تتعدد التعريفات والتحليلات لماهيّة الزواج المختلط، وهنا يطرح السؤال ماذا نعني بالمختلط او غير المختلط، لماذا نجزأ قوميتنا إلى طوائف، وأجزاء طوائف (سني، شيعي، كاثوليكي، ارثودكسي...الخ). لذا قررنا التطرق، من خلال تقريرنا، إلى هذا الموضوع الذي يثير جدلاً في الشارع العربي ما بين مؤيِّد للزواج المختلط ومعارض له، وقد التقينا عددًا من الشبان والشابات ورجال الدين من مجتمعنا العربي وسألناهم عن هذا الأمر.

أنا مع الزواج المختلط لأنه يقرب القلوب ويحسن العلاقات الاجتماعية بين الناس...
رفيق أبو دبي، حدثنا عن رأيه في هذا الأمر قائلاً:" أنا شخصياً أؤيد وأشجع الزواج المختلط، لأننا كلنا بشر وكلنا من حواء وآدم. ومثل هذا الزواج يقرب القلوب ويحسن العلاقات الاجتماعية والسلام بين بني البشر.

أوافق، شرط توافر الظروف المناسبة!

منال نجم، وافقت على الفكرة مشيرة أنها تؤيد الزواج المختلط، مشيرة بقولها:"إنني شخصياً مع الزواج المختلط بشرط أن تتوفر الظروف المناسبة، وأنا أرى انه من الصعب جداً أن يتكيّف كل منهما، الزوجين، مع المحيط الذي يعيشون فيه، وهنا من الممكن أن يجد الزوجان نفسيهما أمام خيار واحد فقط وهو الرحيل والانتقال من هذه البيئة إلى مكان آخر يناسبهما، وبذلك يقدمان تضحية كبيرة للحفاظ على حبهما، بعيداً عن أحبائهم وعائلاتهم ومجتمعهم، هذه الخطوة ليست هروباً من الواقع او من المشكلة، بل بداية حياة جديدة لهما.

"اللي ما بياخذ من مِلتُه بيموت بعلتُه"

مجد خطيب، عارض الفكرة قائلاً:" احترم كل الديانات ولكن كما قال المثل: "اللي ما بياخذ من مِلتُه بيموت بعلتُه"، فبهذا الموضوع لكل ديانة موقف ورأي مخالف للديانة الأخرى. لا أحبذ أن تخرج أي فتاة عن دينها، وحسب ديننا الإسلامي حرام أن يتزوج المسلم من غير المسلمة، وفي نفس الوقت يمكنني الموافقة على الزواج من شاب مسيحي أو درزي شرط أن يعتنق الإسلام ديناً.

أعارض، لأن المشكلات التي سيواجهها الزوجان اجتماعيًا ستزعزع علاقتهم...!

وفيقة نصّار، قالت:"إنني ضد الزواج المختلط لأن المشكلات الإجتماعية التي قد ترافقه ويعاني منها الزوجان والأبناء قد تؤرق العائلة وتزعزع بنيتها، ناهيك أيضًا عن أن الدين الإسلامي يحرم مثل هذا الزواج للمسلمة وبالطبع أنا أحترم رأي الدين..."

الويل لأمة كثرت فيها طوائفها وقلّ فيها الدين...

ربي بواردي، قالت: جبران خليل جبران قال:(الويل لأمة كثرت فيها طوائفها وقلّ فيها الدين) ، فمتى سنشعر بوحدة الصف ونتخلص من براثن هذا التفكير الذي مزّق ويمزِّق مجتمعنا تحت غطاء الدين تارةً وتحت غطاء المذهب تارةً أخرى ؟، لماذا نُشرْعِن زواج الشاب المسلم من فتاه مسيحية أوروبية، ونستهجن زواجه من فتاة مسيحية عربية، وإذا افترضنا هنا أن الزواج المختلط دينياً قد يؤدي إلى زعزعه في العلاقة الناتجة عن الاختلاف والتفاوت في العقلية وبالتالي يؤثر سلبا على تربية الأطفال، فكيف إذا نعتبر الزواج المختلط قوميا، اثنيا وحضارياً وأحيانًا دينياً من فتاة أوروبية، بالزواج الناجح والصحي ؟؟ .

رأي الدين...

في حديث لنا مع إمام مسجد السلام، الشيخ ضياء لأبو أحمد، قال:"إن الدين الإسلامي يحلل زواج المسلمة من المسلم فقط، بينما يمنح المسلم حق الزواج من أهل الكتاب، لكنني شخصيًا وهذا رأيي كإنسان لا كرجل دين، أرى أنه من الأفضل أن يتزوج كل شخص من دينه وذلك لأن الزواج المختلط يعيش صعوبات اجتماعية يعاني منها الزوجان بشكل كبير ويعيشها الأبناء طوال حياتهم، لذا فمن الأفضل، برأيي، تفادي هذا الأمر لتفادي مشكلات مستقبليّة". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]