أطلق مستشفى الناصرة الانجليزي، قبل عدة أسابيع، حملته الهادفة لتجنيد التبرعات من أجل الإسراع بافتتاح قسم القسطرة، ليكون أول قسم قسطرة في مُستشفيات الناصرة الثلاثة، ويتراوح المبلغ المطلوب جمعه نحو 5 ملايين شيكل، إذ نجح المستشفى قبل هذه الحملة بتجنيد مليون شيكل تقريبًا، وذلك من خلال تبرعات المؤسسات المختلفة. ولأن المُستشفى يطمح لافتتاح القسم خلال العام الحالي، وبسبب شُح الميزانيات وقلة الجهات الداعمة، وضرورة إتمام بناء هذه الوحدة والعمل فيها لحاجة المجتمع لها، فقد تقرر إطلاق حملة دعم تساهم في تجنيد الأموال "من القلب إلى القلب"، من خلال التبرع بمبلغ ( 10) شيكل، عند إرسال رسالة نصية تحتوي على العدد 10 إلى الرقم " 1890"، بحيث تكون عملية التجنيد على المستوى الاجتماعي وبمتناول الجميع.

قسطرة قلب سريعة تنقذ الحياة!

يُستدل من الإحصائيات التي عممها المستشفى الإنجليزي، أن نسبة أمراض القلب في المجتمع العربي هي الأعلى في البلاد، ويصل معدل عمر المرضى الذين يدخلون إلى مستشفيات الناصرة، إلى ما يقل بـ 8 سنوات عن معدل عمر مرضى القلب على مستوى البلاد.

رغم هذه المُعطيات الخطيرة، إلا أنه وحتى هذه اللحظة ليس هنالك قسم للقسطرة في أي مستشفى في مدينة الناصرة، لذلك جاءت فكرة دعم وحدة العلاج في المستشفى من خلال جمع التبرعات.

عن القسطرة وسُبل علاجها..

للحديث عن هذا الموضوع، التقت مُراسلة موقع "بُـكرا" مدير قسم القلب في مستشفى الناصرة الانجليزي، الدكتور محمد عُمري المُختص بأمراض القلب، الذي تحدث قائلاً: "تُعتبر القسطرة إجراءً يقوم به الطبيب المختص للمرضى الذين يعانوا في الدرجة الأولى من أمراض في شرايين القلب، وهي الأكثر انتشارًا لمعالجة من يعانون من أمراض شرايين القلب. ومن خلالها تتم أيضًا معالجة صمامات القلب، اضطرابات الإشارات الكهربائية، ونبض القلب. كما يُمكن معالجة المرضى الذين يعانوا من أمراض في شرايين الدماغ من خلال القسطرة، وكذلك مرضى شرايين الأطراف والكلى.

وأكد عمري أنه من المُهم جدًا، أن يكون لدينا قسم قسطرة في مستشفى الناصرة الانجليزي، لأن مجتمعنا بحاجة له من أجل علاج هذه الأمراض.
القسطرة هي عملية يتم خلالها إدخال "سلك" إلى داخل الشريان، وعن طريقه نصل إلى الشريان الرئيسي في القلب، وإلى الشرايين التاجية، التي تتواجد بها الإشكالية التي تُسبب النوبات القلبية. وتظهر هذه المُسببات من خلال التصوير الإشعاعي واستخدام صبغات خاصة تُساهم في كشف مكانها، حيث تُظهر الشريان وتكشف إذا ما كان يُعاني من انسداد فيه، وكما هو معلوم، فإن النوبة القلبية عبارة عن انسداد مُفاجئ لأحد الشرايين التاجية، ودورنا خلال العملية هو القيام بفتح هذا الشريان، وهكذا تتم مُعالجة المريض.

تشخيص الحالة..

بالنسبة لتشخيص الحالة المرضية، المتعلقة بالنوبة القلبية، أشار د. عُمري، إلى أن المريض يُعاني من أوجاع في صدره، وتظهر علامات النوبة القلبية- وهي بالإضافة إلى أوجاع الصدر، يشعر المريض بضيقٍ في النفس، والتعرُق، والشعور بالغثيان. ونوه د. عمري، إلى أنه ليس من الضرورة أن كل شخص يُصاب بهذه العلامات، سيُصاب حتما بالنوبة القلبية. لكن هذه العلامات تدفعنا لإجراء الفحوص اللازمة للمريض حتى يتم تشخيص حالته من خلال فحص تخطيط القلب، وفحص الإنزيمات في القلب. وبعد تشخيص وإثبات العلامات، يتم علاج المريض بواسطة الأدوية الملائمة لوضعه الصحي، وفي حال كانت حالته بحاجة إلى عملية قسطرة فسيتم إجراؤها بشكل فوري، لأن عامل الزمن في علاجات القلب مُهم جدًا، وخاصة في الحالات المُستعجلة.

وأشار د. عُمري، إلى أنه - ومن خلال البحث الميداني على مستوى البلاد – قد تبيّن أن نسبة الإصابة بأمراض القلب في المجتمع العربي هي الأعلى نسبة لعدد السكان في البلاد. كما أن جيل المصابين بأمراض القلب العرب أقل عُمرًا من المُصابين اليهود والمجتمعات الأخرى في البلاد.
وفي ما يخص نسبة المرضى المتعالجين في مستشفى الناصرة الانجليزي، فإن الأرقام لا تُعبر عن الوضع الحقيقي في الناصرة، لأن هُناك الكثيرون من المرضى الذي يُعانوا من أمراض القلب وبحاجة إلى القسطرة يتم توجيههم إلى المستشفيات الأخرى والتي لديها وحدة قسطرة، ويصل لدينا خلال العام نحو 500 مريض بحاجة إلى عملية قسطرة. لكن هذا الرقم سوف يتغير عندما يتم افتتاح وحدة القسطرة في المستشفى، وتوجيه المرضى إليها. لهذا كله يجب الإسراع بافتتاح قسم أو وحدة القسطرة في مُستشفى الناصرة الانجليزي، كون مجتمعنا بحاجة ماسة لها.

عن حملة التبرعات..

وأخيرا، أكد د. عُمري، أن هذه الحملة هامة جدًا، إذ توعي الناس لأهمية التبرع لخدمة مجتمعهم: "الكثيرون قاموا بالتبرع، والكثيرين وعدوا به. أدرك أن مُجتمعنا خيّر ومعطاء، قُمنا بالتوجه إلى الكثير من المؤسسات والشركات التي تعود ملكيتها لأبناء مجتمعنا العربي، وقد أكدوا على مُساهمتهم. وبالنسبة للاتصال إلى رقم (1890) كُل عشرة شواقل، تُساهم في الاقتراب من افتتاح وحدة القسطرة في المستشفى، ونحن كطاقم وإدارة في المستشفى نشكُر من قام وساهم ودعمنا في هذه الحملة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]