لا تتواني "أم مازن" السبعينية ذو الظهر المنحي بحضور أية فعالية خاصة بالأسرى وللتضامن معهم في رام الله، فحضورها دائم في كل مرة ينظم فعالية لصالح الأسرى، حيث يقضي أبنها "ناهض الأقرع" حكماً بالسجن المؤبد 3 مرات في السجون الأسيرة.

لكن حضور أم مازن لهذه الفعاليات ليس لحشد أكبر قدر ممكن لتعاطف معه أو مع ابنها، بل لإلقاء اللوم على جميع المسؤولين الرسميين الذين يحضرون التجمعات الشعبية بسبب "تناسيهم" كما تقول لقضية ابنها وعدم الاهتمام أو الاكتراث به أو لحالته الصحية.

وتقول أم مازن وهي تبكي: "أمضى ابني أغلب سنين عمره في سجون الاحتلال، فقد اعتقل للمرة الاولى عام 1985 وكان عمره 15 عاماً ، وفي الاعتقال الثاني تم ابعاده الى قطاع غزة والتحق بالشرطة الفلسطينية".

وتضيف أم مازن عند سؤالنا إياها عن ماذا يمثل لها عيد الأم: "كل عيد أم يمضي علي لا اجده بجانبي، كنت أتمنى أن يدخل علي بهدية ومعايدة مثل باقي أمهات العالم".

أم مازن: ابني ناهض تعرض للتعذيب والملاحقة من قبل حماس وإسرائيل معاً

معاناة وحسرة أم مازن كبيرة وثقيلة مقارنة مع معاناة باقي أمهات الأسرى، فابنها ناهض مقعد منذ 6 سنوات، حيث تعرض لعملية اختطاف على أيدي القوات المسلحة التابعة لحماس في العام 2007، وتعرض لعملية تعذيب لأكثر من خمس ساعات، وعند إخباره بأنه يمكنه الذهاب إلى البيت أطلق عليه الرصاص، ما أدى إلى إصابة رجله اليسرى بأربعين طلق ناري، ومن ثم اعتدي عليه بأعقاب البنادق ما أدى إلى تهتك بعظم الرجل اليمني وشلل يده اليمنى.

وفي هذا الصدد تقول والدته: "ما قدَّمه ولدي للوطن رخيصا؛ ولولا اصابته لما سمح للاحتلال بالنيل منه ولكن عزيمته قوية، وما فعلته مليشيات حماس به لم يؤدي الى إعاقته فقط وإنما أدى إلى فقدان"المقاومه الفلسطينية" رجلا قد نذر روحة رخيصة للوطن".

بعد هروبة من غزة وسفره للعلاج إسرائيل تعتقل ناهض في رام الله

بعد إصابته بقدميه، ذهب ناهض للعلاج في الخارج، لكن إثر عودته الى رام الله حيث تقيم اسرته في مخيم الامعري، اعتقلته المخابرات الاسرائيلية على معبر الكرامة، وحول هذه الذكريات المؤلمة تضيف أم مازن: "كان ذلك أصعب يوم بحياتي، أبني المقعد والهارب من بطش حماس يعتقل من قبل قوات الاحتلال، ويحكم عليه بعدها بالسجن المؤبد 3 مرات بعد ادانته بقتل 3 من جنود الاحتلال من خلال وضع عبوة ناسفة ارتطمت بها دبابتهم في منطقة نيتساريم بالقطاع قبل حوالي 7 سنوات".

أتنمى ان استمر في رؤية ابني ولا أمنع من زيارته يوماً

حالياً لا تريد أم مازن شيء في هذه الدنيا سوى أن ترى ابنها ناهض محرراً، وتحاول جاهدة وفي أية مناسبة متاحة لها بأن توصل صوتها للمسؤولين الفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان الفاعلة، من أجل التدخل والمساهمة في إيصال صوتها وقصة ابنها، لعل الفرج يأتي يوماً ما.

لكن في الوقت نفسه تخشى ام مازن أن يتم يمنعها من زيارة ابنها الأسير المقعد يوماً ما لذلك دائما وتقول باكيةً: "اذا تم منعي يوماً ما من زيارته أعلم بأنه سيكون آخر يوم في عمري، وأعلم بأنني لن أبقى على قيد الحياة طويلاً". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]