أعلن طلبة الطب في الجامعات المختلفة في البلاد، انهم سيضربون، وذلك إعلانا منهم وقوفهم إلى جانب مدرسيهم ونظرائهم في المستشفيات المختلفة الذين يخوضون صراعا عماليا بالإضراب.

وجاء إضراب الطلبة بعد إضراب الأطباء المتخصصين المتواصل، والاستقالات الجماعية التي قدمها الأطباء، والتي رفضتها محكمة العمل اللوائية، وفيما بعد الاستقالات الخاصة، والتي رُفضت أيضا، وأجبر الأطباء على العودة لمزاولة عملهم في مستشفيات البلاد، رغم ظروف العمل المجحفة، يتواصل نضال الأطباء، هذه المرة بالتوجه لمحكمة العدل العليا وإضراب طلبة الطب!

من جهته، أكد الطبي عصام داود طبيب متخصص من مستشفى "بني تسيون" (روتشيلد سابقا) في حيفا، أنه بعد قرار المحكمة الأخير، والذي اعتبر الاستقالات الفردية التي قدمها الأطباء المتخصصون كاستقالة جماعية، مؤكدا أنها غير قانونية وبالتالي فهي مرفوضة! لم يرفع الأطباء أيديهم، رغم هذا القرار المجحف بحقهم، ويشير الى أن الأطباء قرروا التوّجه لمحكمة العدل العليا.

ويقول: "بعد القرار الأخير من المحكمة، وقع اختلاف في الآراء.. في مستشفى روتشيلد كنا مع عدم الرجوع للعمل في المستشفيات، ونرى أننا استقلنا بشكل فردي وليس جماعي، وكل واحد من الأطباء كتب بخط يده أسباب الاستقالة في مكتوب استقالته، ولذلك ليس من المعقول اعتبارها استقالة جماعية، وقرار الحكمة كان مجحفا وغير صادق،ولذلك قررنا التوجه إلى محكمة العدل العليا بينما عدنا إلى مزاولة عملنا في المستشفيات مُلزمين بقرار من محكمة العمل اللوائية".

الأوضاع في المستشفيات "مخزية"!

ويقول د. داود أن الاوضاع في المستشفيات مخزية جدا، معللا ذلك بالقول: "الأطباء يعملون غصبا عنهم، يخالجهم شعور بخيمة الأمل، والحزن، وانكسار النفس، فالمحكمة تجبرك على القيام بعمل لا ترغب به، وبعض الأطباء قدم استقالته قبل 30 يوما واتفق على بدء العمل في أماكن أخرى، والآن يقولون لهم أن استقالتهم غير قانونية وعليهم العودة إلى العمل".

ويرى داود وكذلك جميع الأطباء المتخصصين بجهاز القضاء الإسرائيلي سخرية، بحيث انه يناقض نفسه، فمن جهة هو يحدد حرية الفرد في العمل أينما يريد، ومن جهة أخرى يعتبر استقالات فردية (رغم كثرتها) كاستقالة جماعية، ويدعي أنه قضاء عادلا.

إطلاق شاليط أعاق نضال الأطباء

"بعد قضية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وصفقة شاليط، التي استحوذت محل كبير من الإعلام العبري والعربي أيضا في البلاد، هدأت قضية الأطباء المتخصصين قليلا، ولم تأخذ حقها من الرأي العام في المجتمع أو في وسائل الإعلام"، على حد قول د. داود.

الذي أضاف "الآن بعد الهدوء، قررنا أن نعود للمطالبة بمطالبنا المحقة، لأنها أهم من شاليت ونتنياهو وأي شيء آخر، ونحن نتحدث هنا عن صحة المواطنين، صحة المجتمع كله.. جهاز الصحة هو أهم جهاز موجود في البلاد وبات اليوم يعاني حالة مرضية صعبة ومستعصية، للأسف لا يوجد دعم من الجماهير إلا القليل من المقالات في الشبكة الالكترونية، ولكن دعما من قبل الجماهير لمطالب الأطباء والتي هي مطالب الجميع للأسف لا يوجد".

وأشار داود الى أن أطباء المستقبل، طلاب الطب في كليات الطب المختلفة في البلاد أعلنت الإضراب اليوم الاثنين تضامنا مع الأطباء، كما ستنظم مظاهرة قطرية في تل أبيب بمشاركة الأطباء أجمع..

وأوضح داود أنه اليوم ستنتظر محكمة العدل العليا بالاستئناف الذي تقدم به ممثلو الأطباء المتخصصين ضد قرار محكمة العمل المجحف بحقهم، والذي أجبرهم على العودة إلى العمل في المستشفيات. متمنيا أن يجدوا الحل العادل هناك

وأكد أن الأطباء قدموا استئنافا آخر لمحكمة العدل العليا يطالبون بعدم الاعتراف بالاتفاق المبرم بين نقابة الأطباء ووزارة الصحة، والذي يرفضه الأطباء المتخصصون بشكل خاص، ويطالبون بأن يكونوا جزءا فعالا من المفاوضات لإبرام اتفاقية كهذه وليس كما حدث.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]