رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة..ونسيان بعض تفاصيلها وصورها وغياب مشاهد الألم والدمار عن الذاكرة..الا أن عائلة الطفلة حنين ابو جلالة "17 عاماً" لا يمكنها نسيان تلك الذكريات، فهي حاضرة بشكل يومي مع معاناة ابنتهم من أمراض ألمّت بها بسبب الحرب.
معاناة الطفلة حنين بدأت عند اصابتها بشظايا الفسفور الأبيض ولم تنتهي بعد، فحالتها الصحية تدهورت وجعلتها أسيرة المشافي في غزة ومصر والقدس، وهي الآن ترقد في غرفة العناية المكثفة بمستشفى هداسا العيسوية منذ 16 يوماً برفقة والدها، على أمل أن تتلقى العلاج المناسب، كما ان والدها يعاني من تدهور حالته الاقتصادية بسبب تراكم الديون وارتفاع تكلفة العلاج لابنته ومصاريف السفر والاقامة.
مكرمة رئاسية..
من جهته قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس مكرمة مالية لعلاج الطفلة حنين، حيث عبر والد الطفلة "كمال أبو جلالة" عن شكره وأمتنانه للرئيس لدعمه علاج إبنته، آملاً منه مساعدته في تسديد ديونه المتراكمة في غزة، كما قدم شكره لمسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر لزيارته التضامنية، وشكر كل من قام بالتضامن معه من اهالي القدس.
أمل بتحسن أحوالهم..
وعبر أبو جلالة عن قلقه من تزايد سوء الوضع الصحي لابنته، وقال :"منذ الأربعاء الماضي دخلت ابنتي في غيبوبة شبه حقيقية، فهي لا تتكلم، وجسمها ينتفخ، وبدأت باجراء غسيل كلى لثلاث ساعات يومياً".
وأضاف :"لا عمل ولا تأمين صحي..وبسبب ذلك فلا يوجد أي جهة تغطي نفقات علاج حنين، كما اني لا أعمل منذ اندلاع الحرب على غزة ومصنف على البطالة في وزارة الأشغال، وبسبب ذلك فقد وصلت ديوني للصيدليات في غزة الى 48 الف شيكل".
البداية..الحرب..الفسفور الأبيض
وأوضح والد الطفلة حنين ان بداية معاناتها من ضيق التنفس كانت بسبب استنشاقها الغازات السامة التي كانت تطلقها قوات الاحتلال على الحي الذي يقطنون فيه لأنه يقع قرب خط التماس مع اسرائيل، وذلك خلال المواجهات التي كانت تدور بينهم وبين الشبان الفلسطينيين في انتفاضة الأقصى.
وأشار أن حنين ليست وحدها من يعاني من صعوبة التنفس بسبب تلك الغازات، فهناك عشرات الأطفال يعانون مثلها –بحسب شهادة الأطباء-، كما أن ضيق التنفس أعاق انتظامها في المدرسة.
أما عن اصابتها خلال الحرب على غزة بأشعة الفسفور الأبيض، فقال :"بعد الاصابة بدأت حنين تشعر بالتعب وضيق التنفس، ثم اصبحت بحاجة للأوكسجين لساعتين في اليوم حتى وصلت الى 24 ساعة".
مناشدة لعلاجها..ورحلة علاج طويلة
وبسبب تدهور الوضع الصحي لحنين وسوء الحالة الاقتصادية لوالدها، فقد قام بتوجيه نداء إستغاثة لمساعدته في علاجها، وقد إستجاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستغاثته..حيث تم إرسالها للعلاج في مصر، وبعد ذلك الى مستشفى المقاصد بالقدس، وحاليا يتم علاجها في مستشفى هداسا العيسوية.
أما عن رحلة العلاج الطويلة فقال أبو جلالة :"بدأت حنين تلقي العلاج في غزة، لكن بسبب قلة الامكانيات وسوء الوضع الصحي لحنين، فقد ناشدت الضمائر الحية للمساعدة في علاجها، وبمساعدة الرئيس أبو مازن تمكنا من السفر الى مصر، لكن المصاريف الباهظة أعادتنا الى غزة ثانية قبل أن ننتقل الى مستشفى المقاصد بالقدس، وهناك لم تفلح جهود الاطباء في علاجها بسبب خطورة الفسفور المستعمل والذي أحدث أضراراً بالغة لها، حتى أن طبيب التخدير رفض تخديرها خشية أن يؤثر عليها فلا تصحو منه، فعدنا الى غزة".
وأضاف أبو جلالة :"طلبت تحويل ابنتي الى مستشفى هداسا عين كارم في القدس، ومرة أخرى تدخلت السلطة الفلسطينية والرئيس شخصياً، لكن تم تحويلها الى مستشفى هداسا العيسوية التي لا تملك الامكانيات التي تتوفر في هداسا عين كارم، حيث ترفض تحويلها الى هناك، كما ترفض اصدار اي تقرير يشخص مرض ابنتي".
أسباب طلب العلاج خارج غزة..
أسباب عديدة دفعت والد الطفلة حنين الى مناشدة علاج ابنته خارج قطاع غزة، أوضحها قائلاً :"كانت حنين تحتاج الى جهاز تنفس والذي يعمل على الكهرباء، بما أن الكهرباء غير متوفرة بشكل منتظم في غزة، فقد اضطررت لشراء مولد كهربائي، كما اشتريت جهازاً يعمل على الغاز، ثم اشتريت آخر يعمل على البنزين، الذي هو أيضاً مرتفع الثمن وغير متوفر بشكل دائم".
وأشار أن التكلفة اليومية لكل تلك الأجهزة بلغت أحياناً 240 شيكل، في الوقت الذي لا يصل مجموع دخله الشهري الى 800 شيكل فقط.
وطالب والد الطفلة حنين أبو جلالة المجتمع الدولي التدخل لانقاذ حياة ابنته والتعامل معها كحالة إنسانية لأنها ضحية اسلحة محظورة دولياً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]