباز مخصّص للسيّدات فقط، تقوم فيه اللاعبة بأداء حركات إيقاعيّة بشكل جماليّ رشيق على أنغام الموسيقى، وهي تحمل أداة في يدها، قد تكون: كرةً أو عصًا أو طوقًا أو شريطًا. تتمّ الحركات تحت أنظار الحكام الّذين يقيّمون أداء اللاعبة، ويقرّرون النقاط التي تحصل عليها؛ حيث يتمّ تقييم اللاعبات بناءً على رشاقة وصعوبة الحركات التي يقمن بها، متضمّنةً مهارة إطلاق والتقاط الأداة، وتناغم أجسادهنّ مع الموسيقى المختارة.

يؤدّى الجمباز الإيقاعيّ على بساط شبيه بذلك المستخدم في رياضة الحركات الأرضيّة، مساحته 12م². ويُصاحب أداء اللاعبة وصلة موسيقيّة. وتستغرق الحركات بين 60 و90 ثانيةً كحدّ أقصى.

تاريخ الجمباز الإيقاعيّ

نشأ الجمباز الإيقاعيّ من خلال الجمع بين ما كان يعتمده النظام الألمانيّ في لعب الحركات الأرضيّة من استخدامٍ للقدرة الجسديّة واللياقة البدنيّة، وما اعتمده النظام السويديّ من تمارين حرّة مصاحبة للإيقاع. وقد ظهر - للمرّة الأولى - عام 1940 بشكل رسميّ في الاتحاد السوڤييتي (السابق)، خلال إحدى بطولات الرياضة، وكان عبارة عن مزج بين الرياضة ورقص الباليه الكلاسيكيّ. وبعد ذلك انضمّ الجمباز الإيقاعيّ إلى الاتحاد الدوليّ للجمباز عام 1962، وأقيمت أوّل بطولة عالم عام 1964. وجمباز السيّدات يستخدم أنواعًا مختلفة من الموسيقى الإيقاعيّة، بشكل يسمح للاعبة بأن تُظهر مهارتها بالرقص ولياقتها ورشاقة حركاتها، وتمكّنها من جمع كلّ ذلك خلال ثوانٍ معدودات. ورغم أنّ هذه اللعبة مخصّصة للسيّدات، إلّا أنّ عددًا من الدول، جعلها، أيضًا، رياضة رجاليّة، لكن بمعايير مختلفة.

عالم غريب.. وبداية شاقّة!


وعن البدايات، وخطوات التوأمتين الأولى في عالم الجمباز، حدّثتني رنْد قائلةً: "في بادئ الأمر لم نكن نعلم شيئًا عن الجمباز! طفلتان في سنّ الثالثة والنصف، تدخلان عالمًا غريبًا جديدًا، تواجهان فيه نمط حياة جديدًا، وقوانين تدريب صارمة، تسمعان لغتين غريبتين (العبريّة والروسيّة).. فبدا لنا الأمر كالطلاسم، ولكنّني أذكر أنّ شيئًا ما شدّنا إلى هذه الرياضة منذ الدروس الأولى، رغم عدم فهمنا وإدراكنا لما يدور حولنا"!

وتكمل نور، مؤكّدة حديث أختها التوأمة، رنْد: "البداية كانت في منتهى الصعوبة، أذكر أنّنا بكينا كثيرًا، فالأمور جميعها كانت غريبةً عنّا. ومن أكثر العوائق التي واجهتنا، بدايةً، كانت اللّغة وكيفيّة التأقلم مع الفريق المؤلّف من روسيّات ويهوديّات. تخيّل طفلتين صغيرتين تواجهان صعوبات في بداية طريقهما! ولكنّنا لم نيأس، وبتشجيع الوالدين ودعمهما، وتضحيتهما وعطائهما اللا- متناهي، وحبّنا، طبعًا، لهذه الرياضة، ومثابرتنا، استطعنا أن نكمل المشوار".

أمّا الأمّ رويدة فتؤكّد على أنّ رنْد ونور هما محور حياة والديهما وعالمهما الكامل، وأنّهما يدعمان ابنتيهما ويقفان إلى جانبيهما لهدف تحقيق أحلامهما وطموحاتهما.

