"الشرارة التي اشعلت فتيل الثورات العربية وما يسمى "بالربيع العربي" والتي اسقطت حتى الان ثلاثة من زعماء ورؤساء ثلاث دول عربية في المنطقة، كانت مصادرة "بسطة" الشاب التونسي محمد البوعزيري ومنعه من البيع، وحينها قام بوعزيري باضرام النيران بجسده، واليوم تأتي بلدية الناصرة لتمنع 21 تاجرًا من الاسترزاق ومصادرة بسطاتهم مقابل تعويض بسيط لا يعادل ثمن الحديد في البسطات نفسها" هذا ما قاله التاجر النصراوي عمر جبعي الذي يستعد لإخلاء بسطته الواقعة في سوق شهاب الدين بمدينة الناصرة، حسب قرار المحكمة العليا التي حكمت لصالح بلدية الناصرة باخلاء التجار لبسطاتهم مقابل تعويض بمبلغ مليون شاقل لـ 21 بسطة ومحام قدّر اتعابه بمبلغ 170 الف شاقل.

ويستعد اكثر من 20 تاجرًا في سوق الناصرة وتحديدًا في سوق شهاب الدين لاخلاء بسطاتهم بتاريخ 20/11/2011، حيث يرى اصحاب البسطات بذلك قطعا لأرزاقهم وخصوصا انه لا يوجد اي مكان لعمل بديل يفي حاجاتهم الاقتصادية ويعتاشون منه، حسبما ذكر عدد من التجار هناك.

العيش بكرامة...

في حديث لمراسل موقع "بكرا" مع انور عبود صاحب احد البسطات قال " لا يوجد مكان نذهب اليه بعد اخراجنا من هنا، نحن تجار نعمل على هذه البسطات منذ اكثر من 30 عامًا، وما نريده هو العيش بكرامة فقط، نحن نتوجه الى القيادات العربية في البلاد من اعضاء كنيست وغيرها بالضغط على بلدية الناصرة وافشال هذا المخطط الذي يهدف لقطع ارزاق ما يقارب 500 نفر، الامر الذي من شأنه ان يمس بمستقبل الاطفال والابناء اذا لم تؤمن البلدية اي عمل او مكان للعمل فيه قبل اخراجنا من هذا السوق".

تجار للمخدرات والسلاح

وأضاف عبود في حديثه " نحن لسنا ضد التطوير ولكن ليس على حساب ارزاقنا، فالسوق الشعبي والبسطات موجودة في اكثر المدن تطورا في العالم وهو امر لا يعيب المدينة ولا يعيب احد، كون البسطات والسوق الشعبي يجذب ويستقطب الالاف من ابناء المدينة والسياح الذين يرون فيه امر ممتع ويلتقطون الصور داخله، نحن لا نريد الخروج من عملنا ولا نريد ان نصبح تجارا للمخدرات والسلاح، نحن نريد العيش بسلام وكرامة في هذه الحياة".

30 عاما...

اما التاجر عمر جبعي قال في حديثه لمراسل موقع "بكرا" " من يعمل لمدة ثلاثين عاما وبعدها يضطر لترك عمله لأسباب مختلفة يتلقى تعويضا يمكنه من الاستمرار بحياته ليعيش بكرامة وما يعرضونه علينا البلدية هو مبلغ بسيط لا يتعدى الـ 30 الف شيكل وهو مبلغ لا يكفي للخروج من مشروع الاعياد المقبلة".

بلدية الناصرة: 1,000,000 شيكل

بلدية الناصرة عقبت على هذا الموضوع عن طريق الناطق بلسانها قائلة "موضوع بسطات الشارع المحاذي لمقام شهاب الدين هو قديم جدا، وتطوراته الاخيرة يمكن تلخيصها كالتالي:

اقرت المحكمة مؤخرا ضرورة اخلاء اصحاب البسطات لهذا الشارع وذلك مقابل تعويضات تصل الى مليون شاقل لمجمل اصحاب البسطات، طالب اصحاب البسطات تأجيل موعد تنفيذ الاخلاء حتى بعد اعياد الفطر والاضحى، والبلدية بدورها وافقت على طلبهم، البلدية من جانبها وبخطوة من طرفها اقترحت على اصحاب البسطات استئجار محلات مغلقة في سوق الخطار بالبلدة القديمة وذلك من اجل مساعدتهم ومن اجل الحفاظ على مصدر رزقهم واذا هم رغبوا بذلك".

احترام القانون وتطوير الحركة الاقتصادية.

وأضاف دياب "البلدية تقوم بدورها هذا من منطلق سياستها المبدئية المعروفة والقاضية:

اولا احترام القانون والحفاظ على الاملاك العامة ومنع الاعتداء عليها وتهيئة هذه الاملاك العامة لخدمة كل جمهور الناصرة والزائرين.

ثانيا، الاهتمام قدر الامكان بتطوير حركة اقتصادية وتجارية نشطة بهدف رفع مستوى معيشة المواطنين وهذا ما فعلته البلدية بهذه الحالة، وهذا ما تقوم به البلدية لمنع ظواهر التبسيط واستخدام الاملاك العامة لأغراض فردية، وهي ستواصل هذه السياسة في المستقبل، هذه المدينة ملك لأهلها ويجب ان تخدم الجميع بسواسية الامر الذي يمكن تحقيقه فقط بالحفاظ على الانظمة والقوانين واحترام الملك العام وعدم التعدي عليه".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]