الأسيرة المحررة وردة بكراوية من قرية عرابة البطوف التي خرجت من السجن قبل نحو سنة، بعد ان قضت محكوميتها داخل السجن، احتفلت لأول مرة خارج قضبان الحديد بعيد الفطر السعيد الاخير، واليوم يطلّ علينا عيد الاضحى المبارك ليكون العيد الثاني لوردة خارج السجن، لكن وردة لم تنجح بعد بأن تأقلم حياتها في الخارج، فالحنين الى الاحتفال بالعيد داخل السجن أقوى. 
تعودت الاسيرة وردة بكراوي الى جانب الأسيرات في السجن أن يقمن بتحضير كعك العيد، والحلويات، ومن ثم الاحتفال سوية بالاعياد المباركة، ليخلقن جوّا إحتفاليا رغم التعسف من قبل إدارة السجن الذي يمارس باستمرار ضدهن.
التقى مراسلنا مع الأسيرة المحررة وردة بكراوي التي أكدت انها صدمت بعد خروجها من السجن، حيث لم تنجح ربما بأقلمة ظروف حياتها الجديدة من أجل الاحتفال بالعيد المبارك، فرغم وجود الأهل والأقارب من حولها، وعائلتها وبلدها، لكنها أكدت ان هنالك أمور لم تنجح بعد في أن تأقلم نفسيتها معها، ومنها الإحتفال بالأعياد.

اتابع أخبار الأسيرات وأقول ان عزيمتهن قوية

وتضيف بكراوي: "لم أشعر فرحة العيد في عيد الفطر السعيد، شعرت أن هنالك شعائر دينية والتزمت بها، لكن الفرحة كانت منقوصة، ولم تزر الفرحة بيتي وقلبي، فقد تعودت على عيد بطعم آخر داخل السجن، فقد كنا نجتمع نحن الأسيرات داخل السجن، نحتفل سوية عائلة واحدة في العيد، لنصنع طعما مميزا للعيد رغم الواقع المر الذي نعاني منه داخل السجن، خروجي من السجن وبقاء عدد من الأسيرات هناك بمثابة غصّة في قلبي، وشعور يؤلمني في كل عيد".
وعن أحوال الأسيرات في السجون قالت بكراوي انها لا تزال تتابع أخبار الأسيرات بشكل يومي، إما عبر المحامين وإما عبر العائلات أو عبر مراسلة الأسيرات داخل السجن، وتطمئننا عنهن فتقول ان معنوياتهن عالية، يتحدين الإحتلال والسجن ويصنعن الأمل بوحدتهن. وأضافت:" عندما أراسل زميلاتي الأسيرات أشعر بغصة في قلبي وأعجز عن كتابة رسالة لهن فماذا أقول لهن وكيف سأشجعهن، فرغم العزيمة الأقوى لديهن لكن يطمحن للحرية والخروج من الأسر، فمن الأسيرات اللواتي لديهن الأطفال ومنهن من لديها أم تحتضر على الفراش أو والد عاجز، وهنّ يعجزن بأن يواسين أهلهن أو ربما إلقاء النظرة الأخيرة قبل رحيلهم عن الدنيا.."

صدمت من عدم تحرر الأسيرة لينا جربوني في صفقة شاليط

وأشارت وردة الى انها صدمت من عدم تحرر الأسيرة لينا جربوني في صفقة شاليط، حيث أشارت كل التوقعات الإفراج عنها، خاصة وان لديها محكومية عالية وقضت سنوات طويلة في السجن، لكن الآمال كلها تبددت وعبرت عن تمنياتها بضمها في المرحلة الثانية من صفقة التبادل.


صورة الإعتداء علينا لا تزال راسخة

وحول صور القمع والإعتداءات على الأسيرات داخل الأسر، حدثتنا وردة عن صورة من صور الأعمال التعسفية بحق الأسيرات داخل السجن والتي حفرت في عقلها، فتقول: " في أحد الأيام قررنا خوض نضال ضد إدارة السجن بسبب قضية ما، فردوا علينا بقمع وحشي واعتداء همجي استعملوا فيها الهروات والضرب المبرح بأيديهم وأرجلهم، وحتى استعملوا خراطيم المياه وغاز المسيل للدموع، يومها قاموا بتفريقنا وعزلنا في سجن انفرادي ونقلنا الى سجن آخر،  وأثناء الإعتداء علي نظرت الى زميلاتي ورأيتهن يعتدي عليهم من قبل سجانين عرب وشرعرت بحسرة أكبر في قلبي وشعرنا كلنا بالألم المضاعف لهذا المشهد". وأخيرا قالت بكراوي أن أمنيتها في عيد الاضحى المبارك ان تتحرر كافة الأسيرات والأسرى من سجون الإحتلال وخروج آخر أسير فلسطيني وتحرير ألأراضي من قبضة الإحتلال".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]