رصدت مراسلة موقع "بكرا" في القدس، عددا من الآراء حول الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية الفلسطينية من طرف من يسمون أنفسهم بـ "مجموعة دفع الثمن"، حيث حمّل المستطلعة آراؤهم الحكومة الإسرائيلية والشرطة المسؤولية الكاملة عن مواصلة الاعتداءات على دور العبادة.

القاضي هاشم سواعد: حملة مسعورة من الحكومة والوزارات
القاضي هاشم سواعد قال في لقاء لموقع بكرا: "إننا نشهد مسلسل اعتداءات له حلقات متتابعة، ومسجد عكاشة ليس الاعتداء الأول على المقدسات، فقد تم حرق مسجد عكاشة في داخل أراضي 48، والاعتداء على الأماكن المقدسة يأتي ضمن حلقة تحريضية من الحكومة الإسرائيلية والوزارات المختلفة. نحن نلاحظ الحملة المسعورة على صعيد سن القوانين ضد العرب، وآخرها محاولة منع رفع الآذان".
وأضاف القاضي سواعد: "إننا نرى في العواصم الأوروبية والمدن الأمريكية مراكز دينية ومساجد يرفع فيها الآذان ويمارس الناس فيها طقوسهم الدينية بحرية، كما أن القوانين كلها تضمن حرية العبادة للأقليات".

حماية الكُنـُس في الدول العربية..
وأضاف: "لو تم الاعتداء على كنيس، لشهدنا تحركات لا تتوقف من قبل الحكومة الإسرائيلية"، مشيرا إلى الكنس في الدول العربية، وتابع: "من يزور الدول العربية يجد فيها الكنس المهجورة بعد ترك اليهود لها ومع ذلك فإن الحكومات العربية توظف حراسا على مدار الساعة لحماية تلك الأماكن من أي اعتداء، ولم نشهد في أي يوم اعتداءً عليها".

جهاز المحاكم الشرعية مستعد لحماية المساجد
وأوضح انه سيتم التوجه إلى بلدية القدس لمطالبة رئيس الحكومة ورئيس الدولة بتحويل مساجد القدس المهجورة لجهاز المحاكم الشرعية، مؤكدا استعداد المحاكم لترميم هذه المساجد وتمويل حراستها بشكل دائم.
تاريخ مسجد عكاشة...
وأوضح لنا السيد مصطفى أبو زهرة عضو مجلس الأوقاف السابق تاريخ مسجد عكاشة، مشيرا إلى انه بُني في عهد صلاح الدين الأيوبي وفيه مقامات لقادة صلاح الدين. فيه مبانٍ تصل إلى ساحة، وهذا المبنى في حالة يرثى لها، وفيه محراب أثري قديم، مشيرا إلى أن هذه القبور، وعددها 4، هي لقادة من عهد صلاح الدين الأيوبي من آل القيمرة.
وأوضح كذلك أن مسجد عكاشة لا يزال في حالة ممتازة ويُستخدم حاليا كمخزن ومستودع لبلدية القدس وفيه أدوات بناء مختلفة، أما الجزء الثاني من المسجد فهو مكان لرمي النفايات، والساحة الكبيرة بين المسجد والمقام تستخدمها البلدية كمتنزه للأطفال اليهود.
وأوضح أن المجموعات اليهودية التي تسمي نفسها "دفع الثمن" قامت بحرق هذا المسجد من الداخل وكتبت على جدرانه الجنوبية عبارة مسيئة للغاية للنبي محمد عليه السلام، وأيضا قامت بكتابة كلمة "الشيطان" في الشباك الغربي للمسجد، ورسمت صورة خبيثة للشيطان.
وأكد أن هذا المسجد تعرض لعدة اعتداءات، وقال: "في حينه طالبنا البلدية بتسليم المسجد للمسلمين لترميمه والتعبد فيه، لكنها عارضت ورفضت هذا الأمر".
وتابع: "إن هذا الحريق هو حلقة ضمن مسلسل تقوم به عناصر متطرفة إسرائيلية ضد مقدسات وقبور إسلامية ومسيحية كمسجد بورين وطوبا، وكنيسة مار يوحنا المعمدان، وهي تهدف لاستفزاز المسلمين وإثارة حفيظتهم وجعلهم يقومون برد على هذه الأعمال".
وقال أبو زهرة: "هذه حرب عنصرية دينية بدعم وتشجيع من الحكومة الإسرائيلية، وللأسف لم تتم إدانة أي شخص ممن قاموا بهذه الأعمال ضد المقدسات، والشرطة على علم تام بمن قام بذلك، وهذا يأتي كذلك بالتزامن مع التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي وتحويلها لما يسمى بـ(الحدائق التوراتية)".

