شعور بالتفاؤل يعم وحدة زراعة النخاع العظمي للأولاد في رمبام. يستمرون في الوحدة باكتساب انجازات إضافية مع نسبة نجاح كبيرة ومزيد من عشرات المرضى من متلقي العلاج منذ نعومة أظفارهم على يدي الطاقم ، إذ أن الحديث يدور عن إنقاذ للحياة قد حدث الأسبوع الماضي للمرة ال-300

صورة لزوجين في يوم زفافهما على حائط ايريس بورت، منسقة زراعة الأعضاء بوحدة زراعة نخاع عظمي للأولاد في رمبام، لا تظهر الصورة التي التقطت قبل عدة أشهر أي ذكر للدراما التي حدثت في حياة العريس السعيد قبل سنوات. "هذه صورة لمتلقي العلاج عندنا" تشرح بورت بافتخار، "عندما كان في الرابعة عشر من العمر اجتاز زراعة نخاع عظمي كعلاج لإنقاذ حياته، ها هو الصبي قد كبر وأصبح رجلا، ورقص الكل قبل بضعة أشهر في زفافه.

عندما كانت فقط ابنة ستة أشهر، اضطرت أأيضا لاجتياز زراعة نخاع عظمي في الحرم الطبي رمبام. كان هذا الجواب الوحيد للمرض الوراثي الذي ولدت معه أ، مرض هدد حياتها. اليوم أربع سنوات بعدما تماثلت أ للشفاء وارتقت درب السعادة ، حقا، مثل أولاد كثر قد اجتازوا مرحلة مشابهة.

يجتاز ما يقارب 30 طفلا كل سنة زراعة نخاع عظمي في مشفى الأطفال في رمبام. أجريت زراعة نخاع عظمي للأطفال ال 300 من حيث العدد الأسبوع الماضي في رمبام . الزراعة أجريت لصبي يعاني من نقص المناعة في الخامسة عشر من عمره من منطقة الشمال. اجتاز الصبي زراعة نخاع عظمي من قريبة له عندما لم يتعد الثلاثة أشهر من العمر ، لكن نظرا لطبيعة مرضه لم تدم الفرحة إذ أنه حظي بنجاح جزئي للعلاج حيث رافق القلق من تردي الوضع مرة أخرى خطواته، بعد مرحلة إعداد الجسم للزراعة، وتبرع من قريبة أخرى هو موجود الآن في فترة انتعاش من الزراعة.

المكان الوحيد في الشمال الذي تجرى فيه زراعة نخاع عظمي للأولاد هو مشفى الأطفال الذي في الحرم الطبي رمبام، وهو أحد ثلاثة مراكز طبية يجرون العلاج في البلاد. وحدة زراعة نخاع عظمي للأطفال في رمبام، هي بإدارة د. ايرنه زايدمن، التي تعتبر من بين المخضرمين في البلاد وتعمل منذ سنة 97. الوحدة هي جزئ من قسم أمراض الدم والأورام عند الأطفال في المستشفى، المديرة بنفسها بروفسور مريم بن- هروش، تعالج المرضى الذين يقصدون المستشفى من جميع أنحاء البلاد، أساسا من منطقة الشمال، إضافة إلى مرضى فلسطينيين ومرضى من خارج البلاد. حتى اليوم اجتاز زراعة نخاع عظمي في رمبام 28 طفل فلسطيني يكونون 10% من الحالات التي عولجت في الوحدة.

الوحدة تحتوي على أربع أسرة في غرف معزولة عن باقي غرف المستشفى، لأجل الحفاظ على التعقيم ومنع التلوث. مزمع بناء وحدة جديدة وفسيحة استنادا إلى معايير متطورة في العالم في مشفى الأطفال على اسم روت ربابورت، الذي بني في هذه الأيام.

