من غير الممكن ان نتجاهل ونتناسى وخاصة في يوم الام, والدة مثل ام محمود , ام الاسيرين محمد وابراهيم اغبارية  من المشيرفة, والتي تعد نموذجا يحتذى به بالصبر والثبات.

حرمها السجان قرباة 20 عاما من ضم واحتضان ولديها
وكيف لنا ان لا نتذكرها؟ وهي التي صبرت اكثر من 20 عاما على عدم ضم  واحتضان ولديها لصدرها...وهي التي فارقت اخاهم الاكبر قبل اشهر قليلة، وما لسان حالها الا ان تذكر الله حامدة اياه على ما اخذ وما اعطى.
استقبلتنا الحاجة ام محمود بابتسامة عريضة وبيدها "مسبحة" قد اعتدنا على رؤيتها تعانق اصابعها ,فتعينها على ذكر الله وحمده ولتستذكر قول الله في كتابه الكريم "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".
لم نعهدها ان تعبر عن مشاعرها, فقد عرفت بحديثها السياسي الذي كاد يخلو من تعبيرها عن مشاعر قد اخفتها بقلبها , لربما هاربة من دموع قد عهدت ان تقطر من عينيها بلحظات خلوتها بنفسها وتقربها من الله , ولكن ما الذي هز كيانك يا ام محمود؟، ما  لدموع عيونك ان تفيض امام عدستنا ؟ هل آن الاوان لقلبك الصامد لأن يعبر لنا عن هم قد طال حمله على مدار 20 عاما؟.

قهر السجان الاسرائيلي

حدثنا الحاجة ام المحمود عن مرارة ما عانته خلال الاشهر الماضية من قهر السجان الاسرائيلي ومن مرارة القدر , فافتتحت حديثها قائلة:" لقد خدِعنا , لم اتوقع ان يترك ابنائي وراء القضبان وخاصة بعد ان اكد لي احد قادة حماس وعلى مسمع من الجميع على احدى الاذاعات على ان الصفقة سوف تشمل كافة الاسرى من فلسطينيي الداخل ,لكنهم لم يعيرونا الاهتمام الذي نستحقه وكأننا لسنا أهلهم , وكأننا لم نضحي مثلما ضحوا , فلم نتوقع منهم ما جرى ولا يسعنا الا ان نوكل امرنا لله".

 توفي ابني البكر في نفس اليوم الذي كان من المخطط ان نزور فيه محمد وابراهيم


وفي يوم الخميس الموافق للخامس من كانون الثاني الماضي توفي اخ الاسيرين ابراهيم ومحمد اغبارية بعد صراع مع مرض العضال ليزيد من حزن امه وحرقة قلبها , فأبنها البكر قد وافته المنية , واثنين اخرين يقبعان تحت رحمة السجان الاسرائيلي الذي لم يضيع أي فرصة لقهرهما وتعذيب والدتهما والاقارب , فتقول لنا ودموع الحرقة تملئ عينيها :"اين الديمقراطية , اين الرحمة , لقد توفي ابني في نفس اليوم الذي كان من المخطط ان نزور فيه ابنَي محمد وابراهيم , ولم يسمحوا لهما بالقاء نظرة الوداع الاخيرة عليه".

ما كان منهما الا ان اجهشا بالبكاء مع رفاقهم في السجن

وتقول لنا واصفة ذلك اليوم :"قبل وفاة ابني محمود اخبرت محمد وابراهيم في السجن ببان محمود مريض وان وضعه غير مطمأن وقبل ان توافيه المنية , كتبا لنا رسالة من داخل السجن طالبونا فيها بالصبر والثبات على المصاب الجلل, فكما عهدتهما ,مؤمنين بقضاء الله وقدره , ومعينينا على تحمل المصائب والتهوين عنا , رغم تواجدهما خلف القضبان".  واكملت قائلة :" في يوم وفاة شقيقهما محمود , كان يجب ان نزورهم كالمعتاد ,وكانا على اتم الاستعداد للزيارة واللقاء بنا من خلف جدار السجن ,وفي تلك اللحظة ,  لم نحضر للزيارة عندها ايقنا ان اخاهم قد توفي,  كتبا لنا رسالة اخبرنا على انهما على دراية بما حصل، وانه ما كان منهما الا ان اجهشا بالبكاء مع رفاقهم في السجن, وبالرغم من مرارة الموقف الا ان السجان الاسرائيلي قد حرمهما ايضا من توديع اخاهم للمرة الاخيرة ليزيد من قسوة اسرهم محاولين في ذلك النيل من معنوياتهم".

 
كل ما احلم به هو ان اضمهم الى صدري فقد اشتقت لهما

وعن ما تحلم به في يوم الام فما كان منها الا ان تلفظ كلمات قد شعرنا بحرارتها طالبة ان تضمهم الى صدرها وان تلمس خديهما , حيث قالت :"لقد كان في الماضي يفصلنا عنهم شريط وكانوا يطلبون مني ان ادخل القليل من اصبعي من الشريط ليقبلوه وليلمسوه , اما اليوم فقد وضعوا بيننا زجاج فاصل ليحرموني ايضا من ملامسة محمد وابراهيم، كم اشتقت لعناقهما وضمهما الى صدري". وانهت بالقول:" اتوجه الى كافة الجهات المسؤولة عن الاسرى , لا تنسوا اسرانا , فلقد ضحينا مثلكم , فلا تخذلونا!!".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]