لا بد بداية من القول، صدقوا وان كان يصعب عليكم التصديق.. تأملوا مع أن التأمل هنا لا يجوز.. تمعنوا رغم أن التمعن الذي يتبعه صمت يصب في خانة الجرم.. ما بال مجتمعنا العربي وصل إلى ما وصل إليه ... انفلات غير مبرر وغير مفهوم .. زرع الموت بكل أشكاله .. والقتل بمختلف صوره ... زرع الشوك والصبار بدل الفل والياسمين ... والنتيجة الحتمية لا بد لهذا المجتمع إلا أن يحصد العاصفة... من المسؤول عن الحالة التي آلت إليها الأوضاع المزرية، من المسؤول عن الانفلات الأمني الحاصل في قرانا ومدننا العربية ... هل هي مدارسنا! أم سلطاتنا المحلية ! أم الشرطة التي "تعجز " لغاية الآن من إلقاء القبض على السفلة المجرمين الذين يعيثون خرابا وقتلا وإرهابا في مجتمعنا؟!

السلاح غير المرخص منتشر في مجتمعنا العربي كانتشار الفقع في موسمه ...قبل ثلاثة أيام وعلى حين غفلة دوى صوت إطلاق النار في قرية جديدة ولم يكن ذلك في ساعة متأخرة من الليل .. بل في ساعات المساء الأولى ..والهدف منزل شحادة كيال (أبو عدي) .. شاهد عيان أباح لنفسه وقال "انه شاهد ملثميّن يمشيان الهوينا ويصوبا أسلحتهما باتجاه المنزل ويطلقا عدة رصاصات، وإحداها شقت صدر الفتى انس كيال (12 سنة)"، ولم تمر إلا ساعة واحدة حتى أعلن عن وفاته وانتقال روحه إلى بارئها ...مراسل "بكرا" التقى بالعائلة في بيت العزاء ليتحسس الحزن والغضب الكامنين في صدورهما ....

هل تتخيل ماذا يعني أن ينزف أبنك حتى الموت بين ذراعيّك؟!

يقول الوالد شحادة (ابو عدي) : لقد مات انس بين يديّ، وكنت انظر في وجهه والدماء تنزف من صدره. تصور هذه الحالة أن يموت ابنك بين يديك ولا تستطيع مد يد العون إليه وإنقاذه ! لقد رحل انس وانتقل إلى جنات الخلد. وأتساءل، ما الذنب الذي اقترفه هذا الطفل وهو في عمر الزهور؟! كل ذنبه انه كان يقف بجانب البيت! كيف سولت لهم أنفسهم بقتل طفل كهذا؟! .. دون رحمة أو شفقة؟! ..لقد عشت حياتي اربي أبنائي على الحب والاحترام .. وماذا كانت النتيجة ...مع ذلك سأكون اسعد الناس لو كان قتل ابني سيوقف العنف وسفك الدماء في مجتمعنا العربي !!

الشرطة ...المسؤول الأول والأخير عما يحدث

وأضاف الوالد الثاكل: أكاد لا اصدق ما حدث وما يحدث في قريتنا .. لقد كانت قرية الجديدة حتى قبل بضع سنوات قرية آمنة .. وفجأة انقلب الحال وازداد العنف وسفك الدماء دون مبرر . .والمسؤول الأول والأخير هي الشرطة، وأستغرب من أين كل هذا السلاح غير المرخص الموجود بين أيادي الشباب ؟! وهل الشرطة عاجزة عن وضع حد لهذا العنف ؟! لا أظن ذلك فالشرطة هي نفسها المتهمة الأولى عن هذا العنف، ولو كانت الشرطة حقا جادة في وضع حد لهذا العنف لكان باستطاعتها ذلك خلال ساعات ،أنا على يقين أن الشرطة ورجال المخابرات لهم مصلحة كبيرة في انتشار ظاهرة العنف في مجتمعنا لشق صفوفنا وبهذه الطريقة يمكنها السيطرة علينا بشكل أسهل.

وأكمل: لقد جاءني رجل التحقيقيات إلى بيتي على اثر مقتل ابني وبصقت في وجهه وقلت له: لو كان ابني يهوديًا وراح ضحية هذا العنف لقمتم وقلبتم الدنيا رأسا على عقب وقبضتم على المجرمين خلال ساعات !!. للأسف الشديد مجتمعنا يعيش في دوامة.

اتهام للسلطة المحليّة..

وأضاف الوالد: من جهة أخرى اتهم السلطة المحلية التي تتقاعس بواجبها لفرض النظام في البلدة ،فلو كان رئيس المجلس جادًا في فرض النظام لبادر إلى توحيد الصفوف في البلدة والخروج بمظاهرات وإغلاق الشوارع حتى ترضخ الشرطة ولوائها الشمالي بفرض الأمن والأمان للمواطنين في بلدتنا، وما يزيد الطين بلة أن السلطة المحلية توزع قسائم البناء على "الأغراب" الذين يأتون من خارج القرية ليقيمون منازلهم في بلدتنا ،وكان الأحرى والأجدر بالسلطة المحلية توزيع هذه القسائم على شباب بلدتنا !!

الحديث لا يدور عن شجار بين عائلتيّن

وينهي أبو عدي ليقول: شخصيًا أحب السلام بين الجميع ولم أؤذي أحدًا في حياتي. وعليّ التوضيح أنني استغربت كثيرًا من بعض وسائل الإعلام العربية الالكترونية التي نشرت الخبر تحت عنوان "شجار بين عائلتين "، كيف؟ ومتى؟ فهذا الأمر عار عن الصحة تماما !!

الشرطة تقوم بالاعتداء عليّ

وأضاف أبو عدي: أثناء الحدث وحين كنت في حالة هستيرية قام أفراد الشرطة بالاعتداء علي ورشي بالغاز المسيل للدموع .. لن اسكت ولن يهدأ لي بال مع الشرطة التي اتهمها بمقتل ابني !!لم يكن قلبي قاسيًا يومًا وأحببت الجميع قي بلد، وكم كنت أتمنى أن أكون الضحية بدل ابني، لكنها مشيئة الله ولا اعتراض على حكمه. سأكون اسعد الناس لو كان مقتل ابني عبرة للآخرين !

عديّ...أنس كان رجلا بمعنى الكلمة

أما عدي شقيق المرحوم فقال لـ "بكرا": لقد كان انس اصغر إخوتي سنًا وكان الأقرب إلى قلبي، كان صديقي وكنت اشعر انه اكبر من سنه .. لقد كان رجلا بكل ما تحتوي الكلمة من معنى ..لا استوعب قدر الفراغ الذي تركه انس في حياتي.. لقد كان أخي وحبيبي ورفيقي .. رحمه الله. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]