الوحدة تجري العديد من العلاجات المختلفة في إطار فعالياتها ، من بينها: زراعة من الشخص ذاته، زراعة من متبرع ملائم من العائلة، زراعة من ابن العائلة الملائم بشكل جزئي، زراعة من متبرع غريب أو زراعة من دم الحبل السري، ويتم اختيار نوع العملية حسب نوع المرض ودرجة التناسب بين المتبرع والمتلقي. في الواقع، رمبام هو المركز الرائد في البلاد والثاني في العالم، في إجراء زراعة من ابن العائلة الملائم فقط ب 50% (تناسب جزئي). أيضا، في الوحدة اكتسبوا خبرة طويلة بعلاج المرضى الذين يعانون من خلفيات طبية مختلفة: أمراض الأورام، أمراض الدم، أمراض المناعة، الأمراض الاستقلابية وغيرها. قسم أمراض الدم والأورام لدى الأطفال في رمبام، الذي في إطاره تعمل وحدة زراعة النخاع العظمي، يفتخر بانجاز نسبة 82% نجاح في الشفاء من مرض السرطان بين مرضاه.

وفقا لما قالت د. ايرنه زايدمن، مديرة الوحدة، كل يوم هو تحد جديد: " نحن نعالج طيفا واسعا من الأمراض، باستخدام تقنيات مختلفة. هذه المعطيات تضع الوحدة في مكان بارز من حيث الممارسة الطبية في رمبام. لحسن الحظ، تثمر العلاجات هذه العديد من النجاحات.

يحسب على طاقم الوحدة د. ايرنه زايدمن، مديرة الوحدة، د. عبد الله خليل، متخصص أمراض دم وأورام لدى الأطفال، ايريس بورت، منسقة زراعة، طبيب يتخصص، وهيئة التمريض المهنية بما في ذلك ممرضات مع العديد من سنوات الخبرة في هذا المجال، ترأسها روت أوفير. ويقع ضمن مسؤوليتهم توفير رعاية متعددة التخصصات واهتمام شخصي لكل مرضى الوحدة ، بمساعدة فريق متعدد التخصصات لقسم أمراض الدم والأورام لدى الأطفال لسنوات.

العلاقات التي نسجت على مر السنين بين الطاقم الطبي والمرضى وعائلاتهم صاحبت رباطا خاصا: " المريض الأصغر لدينا كان في شهره الثالث والأكبر كان في سن21"، تقول د. زايدمن، "غالبا ما نلتقي المرضى عندما يكونون أطفالا ونجتاز معهم ومع عائلاتهم مرحلة ليست بالسهلة من نواح كثيرة. في كثير من الحالات، هذه المرحلة قد تستغرق سنوات، ومع مرور الوقت يصبح هؤلاء الأطفال أبناء لنا جميعا".

وفقا لإيريس بورات، الطاقم الطبي هو سند كبير للعائلة، يجب التذكر قبل كل شيء أن الحديث يدور عن خطوة ليست بالأمر السهل، خاصة عند الحديث عن الأطفال. كمنسقة زراعة الأعضاء أنا مسؤولة عن إعداد الطفل والعائلة قبل عملية الزراعة وفي أعقابها. أنا عنوانهم للتفسيرات والمعلومات، الأسئلة والمشكلات التي بمكن أن تنشأ في أي مرحلة من المراحل على طول الطريق. هذا في الواقع جزء أساسي من عمل الطاقم الطبي، الذي يساعد العائلة على تحدي الهموم والمخاوف، فضلا عن الألم الجسدي، والفحوصات والإجراءات الطبية.

لكن، في نهاية المرحلة، عندما تنجح الزراعة يبدو أن كل شيء يتضاءل. "نحن نرافق هؤلاء الأطفال من الطفولة إلى مرحلة البلوغ"، تلخص بورت، " هم معنا طوال محطات مختلفة في الحياة: طفولة، سن البلوغ، أعياد الميلاد، فترة التجنيد للجيش، زفاف، إنجاب أطفالهم... ، نتابعهم طوال سنين لكي نعرف أن الزراعة حقا نجحت وأن الطفل قد تعافى من مرضه. انه شعور رائع وسعادة جمة لرؤية طفل عالجته عندما كانت حياته في خطر، والآن يتقدم وينمي حياته".

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]