اعتبر المؤرخ الفلسطيني الشهير رشيد الخالدي، أن نضال الفلسطينيين في إسرائيل من أجل المواطنة الكاملة جزء من النضال الوطني الفلسطيني الشامل، ويمكن الاستفادة من تجاربهم بشكل كبير في التصدي للاحتلال الإسرائيلي.
وقال الخالدي في حديث خاص لـــ"بكرا" أبناء شعبنا في داخل الداخل هم جزء من أهم أجزاء الشعب الفلسطيني، وكان هذا الجزء إلى حد ما جزءا منسيا ونحن كشعب فلسطيني نسينا إخواننا في الداخل، ولكن بعد 1967 وبعد يوم الأرض اتضح للجميع أن العرب في إسرائيل جزء لا يمكن أن ننساه من شعبنا وأن نضاله وعمله داخل إسرائيل يفتح أمامنا مجالات كثيرة للتعامل مع الاستيلاء على الأراضي وأنواع العنصرية للمؤسسة الإسرائيلية، التي نعاني منها منذ سبعة وستين وهم منذ ستين عاما.
واضاف الخالدي وهو هو أستاذ كرسي إدوارد سعيد في الدارسات العربية المعاصرة، وأستاذ في التاريخ في جامعة كولومبيا، ومحرر مجلس الدراسات الفلسطينية بالانجليزية، "يمكن أن نتعلم الكثير من نضالاتهم وانتصاراتهم وهزائمهم أمام المؤسسة الإسرائيلية، والعلاقة الآن بين فلسطينيتي 67 و48 أصبحت قوية بشكل كبير جدا، وهم يلعبون دورا كبيرا في القدس الشرقية والغربية في إطار المساعي لوقف التهويد الإسرائيلي، ويعملون على تنشيط الاقتصاد في البلد القديمة، وبالسكن في القدس، وأهم شيء صيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس أمام الهجمة المستمرة والدائمة على المسجد الأقصى ومقبرة مؤمن الله".
وقال "إذا هذا الجزء المهم جدا من الشعب الفلسطيني عاد واندمج مع باقي الشعب الفلسطيني ويجب أن نعرف كيف نستفيد من خبراتهم في التعامل مع إسرائيل ومن طاقاتهم، وضعهم يختلف عن أهل الشتات نحن الموجودين في الخارج لكل مجموعة من الفلسطينيين طريقة في الحياة ولكن تعامل الاحتلال واحد يهدف إلى طرد المواطنين الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي ويجب أن يكون للمواطنين الفلسطينيين حقوق متساوية لأنهم أصحاب البلد، ونضالهم للمواطنة الكاملة في إسرائيل جزء من النضال الفلسطيني للحصول على الحقوق الفلسطينية العامة".

التوجه إلى الأمم المتحدة فتح أبواب التضامن مع شعبنا على مصراعيه
واعتبر الخالدي، أن التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة كان خطوة في محلها وفتح باب التضامن العالمي مع شعبنا على مصرعيه.
وأشار الخالدي على هامش مشاركته في مؤتمر الحركة الوطنية الفلسطينية، في جامعة الذي تستضيفه جامعة بيرزيت، إن مختلف شعوب العالم من خلال الزخم الإعلامي الذي تبع تقديم العضوية للأمم المتحدة من قبل الرئيس محمود عباس، أصبحت تبحث وتحاول الإطلاع على الظلم التاريخي الذي تعرض له شعبنا الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار الخالدي أن شعوب العالم ستظهر في المرحلة القادمة تضامنا أكبر مع شعبنا الفلسطيني، حتى في حال فشل الطلب الفلسطيني في الأمم المتحدة وهو المرجح بسبب المساعي والمناورات الأميركية الهادفة لإفشال هذا الطلب.
وقال "من موقعي كمؤرخ فلسطي أن مقتنع أن هذه الخطوة ساهمت في نشر الكثير من المعلومات عن القضية الفلسطينية عند شرائح مختلف من الشعوب العالمية التي لا تعرف الكثير عن القضية الفلسطينية، ويمكن أن تسهم هذه الخطوة في زيادة التعاطف الدولي بشكل كبير مع قضيتا".
وقال الخالدي إن الحديث عن خشية على مستقبل اللاجئين أو مستقبل منظمة التحرير بعد تقديم الطلب إلى الأمم المتحدة غير مبرر وغير واقعي، لان خطوة التوجه للأمم المتحدة خطوة قانونية ولها أهداف محددة ولا يمكن الحديث عن أنها خطوة تهدد المصالح الوطنية، بل أنها خطوة في الاتجاه الصحيح.
وأضاف "أنا لست خائفا من التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، والحديث عن أنه يضعف موقف اللاجئين أو أهل الشتات أو فلسطينية الخارج وأنا منهم غير واقعي، لان طلب العضوية لدولة فلسطين في الأمم المتحدة لا يؤثر على حقوقنا فحقوقنا ثابتة والخطوة محدودة الأهداف ومحدودة التأثير إن نجحت، ومن الواضح أن المناورات الأميركية في مجلس الأمن ستؤدي إلى إفشال المحاولة وسننقل الطلب إلى الجمعية العامة".
وخلص الخالدي للقول "خطوة التوجه للأمم المتحدة كانت ناجحة جدا في نيويورك، وقد حضر المئات من الصحفيين الأجانب للجمعية العامة لتغطية هذه الخطوة، ونجحنا إلى حد ما في العمل معهم وهذه المبادرة دفعت العالم للتساؤل لماذا أصبحت إسرائيل عضوا في الأمم المتحدة والفلسطينيون لا يحق لهم ذلك؟ ولماذا أدى قرار 181 إلى قامة دولة يهودية لم يقيم دولة فلسطينية؟ وهذا التوجه فتح باب أسئلة كان مغلق واستغلينا هذا الأمر لتوضيح الكثير حول القضية الفلسطينية في هذا المجال".

المصالحة الوطنية
وفي موضوع المصالحة، قال الخالدي الانقسام أضر بعموم أبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجدهم وليس فقط بالفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولذلك يجب العمل في أسرع وقت على إنهائه من أجل الانشغال في المعركة الأكبر مع الاحتلال.
وأشار الخالدي إلى أنه يجب أن يسجل التاريخ في أسرع وقت ممكن طي صفحة الانقسام الفلسطيني، باعتبارها تخدم مصالح فئوية ضيقة وليس المصالح الوطنية، وتصب في مصلحة الاحتلال الذي يسهل عليه مواجهتنا متفرقين.
وقال" المصالحة أمر لا يتعلق فقط بأهلنا في 1967 أمر يتعلق بالعموم الفلسطيني لأن الانقسام يضعف كل الفلسطينيين في الخارج والداخل أو داخل الداخل في 48 في مختلف أماكن تواجدهم وهو أمر يجب إنهائه في أسرع وقت ممكن، وإسرائيل أقوى منا وبانقسامنا نساعد إسرائيل ومن لا يساعد في ترتيب ومن لا يساهم في ترتيب الأوضاع في البيت الفلسطيني هو يقف مع أعدائنا من أجل مصلحته الفئوية أو الحزبية ويجب أن يعزل هذا الفصيل وأن يدان العمل من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية أولوية فلسطينية، نحن الضعفاء أمام إسرائيل القوية ونقسم أنفسنا، هذا غير معقول فالمصالحة مهمة للجميع".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]