في تطور لافت لإعمال العنف في المجتع العربي، سجل في قرية الرامة الجليلية مؤخرًا إطلاق صاروخ مضاد للأفراد من نوع "لاو" على أحد المنازل، ما أثار تساؤلات كبيرة حول من يتحمل مسؤولية العنف المسجل في هذه القرية ومختلف قرى ومدن الوسط العربي.

الكثير من مواطني قرية الرامة يرفضون ما يحدث رغم أن العديد منهم رفض التحدث خشية على نفسه، وذلك من خلال استطلاع لأراء الجمهور   أجراه مراسل موقع بكرا، لكن الجل يجمع على ضرورة إنهاء حالة العنف السائدة في القرية وفي القرى العربية الأخرى.

مواطنون القرية يقولون  "عاشت قرية الرامة الجليلية عقودا من الزمن في بحبوحة اجتماعية وثقافية وتميزت بالنهضة والعلم، لكن في العقد الأخير، فجأة ودون سابق إنذار تحولت هذه القرية الهادئة إلى مصدر إزعاج لأهاليها، فقد استشرى العنف وزادت حدته مع مرور الأيام والسنون ولا حلول في الأفق".

قبل عدة أيام "اخترقت الخطوط الحمراء" على حد تعبير قائد شرطة كرمئيل حين أطلق بعض الأشخاص صاروخ "لاو" باتجاه احد البيوت، من خلال جولتي في قرية الرامة شعرت بالغمامة السوداء التي تغطي سماء الرامة، والعديد من المواطنين في البلدة لم يتجرءوا بإبداء آراءهم حول ظاهرة العنف في القرية، ومن أبدى رأيه في الموضوع فقد أبداه دون توثيق بالصوت والصورة، وقد اتهم جزء كبير من الشارع الراماوي الشرطة بالتقاعس في عملها لفرض الأمن والأمان للمواطنين.

الصاروخ اختراق لكل الخطوط الحمراء

رامي نايمرك قائد شرطة كرمئيل يقول: "لدينا عدة حلول لإعادة النظام والأمن إلى قرية الرامة، المواطنون في هذه البلدة يشهدوا على عمل وجهد الشرطة في كبح ظواهر العنف في القرية، صحيح انه في الآونة الأخيرة زادت حدة العنف في البلدة وكان آخرها إطلاق الصاروخ باتجاه احد المنازل في اختراق كل الخطوط الحمراء، اعتقلنا سبعة أشخاص على اثر ذلك، مع ذلك اعد أهالي الرامة أن الأمن والأمان سيعودان الى القرية في القريب العاجل، لدينا معرفة وعلم بمجموعة عابثة بالقانون وهذه المجموعة توحدت وتقوم بأعمال العنف، نحن نتتبع خطواتهم ولن نستكين حتى نزج بهم خلف القضبان، ووضعنا قرية الرامة في سلم أولوياتنا وكثفنا من دوريات الشرطة في البلدة على مدار الساعة من اجل إعادة الأمن للمواطنين

سنحمي "المتعاونين"

ودعا نايمرك أهالي القرية التبليغ للشرطة بكل حدث أو حالة عبث يقوم بها العابثون بالقانون لكي نستطيع اعتقالهم بالسرعة القصوى، التعاون مع الشرطة ليس أمرا سلبيا في هذا السياق، ونحن نع تماما مفهوم مصطلح "المتعاون" لديكم، ونحن نقصد التعاون الايجابي لما فيه مصلحة أهالي البلدة، لن نطلب من أهالي الرامة أن يقوموا بعمل "مخابراتي"، لكننا نتوقع من أهل القرية التعاون معنا لكي ننجح في اجتثاث ظواهر العنف المستشرية في البلدة، نواجه في اغلب الأحيان "آذان وأفواه صماء" حين يقع الحدث، ونحن ندرك جيدا تخوف الناس من الإدلاء ببعض المعلومات عن المجرمين للقبض عليهم، وهذا الأمر يشكل عائقا أمامنا في حل بعض "الألغاز".

وأنهى نايمرك "لا يمكننا إزالة هذا الإحساس لدى المواطنين، نحن نعمل جهدنا في كبح ظواهر العنف، وهذا الإحساس الذي يلازم جزء من المواطنين هو خاطئ، الواقع يقول أننا نجحنا من القبض على العديد من المجرمين وزجهم في السجون، وهذا لم يتم إلا من خلال عمل وجهد كبير من قبل الشرطة، في النهاية لا بد من تعاون جميع الأطراف والمؤسسات في القرية ومن ضمنها الشرطة لوضع حد لهذه الآفة الخطيرة".

نمد أيادينا للمساعدة وإصلاح ذات البين

أما الشماس جريس منصور مدير مدرسة اللاتين، فأشار إلى أنه لا شك أن قرية الرامة تشهد في الآونة الأخيرة أعمال عنف غير مفهومة لنا، من جهتنا نحن على استعداد تام لتقديم كل المساعدة للأهالي والفرقاء لإصلاح ذات البين وإعادة الهدوء والأمن لأهالي البلدة، تقع علينا مسؤولية كبيرة لوضع حد لهذا العنف وعلاج هذه الظاهرة، كلي أمل أن يكون الحادث الأخير (إطلاق الصاروخ) آخر حالة عنف تشهدها الرامة الحبيبة.

أما بقضية الشرطة وعملها فقال الشماس منصور "لا يمكنني تقييم عمل الشرطة في كبح جماح الظاهرة، لكن من واجبنا بداية أن نتعاون ونتكاثف جميعنا في الرامة بطوائفها الثلاث لإعادة الهدوء إلى البلدة، القيم والكتب السماوية تحثنا على المحبة والمودة بيننا وعلينا العودة إلى ديننا سريعا، لقد عاشت الرامة عقود من الزمن بمحبة وألفة بين أبناءها وكان هناك دوما تعاون بين الطوائف الثلاث، وعلينا إعادة ذلك سريعا من خلال التعاون البناء بيننا، نحن كرجال دين وتربية تقع علينا مسؤولية كبيرة لترسيخ مفاهيم العيش المشترك والحب والمودة بين أبناء القرية الواحدة؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]