سواء كنا ندرك أم ل، تلعب الألوان دورا أساسيا في حياتنا، وتؤثر على حالة الإنسان الجسمية والعقلية والنفسية، وفي يومنا هذا ورغم مرور أكثر من 150 عاما على بدء دراسة تأثير اللون على الإنسان، ولاسيما تأثيره العلاجي، بصورة علمية، لايزال هذا الموضوع في طورالاستكشاف البطيء على الصعيد الدولي، ويكاد يكون مجهولا تماما في العالم العربي، اللهم إلا باستثناء بعض المختصين في العلاج المكمل، وهم قلة يعدون على الأصابع.

وبغية نشر أهمية الألوان واستخدامها كعلاج مكمل، نشأت في الآونة الأخيرة العديدمن المؤسسات ومراكز البحث والتدريب والعلاج المتخصصة في دول غربية على الخصوص، رغم أن العلاج بالألوان كان معروفًا من عصور سحيقة لدى الحضارات القديمة لاسيما في الشرق الأقصى (الهند والصين) والشرق الأوسط..

الممثل والمخرج النصراوي محمد عودة الله منادرة ، يعد واحدًا من هؤلاء القلائل المختصين في العلاج بالألوان ، حيث يدأب عودة الله دائمًا على المطالعة والبحث في هذا المجال ليطور نفسه فيه بعد أن أنهى دراسته أكاديميًا في كلية "ريدمان" في طبريا حيث اختص هناك في "علاج بالألوان والخيال الموجه" بحسب الطريقة الهندية..

مراسلنا التقى عودة الله في الناصرة ، جالسه ، تحدث معه حول هذا الموضوع وعاد لكم بالآتي...

بدأ محمد حديثه قائلاً :" درست في الأساس هندسة الديكور ولدي خبرة، لا بأس بها، في العمل في مجال طلاء المنازل، ومن هناك تشكّل لدي وعي بأن الألوان تتحكم باسترخاء الإنسان أوعدمه وأن لها ، يقصد الألوان ، قوة تأثير كبيرة علينا كبشر بالأخص ، لذا منذ ذلك الحين بدأ انشغالي باللون كلون وقوته لكنني لم أطور هذه الفكرة لانشغالي بأمور حياتية عاديّة. لكن وبعد دراستي للخيال الموجه في كلية "ريدمان" رغبت في تعلُّم دورات أخرى فاخترت، بعد بحث قصير، دورة العلاج بالألوان ذلك لأنني فكرت أن مرض "الصفار" عند الأطفال الرضع لا يزال يُعالج في تقاليد العرب عن طريق وضعهم قطعة قماش لونها أصفر على رأسه ، والطريقة ناجعة بالفعل وتبعت الطفل على الشفاء، ومن هنا فكرت أن الأمر لم يأتِ معهم على سبيل الصدفة وازدادت قناعتي بأن للألوان قوة وتأثير كبيرين .."

اللون الأخضر هو سبب طاقتنا في الربيع..!

وتابع منادرة :"تعالوا نتخيل سويًا مثلاُ لو أن الحياة بلا ألوان ، ألن يكون الانتحار والانعزال عنوان العالم..؟ ، فإن فصل الخريف مثلاً يسبب هبوطًا في مزاجنا العام ويقوي رغبتنا بالانعزال تمامًا كما الشتاء الذي يؤدي الفعل نفسه بطريقة أقسى حيث يبعد الناس عن بعضهم..! ، وهذا يعود للألوان المسيطرة في هذه الفصول .. ، ليمتد خيالنا الى فصل الربيع الآن ولنستحضره سويًا. أليس الربيع في خيالنا وحياتنا معًا إنما هو عنوان للتجدد، الطاقة، الإنتعاش وحب الحياة؟ ، أتسألون أنفسكم لماذا يحدث ذلك..؟ ، صدقوني أللون الأخضر هو السبب..!"