مدرّبة بارعة

وعن التدريب قالت چريس: "أتمرّن عند مدرّبة روسيّة بارعة (من أصل أوزبكستانيّ) تدعى آنا ڤينر، لاعبة جمباز سابقة ومدرّبة ومعلّمة حاليًّا". (المدربّة ذاتها التي تدرّب التوأمتين زيدان).

وأضافت نعمة: "أتمرّن ساعات طويلة، حيث يستغرق التمرّن ما بين 4 إلى 5 ساعات تقريبًا. وفي حالات خاصّة، وخصوصًا عند اقتراب موعد المسابقات الدوليّة أتمرّن 8 ساعات يوميًّا تقريبًا. فالأمر ليس بالسهل كما يعتقد البعض".

وأكّدت چريس أنّها تلقى الدعم التامّ والتشجيع من والداتها رينا التي تحتضنها وتدعمها، بكلّ كبيرة وصغيرة، في مسيرتها، ولا تبخل عليها بشيء. كما تجد هذا الدعم من إخوتها والأقارب والأصدقاء.

طالبتان متميّزتان ومتفوّقتان

نور ورنْد تدرسان في الصف الحادي عشر في الكليّة الأرثوذكسيّة العربيّة بحيفا، الأولى في قسم الإلكترونيكا والفيزياء والثانية في فرع البيولوجيا والكيمياء، حتّى إن ميولهما الدراسيّة مختلفة؛ لكنّ التفوّق والتميّز في الدراسة يجمعهما، خصوصًا أنّ كلتيهما حصلت على شهادة تقدير وتفوّق من الكليّة الأرثوذكسيّة بمعدّل ممتاز. كلّ الاحترام والتقدير، فعلًا.

ألقى الدعم والتشجيع

أمّا چريس فهي طالبة في الصف الحادي عشر تدرس في مدرسة راهبات الناصرة، وتحظى بتشجيع ودعم كبيرين من الطاقم التدريسيّ والطلّاب. فتحاول التوفيق ما بين الدراسة والجمباز. وعن هذا الموضوع قالت: "ليس من السهل التوفيق ما بين الدراسة والجمباز، لكنّني أبذل قصارى جهدي للإدماج بينهما بأفضل حال. إنّ الدراسة تتطلّب التضحية والجمباز كذلك؛ لكنّني ألقى الدعم من المحيطين".

وسألت بدوري التوأمتين: "ماذا أعطاكما الجمباز، وماذا أخذ منكما"؟

فأجابتني نور، بتلقائيّة والبسمة تعلو وجهها: "أعطانا الكثير الكثير.. تعلّمنا، بدايةً ومن خلال التدريبات، اللغّة العبريّة، ثمّ الروسيّة.. اكتسبنا ثقة بالنفس، جسمًا رياضيًّا صحّيًّا، وكوّنا صداقات عدّة مع فتيات كثيرات". وأضافت: "دخلنا عالمًا جديدًا وغريبًا، ولكنّه مليء بالتجارب الانطباعيّة والاستمتاع، ولدينا، الآن، صديقات كثيرات".

وتضيف رنْد: "هذا صحيح، ولكن - في الوقت نفسه - كنّا نشكو من عدم وجود وقت فراغ، فبرنامَجنا مليء، يوميًّا، منذ لحظة استيقاظنا وحتّى إخلادنا إلى النوم. لم يتسنَّ لنا الخروج مع صديقاتنا (بنات صفّنا)، ولكنّنا نحب الجمباز، وراضيتان بما وصلنا إليه".

وعن ذلك أجابت چريس: "لقد أعطاني الجمباز الكثير، فعلًا. أعطاني الثقة والاعتماد على النفس، الانضباط، الطموح للوصول إلى مراتب أعلى. وأنا راضية كلّ الرضى عمّا وصلت إليه، وأطمح إلى المزيد، ولو لم أكن راضية لتركت هذا المجال منذ وقت طويل".

