في اللقاء الأخير لمنتدى ديوانية جمزو تقاطعت الآراء وتمازجت وتحفز الحضور من أجل الايتاء لمحور تحرك فاعل يعبر أجواء المناخ الفلسطيني الملبد بالغيوم والمعمد بوقفات الحذر والقلق المتزامن مع فشل المصالحة، وأطل سؤال الناشطة لطفية الحواري حاملا اضاءات ذهنية عاصفة هل الحلقات الحوارية المتخم بها مجتمعنا الفلسطيني قادرة على احداث التغيير الطموح والتطوير اللازم في الاستراتيجيات والسياسات الفلسطينية متعددة المناحي الحياتية، خاصة في ظلال المحتل الاسرائيلي العنصري؟

وعندها تناوب ضيوف المنتدى في الردود والتعقيبات وطرح كثير من الأسئلة أبرزها: هل التوصيات التي تخرج عن كل أشكال مختلف ورش العمل والندوات والمؤتمرات تجد لها طريقا نافذا عبر آليات واضحة دائمة للتنفيذ المناسب واللازم؟

وعقب عبد الله أبو مشرف مدير مدرسة الوحدة والأستاذ محمد بني عودة أن بناء الفرد الفلسطيني يأتي من خلال رسم خطط التنمية البشرية وذلك ابتداء من المدرسة والبيت، فهو الطريق الأصح لحل المعضلات المتنوعة التي تواجهنا، وهي التي تبني منارات المعرفة والعلم والعمل الصائب المتفاعل بشكل جماعي ايجابي في نواحي الحياة الفلسطينية مما يسهم في جعل الحلقات الحوارية على مختلف موضوعاتها منابر اضاءات ذهنية تضيف تراكمات فاعلة في السياسات المجتمعية.

ثم أكد التربوي عبد المحسن عابدة على ضرورة الاهتمام بثقافة الحس والوعي الاجتماعي عند رسم السياسات التربوية الوطنية.

واستطردت زهرة الخالدي من مركز آفاق أن ثقافة الشفافية ترتقي بتطبيقها في سلوكياتنا الحياتية. وركز فارس الجمل المغترب على ثقافة الأخذ والعطاء وتطبيقها بالتزام ومثابرة جدية وذلك بالاشراف على مزاولتها في الحياة اليومية، لأن ذلك كفيل بحل العديد من المشاكل وتزيد من نشر الوعي والفهم لمعاني المسؤولية وترسخ وجود الانسان المسؤول.

أما احمد ابو رحمة عضو لجنة مقاومة الجدار فقد استعرض وسائل المقاومة السلمية الخلاقة المتنوعة التي يواجهون بها جيش الاحتلال الاسرائيلي واجراءاته العنصرية المدمرة للحياة الفلسطينية، وقد ناشد أبو رحمة كل المسؤولين وجموع المؤتمرات والندوات ضرورة نشر الوعي اللازم للعمل على توسيع مساحة هذه المقاومة على جميع مسار الجدار أينما وجد، مما يسهم في التأييد الدولي لنا.

وعقب الباحث أحمد القاسم الأمين المساعد لـ«الملتقى الفلسطيني للحوار» والذي تشكل نتاجا لمبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين، بقوله: «أن على مؤسسات المجتمع من أهلية ورسمية أن تعتني وترعى فعاليات مقاومة الجدار وتوثق ثقافة وأدب مقاومة الجدار التي تضيء منابرها مرتكزات ومواقع عديدة على مسار الجدار القاتل للحياة الفلسطينية، وتساهم هذه الاضاءات مساهمة فاعلة في رسم الاستراتيجيات والسياسات لسلطتنا الوطنية والمؤسسات المجتمعية.

واختتم اللقاء بالتأكيد على ضرورة انتشار المزيد من الحلقات الحوارية المتنوعة التي تخدم الارتقاء بالحياة الفلسطينية وتسهم في دحر الاحتلال وحماية الهوية الفلسطينية والتراث والذاكرة الفلسطينية وترسخ الثوابت الوطنية.

وأكد الجميع على ضرورة العمل من أجل انجاح استحقاق أيلول في اقامة دولتنا الفلسطينية لأنه حتما سينزع الشرعية عن اسرائيل، وهذا فيه الكثير لصالحنا.

ديوانية جمزو الثقافية تناقش واقع الشباب الفلسطيني وتطلعاته


كما استضاف "منتدى ديوانية جمزو الثقافي" كوكبة من الشباب الفلسطيني الطلائعي، لدراسة واقع الشباب الفلسطيني وهمومه وآماله حاضراً ومستقبلاً.

وتُمثّل هذه الكوكبة مجموعات متطوعة، تحمل رسالة هادفة بنّاءة، تساهم في بناء الوطن، وخدمة المواطن، وهذه المجموعات هي: "منتدى الكتاب"، و"إحنا غير"، و"مركز حصاد"، و "هيئة المتطوعين"، و"خُطى"، و"مجموعة النضال"، و"الشاشات الفلسطينية"، و"مجموعة المقاطعة"، و"كشافة عارورة"، و"رابطة القلم الفلسطيني".

وقالت راعية المنتدى، لطفية الحواري: إن هذا الحوار تمحور حول أهمية تكاتف الجهود الشبابية، والإطلاع على تجاربهم، والعمل على تجذير الوعي الشبابي خدمةً لواقعهم ومستقبلهم.

وكان الحوار قد ركّز على مقترح لتشكيل "تجمع شبابي فلسطيني" من أجل استمرارية التواصل، ورصّ الصفوف، والاتصال والتنسيق، ولفتح آفاق العمل التطوعي، والإنجازات المتفاعلة مع متطلبات واقع الحياة الفلسطينية الشائكة.

يُشار إلى أنه تمّ في نهاية اللقاء تشكيل هيئة تنسيقية من المشاركين؛ لمتابعة بناء "التجمع الشبابي الفلسطيني، وبلورة وجوده على أرض الواقع وفي جميع المحافظات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]