أشارت نتائج الأبحاث الأخيرة في مجال الصحة النفسية في بلادنا الى أن المشاكل النفسية التي يعاني منها السكان العرب أكبر بكثير منها عند اليهود، ولكن على ما يبدو أن أبناء مجتمعنا يرفضون التوجه لتلقي العلاج.

وأوضحت النتائج أيضًا الى أن الضائقة النفسية لدى الجماهير العربية في اسرائيل أعلى بكثير منها لدى الجماهير اليهودية، حيث أن مجتمعنا العربي يشهد ضعفي محاولات الانتحار التي يشهدها الوسط اليهودي، وبالأخص بين النساء والفتيات العربيات.

24,4 محاولات انتحار لكل 100 ألف نسمة

هذا ويتضح من النتائج التي وردتنا أن هناك فرق كبير في تعامل المجتمعات المختلفة مع ضائقات نفسية شتى والإحباط، إذ سُجّلت في مجتمعنا، خلال السنوات الأخيرة، ضعفي محاولات الانتحار منها في المجتمع اليهودي، وتحديدا، 11 محاولة انتحار لكل 100 ألف نسمة في المجتمع اليهودي، بينما في المجتمع العربي وصلت النسبة الى 24,4 محاولات انتحار لكل 100 ألف نسمة.

ولمتابعة هذه النتائج ومحاولة اكتشاف أسبابها تحدثنا مع الأخصائي النفسي د. سامي حمدان الذي أكد لنا خلال الحديث معه أن محاولات الإنتحار بالمجتمع العربي هي بالفعل أكثر منها في المجتمع اليهودي، غير أن أبناء مجتمعنا يخفون أي محاولة إنتحار ويمنعون أهل الإختصاص من المعرفة بأمرها، لأن التنشئة الإجتماعية والعادات والقيم تمنعهم من التصريح بما حدث خشية من الفضيحة أو أي مفهوم إجتماعي مشابه.

الاكتئاب هو القاتل...

تابع د. سامي قائلاً:"إن أهم الأسباب التي تدفع الشخص للإقدام على خطوة كالإنتحار هي أسباب كثيرة لعل أساسها الإكتئاب واليأس، فالإكتئاب الذي يعد مرضًا نفسيًا قابلاً للعلاج يصيب المراهقين والشباب بشكل أكبر من الأشخاص ذوي المراحل العمرية الأخرى وبما أن فكرة التوجه إلى عيادة المعالج المختص بالصحة النفسية يعد أمرًا غير مقبول إجتماعيًا فإن المصاب يفضل عدم الكشف عن الأمر وبالتالي فإن مراحل الإكتئاب تتطور وتتحول إلى يأس وهي الدرجة المقلقة التي تدفع الشخص لأخذ قراره بالإنتحار..."

وأضاف:"لا بد من التأكيد على أهمية مراقبة أبنائنا وبناتنا ونشر الوعي بينهم بهذا الخصوص، حيث يميل المراهق المصاب بالإكتئاب إلى تكرار الكلام الذي يدل على فقدانه الأمل بهذه الحياة وإلى ممارسته نشاطات تدل على الأمر نفسه كاستماعه لأغنيات تميل إلى وصف واقع حزين أو طريق مسدود، كما يميل الشاب المكتئب إلى التحدث عن الموت بكثرة وبنظرة فلسفية إضافة إلى ميله للإنطواء والجلوس وحيدًا بعيدًا عن الناس وتعبيره عن كل المواقف الحياتية بعصبية."

اختتم د. سامي حديثه بقوله أن علينا التركيز على أبنائنا الشباب ومراقبة تصرفاتهم بحذر واهتمام في آن واحد لتفادي وصولهم إلى مرحلة خطرة لا رجعة منها...".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]