تحدث إثنين من رفاق شيخ المناضلين الفلسطينيين بهجت أبو غربية الذي وافته المنية قبل أيام في العاصمة الأردنية عمان، لـ"بكرا" عن مناقب الفقيد والدروس النضالية التي تعلموها من حياته على مدار سنوات قضوها معه في المنفى.

ويؤكد عبد الفتاح غانم زعيم حزب الميثاق الفلسطيني وعضو المجلس الوطني، الذي تجاوز الثماني من عمره أنه عرفت المناضل بهجت أبو غربية شابا ثائرا مدافعا بشكل دائم عن فلسطين ويعرف كيف يحشد الجمهور ليقوم بالثورة ضد الاحتلال.

ويضيف غانم: "في عام 1995 كان هناك انتخابات في الأردن وقدم باعتباره أحد قيادات حزب البعث العربي وتحدث عريف الحفل في الانتخابات عن دوره في ثورة 1936 وعن دوره في مقاومة الاحتلال البريطاني، وأنه لا يوجد مكان في جسده إلى وقد أصيب بضربة من الاحتلال، ونحن في أعقاب المهرجان التقينا به كشباب، وقلنا له أنه يجب لتاريخ الثورات أن يسجل ونحن كجيل يجب أن نوضع أمام هذه المادة".
ويشير إلى أن المرحوم بهجت أبو غربية رحب بالفكر وأكد أنه عن طريق حزب البعث سوف يقوم بإيصال مواد الثورة إلى مختلف الجهات الوطني كي تقوم بأرشفتها، وبعد انطلاقة الثورة الفلسطينية التقيت معه في بيروت كنا مبعدين من سجون الاحتلال الإسرائيلي والتقينا في لينان وواصلنا التعلم منه في درب النضال".

ويضيف غانم "عرفناه منذ نعومة أظفاره حتى لفظ أنفاسه الأخيرة مؤمن بفلسطين أرض الشعب الفلسطيني وأنا الشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية ولم يتزحزح عن هذا الموقع رغم كل ما جرى في المنطقة من متغيرات ومشاريع للتسوية بقي بهجت أبو غربية شيخ المناضلين الفلسطينيين بحق".

وشدد غانم: " على أن الشعب الفلسطيني بأكمله يعترف بهذه المكانة للمناضل بهجت أبو غربية، وقد كان في حياته ومماته معلما لنا في كل شيء، حيث تربى على مبادئ وتمسك بها حتى وفاته والقاضية بتحرير فلسطين دون تسويات".

لطفية الحواري تتحدث عن لقائها ببهجت أبو غربية

في ذات السياق، تحدثت السيدة لطفية الحواري عضو المجلس الوطني عن لقائها بالمناضل بهجت أبو غربية، قائلة:" تعرفت على بهجت أبو غربية في عمان لدى لقائي به بعد أن قام جيش الاحتلال بتفجير منزلي وطردي مع عائلتي إلى عمان في سبعينيات القرن الماضي".

وتضيف: " كان انسان يتميز بالصدق والشفافية والجرأة في طرح فكره وعارض أوسلو الوقت وكان يعتبره خطأ تاريخي لكنه لم يستطيع هو وزملائه أن يرفعون سقف المعارضة إلى تصويب الوضع، لكنه بقي يحاول، فهو إنسان حنون ومتواضع ويحترم الآخرين ويحاول دائما تعليمهم كل ما هو جديد، وكان مؤثرا بشكل كبير في كل من يقابله".

وتوضح لطفية الحواري:" أنه سمي شيخ المناضلين لعمره الطويل في النضال وعدم سعيه لتولي مناصب علي أو الحصول على الأموال والسلطة والنفوذ، وقضى سنين حياته في النضال، ولم تجرفه أي إغراءات خلقتها السلطة والمال وقيادة النضال، وزاد إصرار وإقدام ومحاولات لرفع صوت المعارضة الذي يصوب ويصحح المسار".

وحول موقف معين مع بهجت أبو غربية، قالت:" التقيت به في جلسات المجلس الوطني حيث كان دائما يقدم أفكار ناضجة ومحددة وواضحة وليست عمومية وكانت تلفت نظري وزملائي وكنا نقف دائما إلى جانبه في المجلس الوطني".

وقالت لطفية: "إنها تعلمت منه كيف تحب الوطن العربي وفلسطين وكيف تعمل من اجل تحريرها، وقالت :" إنه عمق لدي مفهوم المثابرة ومواصلة النضال والتفاؤل ولليوم أسير على هذا الدرب ولا أشعر بالإحباط رغم الواقع الشائك وكثير المطبات، فبهجت أبو غربية أو سامي أكد أن رؤية المناضل الحقيقي يجب أن تكون ناضجة للأمور المختلفة".

بهجت أبو غربية في سطور

ولد أبو غربية عام 1916 في خان يونس بقطاع غزة وأمضى معظم حياته في القدس وشارك في مراحل النضال الفلسطيني المسلح خصوصا ثورة 1936 وحرب 1947 وخاض معارك عديدة منها “القسطل” وانضم عام 1949 إلى حزب البعث الاشتراكي وقاد النضال السري من خلاله ودخل السجون والمعتقلات .

شارك بشكل رئيس في تأسيس منظمة التحرير وكذلك جيش التحرير وقوات التحرير الشعبية، وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للمنظمة 3 مرات، وكان عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي للمنظمة حتى استقال منها احتجاجاً على قبول قرار مجلس الأمن رقم 242 .

وقاد الراحل مطالب قومية وديمقراطية وترأس اللجنة العربية الأردنية لمجابهة الإذعان والتطبيع وله إصدارات منها مذكرات تحدثت عن النضال العربي الفلسطيني والمراحل التي خاضها الشعب في الداخل من النكبة إلى الانتفاضة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]