أظهرت نتائج استطلاعات هيئة الإحصاء المركزية في البلاد، أن الطلاب العرب في المدارس الابتدائية لا يحظون بحقهم في "السلة الثقافية " كما في الوسط اليهودي. ويتبين من نتائج الإحصاء المقلقة أن 13% فقط من طلاب المدارس العرب، شاركوا في السنة الدراسية الأخيرة بفعاليات ثقافية مختلفة، بينما ارك أكثر من 54% من طلاب الوسط اليهودي بهذه الفعاليات.

وتظهر النتائج التمييز الفاضح والصارخ الذي تنتهجه الوزارة بحق الطلاب العرب. فعلى سبيل المثال: 30% من طلاب المدارس في الوسط العربي توجهوا لمشاهدة عروض مسرحية ضمن الفعاليات المدرسية، بينما وصلت هذه النسبة في الوسط اليهودي إلى أكثر من 50%.

مجادلة: أتهم صراحة وزرة التربية والتعليم بإهمال الطلاب العرب

نتيجة مقلقة جدا أخرى هي أن نسبة 7% فقط من الطلاب العرب شاركوا في برامج الرقص الشعبي والتراث، بينما كانت النسبة في الوسط اليهودي 38%.

وزير الثقافة الأسبق، غالب مجادلة، اتهم صراحة وزارة التربية والتعليم بإهمال الطلاب العرب وقال: "وزارة التربية التي (تطمح) لإغناء وتوسيع آفاق الطلاب بالثقافة والقيم والفنون، لا يمكنها تجاهل الطلاب العرب بهذا الشكل المقزز".

عطيلة: ندعم الطبقات المسحوقة في هذا المجال، وبضمنها المجتمع العربي

أما الناطق الرسمي بلسان وزارة التربية للوسط غير اليهودي، كمال عطيلة، فقد عقب على الموضوع قائلا: "السلة الثقافية القطرية يتم تمويلها من الأهالي، وهي مدعومة من وزارة التربية والتعليم. وإن انضمام السلطات المحلية عامة، وبضمنها العربية إلى هذه السلة هو أمر اختياري. وهنالك عدد غير قليل من السلطات المحلية التي تدفع مقابل عروض ثقافية من خارج (السلة الثقافية القطرية). من أجل تشجيع الطلاب في الوسط العربي على متابعة العروض الثقافية ذات الجودة العالية والتي تخضع لرقابة الوزارة، تقوم وزارة التربية والتعليم بدعم هذه البرامج بنسبة أعلى لدى الشرائح المسحوقة في الضواحي والهوامش المجتمعية في البلاد، بما في ذلك في الوسط العربي. فمن الممكن أن يصل هذا الدعم إلى نسبة 55%لكل طالب في الوسط العربي مقابل 20% فقط للطالب اليهودي في المركز".

وأنهى عطيلة حديثه بالقول: "في السنة الأخيرة كانت هناك جهود كبيرة لضم المزيد من السلطات المحلية العربية إلى السلة الثقافية، والوزارة على استعداد تام لضم كل السلطات المحلية التي ترغب بذلك إلى هذه البرامج".

معدي: الوزارات مقصرة ، ولا يمكن تحميل السلطات المحلية فوق طاقتها

من جهته، عقب مدير لجنة متابعة قضايا التعليم في لجنة المتابعة العليا، السيد عاطف معدي قائلا: "الحقائق تشير إلى تقصير كبير من وزارة التربية والتعليم بما يخص تمويل السلة الثقافية لطلاب المدارس. وفي الوسط العربي، الفوارق كبيرة، كما تشير الإحصائيات. هذا الأمر يمس ويحرم الطلاب العرب من المشاركة بالعديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة، ومن المفترض أن تعمل وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة على إغناء الطلاب بهذا المجال. لكن للأسف الشديد هم مقصرون بذلك وعليهم تحمل مسؤولياتهم تجاه الموضوع"

وأضاف معدي: "غالبية سلطاتنا المحلية تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، كما أن مستوى المعيشة للفرد في الوسط العربي متدنٍ، ولا يمكن اتهام السلطات المحلية العربية بالتقصير، فهذه السلطات تقوم بتمويل الحراسة في المدارس وتستأجر العديد من الغرف المدرسية الناقصة من خزينتها وبالتالي لا يمكن تحميلها أكثر من طاقتها. حري بوزارتي الثقافة والتربية أن تأخذا دورهما دون تمييز وبشكل متوازن بين الطالب العربي والطالب اليهودي، بدل اتهام السلطات المحلية العربية بالتقصير. ومع ذلك أدعو السلطات المحلية العربية والأهالي للاهتمام أكثر بموضوع إغناء الطالب العربي بقضية الثقافة على اختلاف أنواعها"...

يذكر أن عددا من المفتشين ومديري المدارس امتنعوا عن التعقيب على الموضوع.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]