تخرج  مؤخرا عدد من الضباط الدروز من دورة خاصة في الجيش (وحدة السيف ) ،وقد قال ستة منهم، وهم من قرى حرفيش وبيت جن ويركا : نحن سعداء للغاية بهذه الترقية لرتبة ضابط وكان هدفنا منذ البداية الوصول لهذه الرتبة وقد تحقق ذلك ،وأضافوا:" بإمكاننا خدمة الوحدة والطائفة الدرزية والدولة على حد سواء من خلال الخدمة في الجيش وخاصة في هذه الوحدة" ... والسؤال المطروح في هذا السياق وخاصة للجنود من يركا ؟ هل سمعتم بأوامر الهدم التي صدرت بحق مواطنين من بلدتكم في الايام الاخيرة ؟؟! مراسل بكرا تحدث الى الشيخ علي معدي رئيس لجنة التواصل الدرزية لعرب 48 ومع الاديب نمر نمر من قرية حرفيش حيث عقبوا على اقواهم ....

عملنا وسنبقى نعمل ضد الخدمة الاجبارية في الجيش

وقال الشيخ علي معدي معقبا:" مصادر الرزق لدى شريحة كبيرة من الاقلية العربية تجعل منهم اقلية صامتة ،او مجاملة المؤسسة الاسرائيلية في بعض الاحيان ،لكن اذا كان الكلام صحيحا وهؤلاء الشباب (الضباط) تفوهوا به وقالوا انهم يفتخرون بخدمتهم في الجيش ،فنحن نقول أننا ضد الخدمة الاجبارية في الجيش وذلك لسببين ، هذه الدولة لها تاريخ عدائي مع العالم العربي ونحن كأبناء الطائفة المعروفية جزء من هذا العالم ولا يمكننا محاربة وعداء امتنا العربية – والسبب الاخر من يريد ان يخدم دولته فعلى الدولة اولا منحه الحقوق كاملة وهذا ما لم نحصل عليه منذ قيام الدولة ،هذه الدولة تضطهد الاقلية العربية على جميع طوائفها وذلك يتجلى من خلال العديد من القضايا في المسكن ،مصادرة الاراضي ،التعليم والميزانيات وغيرها من القوانين العنصرية ،ليس الظلم في هذا المقام ممارسة فعلية فقط انما سن قوانين عنصرية في الكنيست ،وكذلك الممارسات الغير قانونية".

يهدمون بيوتنا ويحاولون كم افواهنا

وتابع معدي:" نحن نستنكر مثل هذه الاقوال ونحن نناشد ابناء الطائفة المعروفية العودة الى الجذور العربية ،قبل حوالي شهر قامت "خفافيش الظلام" في ساعة متأخرة من الليل بهدم حظيرة للأبقار لمواطن من يركا ،ولم يعلم اهالي يركا بهذا الحدث ساعة وقوعه ،وقبل ايام صدرت اوامر هدم بحق مواطنين من بلدتنا بهدم بيوتهم ،نحن نتحدى المؤسسة الاسرائيلية بالإقدام على تنفيذ الهدم ،في السابق حاولوا وفشلوا وسيفشلون ايضا في هذه المرة من تحقيق مآربهم ،هذا الامر لن يحصل إلا على جثثنا !!وبعد كل هذه الممارسات يجبروننا على خدمة العلم والصمت ؟!".

الجيل الصاعد في حالة غليان 

واكد معدي:" نقول للشباب اصحوا من غفوتكم وعودوا الى الجذور وتمسكوا بالكرامة العربية لأن كرامة الانسان المحافظة والبقاء على تراب الاباء والأجداد ،الطائفة اليوم في حالة غليان وخاصة الجيل الواعد ،ونشعر اننا ظلمنا مرتين ،فلقد صودر اكثر من 80% من اراضينا ،ومن جهة اخرى الخدمة الاجبارية في الجيش تمنع من شبابنا متابعة تعليمهم والملاذ الوحيد امامهم فقط سوق العمل من خلال الجيش والشرطة ،ولذلك يتم السيطرة على هؤلاء الشباب من خلال معيشتهم ".

تطرف عنصري تحت غطاء المؤسسة الاسرائيلية

وانهى معدي:" التطرف في الشارع اليهودي يزداد يوما بعد اخر ،وشاهدنا في الايام الاخيرة تدنيس مقام النبي شعيب عليه السلاتم في حطين على يد مجموعات يهودية عنصرية متدينة ،وسبب ذلك هو ازدياد التطرف العنصري وذلك تحت غطاء المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة ،لقد طال التطرف المساجد (الاقصى) والكنائس وامتد ليصل المقامات الدينية لدى الطائفة المعروفية ،نحن نعلم انهم لا يفرقون بين عربي درزي او مسلم او مسيحي فكلنا (في الهوا سوا ) ".

عملية "شطف الدماغ" مستمرة

أما الاديب نمر نمر من حرفيش فقد قال معقبا:" يؤسفني جدا القول ان عملية شطف الدماغ مستمرة منذ قيام الدولة، وما زالت لتعرية الدروز العرب من انتمائهم الوطني،ما يحدث في قرانا وبعد 64 عاما من قيام هذه الدولة وحتى رؤساء السلطات المحلية الدرزية يئسوا من المطالبة بالمساواة مع الوسط اليهودي ،ويطالبون بالمساواة مع الوسط العربي بالذات ،أي الوسط الحقيقي الذي يتوجب عليهم الانتماء اليه .

كم بقي من ارض الاجداد لقاء الخدمة العسكرية؟!

وتابع نمر:"بغض النظر عن هوية هؤلاء الضباط ،فليسأل كل منهم اباه او جده ان كانوا على قيد الحياة ؟كم بقي من ارض الاباء والأجداد لقاء الخدمة العسكرية في الجيش ،علينا ان نذكر اخواننا أن ايتان كابل (حزب العمل) قد قالها صراحة في المقبرة العسكرية في حرفيش ،قال وهو يمثل حكومة اسرائيل في يوم ما يسمى بيوم شهداء جيش الدفاع الاسرائيلي قال:نحن نكذب على الدروز منذ 64 سنة ،نعدهم بالمساواة ولا مساواة ابدا والوضع يتدهور اكثر فأكثر" . وأنهى نمر:" أنا اشفق على هؤلاء الضباط وأرجو ان يعودوا الى حقيقتهم ،ليزيلوا الغشاوة عن عيونهم ويتعرفوا على الواقع المر الذي نعيشه ،وأختم بالمثل العربي الشعبي (لو استحى القاق ما غنى ).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]