"على ما يبدو لا أحد يكترث كفاية لما حدث لجوليانو"، هذا ما قالته زوجة المخرج والفنان الفلسطيني المرحوم جوليانو مير خميس، في حديث خاص لموقع بكرا في الذكرى الأولى لرحيله...

كانت سنة جنونية

وأضافت جيني في حديثها عن الأمسية التي عقدت  في مسرح الميدان لذكراه: "أولا أنا متأثرة جدا من هذه الأمسية، كانت سنة جنونية"..

وفي ردها على سؤال حول قولها في العام المنصرم للإعلام أنها لا تعي ما يحدث: "كنت في حالة من الصدمة، كنت اما لطفل وحامل بتوأم، وكنا نعمل لبناء مستقبلنا في جنين، والعديد من المشاريع الاخرى، وكل هذه الاحلام وضعت في حالة من الانتظار على جنب لتتواصل فيما بعد، هكذا رأيت الأمور في السابق وهكذا أراها الآن".

عليّ أن أعود للحياة وأن نواصل العيش..

وتابعت جيني التي لا زالت تسكن في المنزل الذي عاشت فيه مع جوليانو في حيفا، في ردها على سؤال حول أولادهم المشتركون، علما أنها كانت حاملا بتوأم عند ارتكاب عملية القتل البشعة: "أعرف أنه في مرحلة ما عليّ أن أعود للحياة وأن نواصل العيش.. الاولاد اليوم بحالة جيدة، هم السبب في استمراريتي وسبب مواصلتي العيش، هم السبب في أن أستفيق في الصباح، وألا أنكسر وأنهار... هم ثلاثة يذكرونني دوما بجوليانو"...

فحتى لو وجدوا القاتل في نهاية الأمر هذا لن يغيّر شيئا

بينما في ردها على سؤال حول عدم الاشتباه بأحد أو تقديم الجناة للمحاكمة، فوّجهت كلمة للشرطة والسلطات الاسرائيلية والفلسطينية قائلة: "أشعر بغضب جديد لما يحدث. فأشعر أنه على ما يبدو لا أحد يكترث بما فيه الكفاية. فحتى لو وجدوا القاتل في نهاية الأمر هذا لن يغيّر شيئا من مصير جوليانو... ولكن على الأقل سنعرف حينها لماذا؟ وما حدث"؟.

لا افكر بالعودة الى مخيم جنين

وعندما سألناها اذا ما كانت تفكر بالعودة الى مخيم جنين لمواصلة مسيرة جوليانو في مسرح الحرية قالت، لائمة المجتمع الفلسطيني: "لا أفكر بذلك، ليس هذا احتمالا واردا بالنسبة لي... حتى مقتل جوليانو، حتى ينتهي هذا الجو من الصمت، من انعدام التعاون مع التحقيق من قبل المجتمع الفلسطيني في جنين، حيث قضينا خمس سنين من حياتنا وجوليانو أمضى سنين أكثر بكثير هناك، هذا ما أشعر به. أنا مخذولة جدا من أنه على ما يبدو لا أحد يهتم بالأمر أبدا"...

كنا نرغب برؤية طلابه في مسرح الحرية هنا معنا

أما عن أعمال جوليانو التي عرض قسم منها في الأمسية فقالت في رد على سؤال حول اذا ما كنا سنرى هذا العام عمل كامل لجوليانو على المسرح قالت: "أنا سعيدة بأنه تم عرض مقطعا كان يعمل عليه، هذا ما رغبت به منذ البداية. واذا يوجد هناك عمل كامل لجوليانو أتمنى ذلك. ولكن علينا أن نجد طريقة لنحيي اعماله وأن نعلم الجيل القادم، هذا المستقبل، هذا ما كان يرغب به".. وأضافت: "كنا نرغب برؤية طلابه في مسرح الحرية هنا معنا في مسرح الميدان وأملنا ذلك حتى اللحظة الأخيرة".

حدث فجأة ولم يكن أحد يتوقع ذلك

وعند سؤالها عن آخر ما قاله المرحوم جوليانو مير خميس لها قالت جيني: "لن أقول لك، هذا أمر خاص. وليس بتلك المقولة الدراماتيكية... علينا أن نواصل حياتنا في نهاية الأمر، فهذا الأمر حدث فجأة ولم يكن أحد يتوقع ذلك... بالطبع كانت هناك مشاكل مع المجتمع في مخيم جنين، ولا ننكر ذلك، ولكنه كان قد حقق لتوه نجاحا باهرا مع "أليس في بلاد العجائب" وشاهدها الآلاف من الناس، كانت طاقات ايجابية جدا، وشعرنا أننا ننتقل لمرحلة جديدة".. ووجهت جيني كلمة أخيرة لكل محبي جوليانو قائلة: "واصلوا العمل، وأبقوا ذكراه وأعماله حية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]