الأبيض لون اتصالي والأسود ليس لونًا أصلاً..!

عن الألوان ومعانيها زاد محمد قائلاً:"قبيل أن نتحدث عن تأثيرات الألوان دعونا نعرف ما هو اللون؟، اللون هو اشعاع حراري ذو ذبذبات بمقدار معين.. ، فالأسود مثلاً لا يعد لونًا لأنه يمتص أشعة الشمس التي تعتبر مصدر كل الألوان التي في الطبيعة دون أن ينتج من عملية الإمتصاص هذه شيئًا، لكن بقية الألوان في الطبيعة فإنها تقسّم إلى فئات فهناك ألوان الطاقة التي تضم الأحمر، الأصفر، البرتقالي، البني، وهناك ألوان الهدوء وهما اللونين الرمادي، الأسود، أما أللون الأبيض فهو لون اتصالي بالضرورة يمنح من يرتديه الثقة والبهجة والجاذبية .."

وأضاف :"اللون الزهري مثلاً يعد لونًا ابداعيًا ويعطيك التجدد الملحوظ إن كنت ترتديه..!"

سيرفضك النوم إن كانت تحيط بك هذه الألوان..!

عن ضرورة اختيار ألوانٍ مريحة لطلاء غرفة نومك أو لملاءة سريرك أو لملابس نومك قال عودة الله :"إن هذه النقطة تعتبر غاية في الأهميّة، فاللون الأحمر لن يمنحك نومًا هانئًا أبدًا كما جميع الألوان الصارخة كالبرتقالي والأصفر، أما في فصل الشتاء فيفضل أن تنام على اللون الأخضر أو البنفسجي الهادئ ، بينما في فصل الصيف عليك اختيار الألوان الفاتحة فهي الأكثر ملائمة لنومك حينها..".

تابع محذرًا :"جربوا مثلاً أن تناموا خلال الشتاء بينما تغطي سريركم ملاءة لونها أزرق أو أبيض صدقوني لن تشعر بالدفء أبدًا..!"

تعاني من ضيقة نفس أو ألم في الرأس..؟ ، اليكَ علاجك اللوني..!

ذكر عودة الله خلال حديثه أن العلاج بالألوان لا يعالج صعوبة النوم فحسب بل يعالج شتى الأمراض والآلام ، فمثلاً إن كنت تعاني من ألم في الرأس عليك أن تعصب رأسك باللون البنفسجي الغامق حتى ترتاح ، وسترتاح بسرعة! ، أما إن كنت تعاني من ألم في المعدة أو كنتِ تعانين من مشكلات في الرحم فعليك بربط منطقة الألم بوشاح أو قطعة قماش لونها إما البرتقالي أوالأحمر هو الحل، بينما إن كنت تعاني من ضيق في التنفس فارتدي الأصفر لترتاح.."

مشروعات فنيّة..

ومن مشروعاته الفنية ذكر مسرح الطفل مشيرًا أنه لا يعتمد على تلقين المعلومات للأطفال، بل يعمل على أن يكتشف الطفل المعلومة وهذا الأهم.

وعن جديده قال عودة الله :"ليست هناك أي أعمال جديدة وذلك لنقص في الميزانيّات والموارد فأنا أحلم بانتاج عمل مسرحي جديد للأطفال تحديدًا لكي أتجدد لكن لا يمكنني إنكار أن جمهور الأطفال هو بحد ذاته متجدد وتتيح لك هذه الخاصيّة أن تعرض العمل نفسه أكثر من 200 مرة وفي كل مرة سيكون الجمهور الحاضر ، جديدًا .."

وأضاف: كما أنوي افتتاح "دورة ألوان" للبالغين والتي ستتضمن شروحًا حول دوائر الطاقة وخاصيّة كل لون من الألوان ومدى تأثير كل واحد منها علينا وعلى محيطنا وأدعو الراغبين والراغبات للتسجيل بها الاتصال بي على الرقم : 0547207317.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]