تدريبات يوميّة مكثّفة

تقوم رنْد ونور بالتدرّب ما بين 4 إلى 5 ساعات يوميًّا، وقد واظبتا على ذلك منذ كانتا طفلتين لم يتعدّ عمرهما السنوات الأربع! وقد رافق هذه التدريبات العديد من الضغوط والمثابرة والعمل الدؤوب، ولكنّهما في المقابل، ورغم ذلك - وبدعم الوالدين - لم تتنازلا عن الدراسة، واستطاعتا الإدماج والتوفيق بامتياز ما بين الدراسة والرياضة.

وعن التدريبات قالت چريس: "لقد أصبح الأمر عندي بمثابة روتين. وصار بالنسبة إليّ أمرًا عاديًّا جدًّا، فقد أصبح جزءًا من نمط حياتي، و"استولى" عليه. اُؤكّد لك أنّ الأمر ليس بالسهل، فساعات التدريب مكثفة وطويلة والطلبات صارمة، ولكنّ كلّ ذلك يصبّ في مصلحتنا في الأخير. وبما أنّني أحبّ ما أقوم به، فكلّ شيء في سبيل تقديم الأفضل يهون".

قرار صعب!

وتحدّثني رنْد بأنّها اتخّذت قرارًا صعبًا، عندما "تنازلت" في حينه، عندما كانت في الصفّ الثامن، عن الانخراط في معهد "ڤينچت"؛ حيث كان عليها التدرّب بشكل مكثّف والمبيت في المعهد واتّباع نظام غذائيّ خاصّ، لفترة طويلة، لتتمكّن من المشاركة مع منتخب إسرائيل وتمثيل الدولة، لاحقًا، في الأولمپيادا الدوليّة.. لكنّها "تنازلت" - في تلك الفترة - عن ذلك لصالح تحقيق طموحها في أن تصبح طبيبة!

فقالت: "كنت أعاني الكثير، ولم أستطع حسم الأمر. وبمساعدة استشارة مهْنيّة من قبل مستشارة تنظيميّة، استطعت أن أصل إلى القرار بأنّ العلم لا يقلّ أهمّيّة عن البطولات والميداليّات العالميّة. فقد تكون نجمًا لفترة ما وبطلًا عالميًّا، تتصدّر أغلفة المجلات الهامّة والعناوين الرئيسة في الصحف و"الإنترنت" والإعلام المرئيّ، لفترة ما؛ ثمّ يخبو نجمك ولا يعُد أحد يذكرك، في حين الشهادة ستكون سلاحك وضمانك المستقبليّ". وأضافت: "عندما فكّرت مليًّا في الأمر، قرّرت أنّني أفضّل أن أكون طبيبة على أن أكون بطلة.. ولكنّني لا أزال أحلم بالبطولة".

تنظيم الوقت

وعن كيفيّة الإدماج ما بين التعليم والتدريب والمسابقات الدوليّة، قالت نور: "الأمر أصبح عاديًّا مع مرور الوقت. عليك تنظيم برنامَجك بشكل سليم. نذهب إلى المدرسة صباحًا، وبعد عودتنا من المدرسة نذهب إلى التدرّب، ثمّ نعود ونقوم بواجباتنا المدرسيّة حتّى ساعات الليل المتأخرة". تضحك، وتكمل حديثها هي ورنْد، قائلتيْن: "لا وقت لدينا للإبحار في "الإنترنت" أو الإبحار في صفحة التواصل الاجتماعيّ الـ"فيسبوك"، قد نختلف في ذلك، قليلًا، عن أبناء وبنات جيلنا".

وعن ذلك تقول چريس: "المسألة مسألة وقت. عليك تنظيم وقتك بشكل صحيح. وكما ذكرت لك آنفًا، عند ترتيب برنامَج عمل وتنظيم الساعات يصبح الأمر عاديًّا، رغم صعوبته".

