عقد مؤخرا في قرية كفر ياسيف ،اجتماعا ضم المدير العام للخدمة الوطنية شالوم جيربي ،وعضو الكنيست حمد عمار (اسرائيل بيتنا) ومشاركة الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف واخرون ،وقد تحدث جيربي في قضية "تجنيد" الفتيات الدرزيات للخدمة الوطنية وأوضح ان هناك زيادة بنسبة 100% للتطوع في هذه الخدمة من جانب الفتيات الدرزيات .

وتابع جيربي انه حصل ارتفاع كبير في السنة الاخيرة للمتطوعات الدرزيات حيث قفز عددهن من 147 الى 300 فتاة في السنة الاخيرة .

واضاف جيربي :هناك "وحدة دم" بين الشعب اليهودي والطائفة الدرزية وهذه الطائفة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع الاسرائيلي وعلينا المحافظة عليها ،في هذا اللقاء شكر الشيخ طريف المدير العام جيربي واقترح عليه انشاء "بديل" اخر للخدمة العسكرية وهو التطوع في الخدمة الوطنية للشباب الدرزي المتدين من اجل نيل الحقوق المتساوية اسوة مع اليهود في هذه الدولة .

من جانبه فقد اثنى حمد عمار على مجهود جيربي بهذا الخصوص وشجع الفتيات الدرزيات على الخدمة الوطنية ،وقال ان الفتيات يتطوعن من خلال هذه الخدمة في قراهم وهذا يعود بالفائدة على الطائفة الدرزية ... والسؤال المطروح في هذا السياق للشيخ طريف ؟؟ هل تعلم ان احد بنود الخدمة الوطنية ينص صراحة انه من حق القيادة العسكرية استدعاء المتطوعين في الخدمة الوطنية في حالات الطوارئ ؟؟!!

سننفذ الحرمان الديني

وفي تعقيبه لمراسلنا على ما تقدم قال الشيخ طريف: موقفنا بالنسبة لخدمة الفتيات الدرزيات في الخدمة الوطنية واضح ولا يحتما التأويل ،نحن نرفض هذه الخدمة جملة وتفصيلا ،أما بالنسبة للشباب المتدين فهلاء الشباب رفضوا الخدمة الاجبارية لعدة اسباب منها ،صحية وأخرى مبدئية.

وحين اصر مراسلنا حول قضية الفتيات وان هناك قرار اتخذ في مقام سيدنا ابو عبد الله في عسفيا قبل نحو سنة بفرض الحرمان الديني على الفتاة وأهلها ممن يخدمن في الخدمة الوطنية قال الشيخ : صحيح التأم المجلس الديني للطائفة قبل نحو سنة في مقام سيدنا ابو عبد الله ومن ضمن المواضيع التي طرحت هناك كانت قضية الحرمان الديني وبالفعل فقد صدر قرار بهذا الصدد،وعليه نحن الان بصدد تجميع الاسماء للفتيات الدرزيات وفرض الحرمان الديني عليهن وعلى ذويهم ،أما بالنسبة للشباب المتدين كذلك الامر نحن نرفض هذا التوجه ،ونحن الان بصدد اصدار بيان نوضح من خلاله موقفنا الصريح ضد هذا الامر !!!

على عضو الكنيست وأمثاله التزام الصمت وعدم التدخل في شؤون الطائفة الدينية

وعقب الشيخ معدي على الموضوع قائلا: اذا كان فضيلة الشيخ طريف صادقا بما يقول فعليه اصدار بيان واضح لا لبس فيه وبأسرع وقت ،ومن جهة اخرى فأقوال الشيخ طريف تتناقض مع افعاله .

ويتسائل الشيخ معدي : اذا كان الشيخ طريف يعارض الموضوع فلم اذن يجتمع مع جيربي هذا وحمد عمار اصلا ؟؟ ! .

وتابع الشيخ معدي:على الشيخ طريف تنفيذ قرار الحرمان الديني على الفتيات وذويهم سريعا ،وعليه اصدار بيان وتعميمه على كل الخلوات في القرى الدرزية ليعرف القاصي والداني من هم هؤلاء الفتيات اللواتي "خرجن عن تعاليم ديننا وأعرافنا " .

ن جهة اخرى فقد صب الشيخ معدي جام غضبه على حمد عمار وقال : للأسف الشديد في كل فترة يخرج علينا عضو كنيست جديد من ابناء الطائفة ويتدخل في الشؤون الدينية ،ومن خلالكم احذره هو وأمثاله ان يلتزم الصمت ولا يتفوه بهذه الامور بتاتا ،وتابع الشيخ:ادعو ابناء الطائفة الدرزية الى الاتحاد ضد هذه المؤامرات التي تحاك ضدنا والتي تهدد كياننا ،فنحن لم نرى على مر العصور دولة او مؤسسة تتدخل في شؤوننا الدينية والحياتية كما تفعل دولة اسرائيل ،وفي حال استمر هذا التدخل فسيؤدي ذلك حتما الى الانفجار عاجلا ام اجلا

الخدمة الوطنية باب للخدمة العسكرية

أما الكاتب والاديب نمر نمر فقال معقبا :ارى في الخدمة الوطنية او المدنية ومهما حاولوا تجميلها وتزيينها مصيدة او فخ لإجبار الفتيات الدرزيات على الخدمة بكافة انواعها ،وقد يتمخض عن ذلك خدمة عسكرية لاحقا ،فلو كانت السلطة تطمح بالمساواة فعلا فليعملوا على مساواة ابناء الطائفة الدرزية العربية مع اخوانهم المسلمين والمسيحيين داخل الخط الاخضر ،وهذا ما طرحه منتدى رؤساء السلطات المحلية الدرزية حين قالوا ذلك بوضوح ،وقد عبروا عن ذلك بقولهم: سئمنا من المطالبة بالمساواة مع الوسط اليهودي فعلى الاقل نطالب بالمساواة مع الوسط العربي !!

وأضاف: ما تمخض عن الاجتماع بين جيربي والشيخ طريف يشير الى تناقض في المواقف حتى لو لم يكن هناك تعليق ،ويستشف منه الموافقة بالصمت على الخدمة الوطنية وهذا يتناقض مع ما اعلنته الرئاسة الروحية على انها ضد الخدمة المدنية للفتيات بكافة انواعها ،وما اطلبه من فضيلة الشيخ طريف أن يبقى صامدا في مواقفه المبدئية والإنسانية التي يطرحها ولا ينجر خلف فئة قليلة دأبها ان تدخله في مسالك ومأرب هو غريب عنها ولا يرضاها .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]