ثلاث مناسبات في شهر واحد تحتفل بهم السيدة مريم ذباح ام جاد، عيد ميلادها الـ 60 ويوم المرأة وعيد الام.

قبل ثلاث سنوات خرجت مريم ذباح (أم جاد) للتقاعد، بعد أن عملت لمدة تزيد عن 30 سنة كممرضة في عيادات "صحة العائلة"، لكنها ما لبثت أن ندمت في خروجها السريع للتقاعد، ورشف القهوة مع ربات المنازل، لقد ناضلت منذ اوائل ايام عملها وكانت منارة للام المثالية العاملة والمؤسسة للبيت الصالح .

قبة السماء هي سقف طموح المثابر، وليس ذلك بالمستحيل، هذه السيدة صاحبة شخصية قوية؛ مكافحة؛ وطموحة الى ابعد الحدود، فقد تعاملت مع الصعاب ومواجهة الصدمات وتتسم بالتصميم والحكمة والسعي نحو الأهداف الكبيرة النادرة في مجتمعنا العربي لسيدة في جيلها الذهبي ... فبعد خروجها للتقاعد صممت متابعة مسيرة البحث والرقي الى مستويات اعلى وبعد ان راوحت جيل الستين من عمرها قررت دراسة موضوع "طب المنعكسات " أو كما هو معروف "ريفليكسيولوجيا" وهو موضوع ضمن "الطب البديل "، وبدأت ام جاد مسيرتها التعليمية في جامعة حيفا على مدار عامين وتفوقت بامتياز ..للوهلة الاولى يبدو طموح هذه السيدة وكأنها من كوكب اخر، فقد تعلمت السباحة مؤخرًا وهي تمارس كذلك "نشاط الاوروبيكا" .. مراسل "بكرا" التقى بأم جاد بمناسبة عيد الام ليقف معها في محطات حياتها المختلفة ...

درست التمريض في مستشفى بيلينسون ببيتح تكفا

تقول أم جاد في حديثها إلى مراسل موقع "بكرا": بدأت بدراسة موضوع التمريض في مستشفى بيلينسون في بيتح تكفا عام 1970، وتخرجت بتفوق في عام 1972 ،لأنتقل بعدها الى مرحلة عملية ومسار جديد في حياتي بالعمل في مسقط رأسي بقرية دير حنا، وفي عام 1974 تزوجت من حسام ذباح لأنتقل للعيش معه في قرية دير الأسد .مجد الكروم كانت في تلك المرحلة الاكثر ازدهارا في قرى الشاغور، وبدأت عملي بعد زواجي في عيادة صندوق المرضى حتى عام 1977 ،مرحلة جديدة من حياتي العملية بدأت مع نهاية 1977 حيث زاولت عملي الجديد في "عيادة العائلة " بعدة قرى في منطقة الشاغور حتى عام 2004 .

التقاعد المبكر

وتتابع ام جاد: بعد خروجي للتقاعد المبكر في عام 2004 ، فرحت كثيرا بعد مسيرة عملية استمرت لأكثر من ثلاثة عقود، وبالنسبة لي اعتقدت انها فرصة للجلوس مع الابناء والأحفاد، وبداية عهد جديد من الراحة، لكني ما لبثت ان ندمت بعد اقل من شهر، ومجالسة نساء الحي ربات البيوت في رشف القهوة وتبادل الاحاديث غير المجدية وشعرت بالملل والترهل الجسماني والفكري، وفي احد الايام تصفحت احدى الصحف العبرية وقرأت في احدى زواياها عن دورة لتعلم موضوع "اصلاح ذات البين" وبالفعل التحقت بهذه الدورة التي استمرت ثلاثة اشهر ،ما ساعدني كثيرا بعد تخرجي، وخاصة في كيفية التعامل مع الابناء والزوج والجيران ..

طموح ذباح ليس له حدود

تتابع ام جاد سرد مسيرتها لتقول:كانت ابنتي سلام تدرس موضوع "الريفليكسيولوجيا" في السنة الاولى بالجامعة، واقترحت علي دراسة هذا الموضوع الشيق، وبالفعل أذعنت والتحقت بالجامعة لدراسة الموضوع ،وفي تلك المرحلة كنت اعاني من نقص بفيتامين "بي 12 "،وكنت اعاني من انعكاساته وخاصة بقضية النسيان والذاكرة ومع ذلك فقد سعيت ونجحت بتفوق وتخرجت بامتياز.

وتضيف ام جاد:هذا الموضوع من انواع الطب البديل أمارسه في هذه المرحلة في عيادتي المتواضعة في البيت، وللتنويه هو قراءة لكفي القدمين ،ومن خلاله استطيع معرفة ما يعانيه الانسان من بعض الامراض الجسمانية والنفسية ،وكف القدم يعكس شخصية الانسان، وأستطيع معرفة ان هناك خلل في الجهاز الهضمي؛ العامود الفقري؛ جهاز المناعة؛ وأمراض نفسية اخرى. من جهة اخرى اقوم بتهدئة الانسان من خلال "مساج" لكفي القدمين والأصابع ،وخاصة لدى الاطفال الذين يعانون من "امساك المعدة وقلة النوم" .

سباحة ماهرة ورياضية

من ظن ان طموح أم جاد توقف عند هذا الحد فقد اخطأ ،فهذه السيدة تقول ان العقل السليم في الجسم السليم ،وعليه فقد تعلمت دورة سباحة وهي اليوم بجيل 60 عاما وتتقن فنون السباحة جيدا ،وتتابع ايضا نشاط "الاوروبيكا" في المركز الجماهيري في البلدة.

وأنهت أم جاد : افكر حاليا بدراسة موضوع الحقوق في الجامعة ومن الممكن ان التحق لدراسته قريبا !!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]