أكل صحّيّ وخاصّ

ومن جملة الانضباطات البرنامَج الغذائيّ الخاصّ الذي تتّبعه لاعبات الجمباز، فغذائهنّ يرتكز، أساسًا، على الخضرة والفواكه والسلطات، غذاء صحيّ، بعيدًا عن الأكل السريع كوجبات الـ "ماكدونالدز" واللحوم الدسمة والحلويات، وما شابه. وعلى اللاعبات أن يحافظن على جسم رشيق وألّا يرتفع وزنهنّ، فالمدرّبة تقوم بوزنهنّ كلّ أسبوع.. وفي المسابقات يفضّل أن تكون اللاعبات على معدة شبه خاوية، وقبل اعتلائهنّ البساط يتناولن قطعة من الشوكولاطة المرّة لتمدّهنّ بالطاقة.

وأكّدت لي چريس أنّها تتّبع نظام أكل معيّنًا، حفاظًا منها على جسم رشيق، ولكنّه صحّيّ في الوقت نفسه، مشيرةً إلى أنّ على لاعبة الجمباز أن تكون في قمّة رشاقتها وليونتها وصحّتها.

المنافسات الأولى!

وتقول التوأمتان: "شاركنا في مسابقات عدّة، محليًّا ودوليًّا، وحصدنا الكؤوس والميداليّات الكثيرة، كما تربّعنا في المراتب الثلاث الأولى، مرّات عدّة في مسابقات كثيرة". وتذكر التوأمتان أنّه في أوّل مسابقة شاركتا فيها، محليًّا، كانتا لا تزالان طفلتين في سنّ الرابعة والنصف فقط، ثمّ شاركتا في العديد من المسابقات المحليّة والدوليّة.

أمّا النجمة چريس، فتقول: "كان عمري أحد عشر عامًا عندما شاركت في أول مسابقة دوليّة، وأذكر أنّها كانت في بودابست، وحصلت حينها على المرتبة الـ15، ثمّ توالت مشاركاتي المحليّة والدوليّة العديدة، وحصدت الميداليّات وتربّعت على المراتب الثلاث الأولى".

"مكابي ليئوبيك حيفا"

وتحت عُنوان "مكابي ليئوبيك حيفا" تمثّل لاعبات الجمباز الثلاث، رنْد ونور وچريس إسرائيل محليًّا ودوليًّا، ويمثّلن كذلك المنتخب الإسرائيليّ خارج البلاد بكلّ فخر واعتزاز.

فقالت نور: "نشترك في المسابقات الدوليّة بشكل انفراديّ أو مع مجموعة، وذلك يتعلّق بالمسابقة والشروط المطلوبة. ففي الاشتراك ضمن مجموعة، يختارون، عادةً، 4 إلى 5 فتيات، بالمقاييس نفسها والشكل نفسه، تقريبًا".

وأضافت رنْد: "على كلّ واحدة من المشاركات تقديم عدّة عروض باستخدام أدوات مختلفة".

وأشارت چريس: "شاركت في مسابقات دوليّة بشكل انفراديّ وضمن مجموعات، وتحديدًا قبل عامين (2009) شاركت ضمن مجموعة في أذربيجان، في بطولة أوروبا، وقد حقّقنا كفريق بنات إسرائيليّ إنجازًا رياضيًّا تاريخيًّا في هذا المجال".

وحول استفساري عن تفضيل أداة عن أخرى، قالت رنْد: "أنّا أفضل العرض مع الشريط، بينما نور تفضّل الكرة"!

فاللياقة والليونة تتفاوتان بين لاعبة جمباز وأخرى، فكلّ واحدة تتميّز وتتفرّد عن الأخرى بحركاتها وليونتها وتمارينها، فلدى البعض ليونة أكثر في الساقين، ولدى البعض الآخر نجد هذه الليونة في اليدين، وما إلى ذلك. فالليونة لم تأتِ بين عشيّة وضحاها، بل جاءت نتيجة تدريبات شاقّة وعمل دؤوب.

وعن ذلك تقول چريس: "مع مرور الوقت يصبح للاعبة الجمباز القدرة على التميّز لأنّها تمتلك الأدوات الصحيحة، وهنا تبرز كلّ لاعبة وتتفرّد عن الأخرى بأدائها الخاصّ، و"شطارتها" بأداء تمارين صعبة ومميّزة".