المساجد في القدس الغربية تقع تحت هيمنة بلدية القدس وأراضي الدولة
وأوضح أبو زهرة أن المساجد في القدس الغربية تقع تحت هيمنة بلدية القدس وأراضي الدولة، وتعتبر أنها أملاك غائبين لأن الأوقاف تعتبر جسم غائب بالقدس الغربية حيث تمنع من ممارسة صلاحياتها في إدارة هذه المساجد. وأكد أن لجنة إعمار المساجد في القدس على استعداد كامل للقيام بهذا الدور وإعمار وترميم المساجد".

دلياني: حرق مسجد عكاشة جاء استكمالاً لعدوان حكومات الاحتلال عليه
من جانبه قال ديمتري دلياني، أمين عام التجمع الوطني المسيحي وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن جريمة حرق مسجد عكاشة في القدس الغربية من قبل عصابات المستوطنين جاءت استكمالاً لجريمة عدوان حكومات الاحتلال عليه من خلال إغلاقه و منع ترميمه منذ عام 1948.
وأضاف دلياني أن حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن مسلسل الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها عصابات المستوطنين في الأراضي الفلسطينية، كونها تُشرّع قوانين عنصرية داعماً لمواقفهم الإجرامية، و تشجّع بناء المستوطنات الاستعمارية اللاشرعية، و تقدم كافة التسهيلات و الدعم المالي للمدارس الدينية المتطرفة التي باتت بؤراً لتخريج عناصر وقيادات الإرهاب اليهودي، و تحافظ على مناهج تعليمية تحريضية ضد كل من هو غير يهودي، و توفر الحماية و الأمن لعصابات المستوطنين من خلال جيش الاحتلال، و لا تطبق القانون للحد من جرائم المستوطنين.

ولفت دلياني أن حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو – ليبرمان تعمل على جعل الأيديولوجية الفاشية التي تنطلق منها عصابات الإرهاب قاعدة فكرية للمجتمع اليهودي بشكل عام، لتضمن بقاء و نمو اليمين المتطرف الذي بات تحالف نتنياهو- ليبرمان أحد أهم رموزه.
وشدد دلياني أن حكومة الاحتلال، ومن خلال إطلاقها العنان لعصابات الإرهاب اليهودي، تحاول جر شعبنا إلى دوامة العنف لتوفر لنفسها غطاءاً سياسياً يخرجها من العزلة الدولية التي تعيشها نتيجة انجازات الدبلوماسية الفلسطينية، كما سيوفر لها الفرصة اللازمة لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية التوسعية، مضيفاً أن هكذا مخطط مصيره الفشل نظراً لوعي قيادتنا و شعبنا وإيماناً منا بأن النضال السياسي و المقاومة الشعبية غير العنيفة هي السبيل الأمثل لتحقيق أهدافنا الوطنية، وأن الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح و حركة حماس متفقة على هذا النهج".


المحامي آدم أبزاح... يجب اعتقال الجناة

من جهته، شدد المحامي آدم أبزاح، المستشار القضائي في المحاكم الشرعية، على ضرورة ردع الجماعات المتطرفة ووضع أفرادها في السجن، من أجل عدم تكرار مثل هذه الأفعال المتواصلة والمتكررة والمتصاعدة، وقال: "إن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على دور العبادة، فتحن نشهد هذه الأيام حملة كبيرة ومتطرفة من قبل مجموعة من المستوطنين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]