كما باقي القرى والبلدات الفلسطينية التي تم تدميرها وتهجير اهلها في عام النكبة، المصير ذاته كان لقرية سعسع الوادعة في شمال فلسطين والتي تبعد  مرمى حجر من الحدود اللبنانية ،ولتحقيق هذه الأهداف قامت عصابات من الهاغانا والبلماح" بارتكاب مجزرة في القرية في 15 شباط عام 1948، راح ضحيتها العشرات من أبناء القرية بين قتيل وجريح.

الأوامر المعطاة لقائد الكتيبة، نسف بيوت قرية سعسع!

ووفقًا للمعلومات التي قام التاريخ الفلسطيني بتوثيقها كجزءً من الرواية الفلسطينية، فأنه وفي ذلك اليوم أغارت سرية من كتيبة البلماح الثالثة على القرية ،وكانت الأوامر المعطاة لقائد الكتيبة، نسف بيوتها، وإصابة أكبر عدد ممكن من المواطنين، وقد اقتحم المغيرون القرية ليلا ،ووضعوا عبوات ناسفة في بعض المنازل وشغلوا الصواعق، فكانت النتيجة أن دمرت عشرة منازل تدميرا كليا أو جزئيا، وقتل العشرات من اهالي البلدة .

قصة مجزرة لبلدة وادعة كسائر البلدات الفلسطينية التي دمرت وهجر اهلها

هذه قصة قرية جريحة من قرى فلسطين المغتصبة، قصة مجزرة لبلدة وادعة كسائر البلدات الفلسطينية التي دمرت وهجر اهلها ، لتبقى القرية والمجزرة شاهدا عبر العصور . لقد حاول المحتل تسويق "دعايته"” بعودة شعب الى ارض بلا شعب"،لكن بيت المختار الفسيح في البلدة يدحض هذه الفرية، حيث ما زال المحراث والمهباج والمنجل معلقين في احد اركان "البيت الشامي" الذي تحول لاحقا الى متحف "كيبوتس سعسع"...

مراسل "بكرا" حط في سعسع مع المرشد السياحي نمر نمر ليوثق بعدسته بقايا وآثار البلدة وما مر عليها في عام النكبة ، ولدى دخولنا الى سعسع استقبلتنا بعض بيوتها "العربية" التي مر على انشاءها اكثر من 80 سنة، شاهدة على ما فعلته أيادي الاثمين بهذه البلدة ، بالإضافة لذلك، فأشجار الزيتون والصبار والسماق ما زالت شامخة في سماء البلدة وكأن بها تقول: لن انحني امامك ايها المغتصب ،وسأبقى شامخة وصامدة حتى عودة الاحبة ....

 

سعسع لم تسقط في غارة واحدة

يقول المرشد والكاتب نمر نمر :" سعسع جارة حرفيش من الجهة الشرقية ،وتبعد عنها 5 كم ،وقد كان تعداد البلدة حتى النكبة 1100 نسمة ، وقد تعرضت سعسع لثلاث مجازر. أولها كانت قبل النكبة بعدة اشهر، فقد دخلت فرقة "البلماح" الى البلدة في شهر شباط من عام 1948 ونسفت عدة بيوت وسقط 62 شهيدا بين طفل وشيخ وامرأة، وهذه المجزرة تكاد تكون مجهولة، بعدها وفي اثناء عملية "حيرام"، وحيرام هو جبل طويل يربط بين سعسع وحرفيش، حوصرت انذاك البلدة للمرة الثانية وتعرضت كما الجش والصفصاف الى مجازر.

اغتصاب النساء وقتل الاطفال...شهادة نحماني

وتأكيدًا على ذلك فقد شهد "شاهد من أهلها" حيث يقتبس نمر من رواية يوسف نحماني وقد كان عضو بلدية طبريا قبل النكبة وبعدها، حيث روى ان سكان قرية الصفصاف استقبلوا الجيش بالترحاب وقدموا لهم الطعام، ومكافأة لهم على "كرمهم"، فقد قامت فرقة منهم باحتجاز 62 شابًا من خيرة شباب الصفصاف ونقلوهم الى عين الصفصاف وهناك تم إعدامهم ودفنوا في "قبر أخوة.

ويتابع نمر عن نحماني :" للأسف الشديد نحن نتباهى بجنود "جيش دفاعنا" انهم تربوا على "طهارة السلاح"، لكن فرقة من البلماح قامت باصطحاب فرقة من نساء البلدة الى عين الصفصاف، حيث اغتصبوهن وقتلوا اطفالهن الصغار" .

نزوح قسريّ إلى لبنان

وعودة الى سعسع يقول نمر:" لقد كان سكانها من الطبقة الوسطى ،وكانت لديهم اراض واسعة وعملوا بالزراعة والتجارة ،ولذلك كانت هذه البلدة متميزة في بنائها وحضارتها ،وبعد احتلال البلدة وتدميرها فقد هجر اهالي سعسع الى لبنان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]