وتضيف: "لقد كانت الصديقات - في بداية الأمر - يستغربن ويتعجّبن من الحركات الّتي أقوم بها، ولم يكنّ يستوعبن كثيرًا هذا النوع من الرياضة، ولكن - مع الوقت - بتّ أعرَف بـ "چريس لاعبة الجمباز".

شهادات وميداليّات وكؤوس

لقد حصدنا شهادات وميداليّات وكؤوسًا عدّة، وقد تربّعن على المراتب الثلاث الأولى، محليًّا ودوليًّا، شاركن في مسابقات مختلفة في أنحاء عدّة في البلاد، كما شاركن في الـ"مكابياه"، وشاركن خارج البلاد في دول عدّة نذكر منها: بلغاريا، روسيا، أذربيجان، سلوڤينيا، فنلندا، ألمانيا، هنغاريا، بريطانيا وغيرها. وأكّدت البنات أنّ المنافسات الدوليّة على مستوى أعلى وأصعب من المنافسات المحليّة.

يحلمن في الوصول إلى الأولمپيادا

وفي ردّ على سؤالي حول حلمهنّ، أجابت رنْد ونور: "الأولمپيادا حلمنا طبعًا.. وسيأخذ التحضير لذلك جلّ وقتنا. حاليًّا نحن نبذل قصارى جهدنا في الدراسة، ولكنّ حلم الاشتراك في الأولمپيادا وارد، أيضًا".

أمّا چريس فتصرّ على أنّها ستعمل كلّ ما في وسعها، وستتدرّب ليل نهار، كي تصل إلى الأولمپيادا، وإن لم يحالفها الحظ ولم يسمح الوقت بالتحضير لأولمپياد لندن 2012، تقول: "سأشارك - بإذن الله - في أولمپياد ريو دي جنيرو (البرازيل) 2016، إن لم أفلح في المشاركة في أولمپياد لندن (بريطانيا) 2012".

جمباز إيقاعيّ و"عرڤزيون"

تشارك التوأمتان، رنْد ونور، في رقصة فنّيّة إيقاعيّة معبّرة باستعمال الشريط، في السنة الأولى الّتي يتمّ فيها إدماج هذا النوع من الرقص في مهرجان "عرڤزيون".

ونشير إلى أنّ اللاعبات الثلاث شاركن في حفلات مدرسيّة عدّة وغيرها، ومناسبات خاصّة، وقد لاقت مشاركتهنّ استحسان الحضور وتقديره وإعجابه بهذا النوع من الجمباز الإيقاعيّ الجديد نسبيًّا على وسطنا العربيّ.

مصاريف مكلفة ومتابعة يوميّة


وهنا تشير رويدة (والدة التوأمتين) إلى أنّ المشوار لم يكن سهلًا، فقد رافقت هي وزوجها ابنتيهما منذ البداية، بالذهاب لإحضار ملابس الجمباز الخاصّة من عند المصمّمة، ودفع مبالغ طائلة على الملابس، عدا الاشتراك الشهريّ الذي يصل إلى 400 ش.ج.، لكلّ فتاة، وذلك من دون دعم من أيّ جهة مسؤولة أو حكوميّة..!

فالمصاريف مكلفة فعلًا، ولكن الرضى والمكانة التي وصلت إليها اللاعبات كافية لحصاد ثمن التعب والمثابرة والكدّ والصرف.

وتؤكد لي چريس أنّ المصاريف مكلفةً فعلًا، وأنّ ذلك يشكّل عبئًا كبيرًا على الأهل، من حيث دفع الاشتراك الشهريّ، ومصاريف الملابس الخاصّة، وأحيانًا السفر وما إلى ذلك.

على أمل أن يكنّ سفيرات لنا في الأولمپيادا

نفتخر ونعتز بوجود فتيات لامعات مثقّفات وبطلات في مجتمعنا العربيّ.. كلّ الاحترام صبايا، من تفوّق إلى تفوّق ومن امتياز إلى امتياز، وإلى الأمام دائمًا. على أمل أن تصلن إلى أولمپياد 2012، وإن لم يتمّ ذلك فأولمپياد 2016 في انتظاركنّ أيتها البطلات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]