استدعي عدد كبير من اهلنا الكرام مؤخرا الى فرع البريد المحلي لاستلام اشعار بدفع ضريبة التلفزيون عن سنوات سابقة، والتي تبلغ آلاف الشواقل لكل منزل. شبّه أصدقائي الحملة بحملة عسكريه تستدعي الاستنفار العام، فكل من رأى منّا صناديق البريد وشباك استلام البريد المسجل خاف على نفسه من أمر تجنيد عسكري يدعو المواطنين الى الحضور فورا الى دائرة التجنيد لمواجهة العدو الغاشم.
القانون الاسرائيلي يلزم كل من يملك "جهازًا لاقطًا" بدفع ضريبة تعادل في أحيان كثيرة سعر هذا الجهاز، وهكذا يضطر المواطن أن يدفع سعر تلفازه مرة كل عام!.
ولكن ما هو المقابل؟؟؟ يتساءل أصدقائي: ماذا نجني من الضريبة؟ على ماذا نحصل عندما نهدي الحكومة الرشيدة ثمن تلفاز كل عام؟ الإجابة هي: لا شيء. فيتساءلون: وإذا امتنعنا عن الدفع ماذا يحصل؟ الإجابة هي: غرامات تأخير، حجوزات بنكية وحجوزات على العقارات والمنقولات. إذا لم تكن هذه ضريبة خاوة كالتي يفرضها قطاع الطرق واللصوص على الناس فما هي الخاوة إذا؟؟؟
بالاطلاع على نص القانون وأوامره التنفيذية، يمكنني الجزم بأن للعرب النصيب الأكبر من الدفع والخسارة، حيث يعفي القانون شريحة الجنود معدومي الأهل من الضريبة، أضف إلى ذلك أن الحكومة تمنح تخفيضًا جزئيًا للمشافي وبيوت النقاهة والفنادق التي يملكها اصحاب رؤوس المال، وتعفي من الدفع شرائح عديدة مثل رئيس الدولة، عاملي الأمم المتحدة، الدبلوماسيين، كما وهنالك إعفاء للقادمين الجدد (لمدّة سنتين).
سلطة البث وبواسطة محاميها تستغل القانون لتربح آلاف الشواقل على حساب المواطن البسيط، وتذيقه الأمرّين في حال تخلف عن الدفع، وفي المقابل فإن القنوات التلفزيونية الإسرائيلية الرسمية هي ملك لآلة الدعاية الصهيونية التي تصوّر العرب كحطابين وسقاة ماء في المجمل وكاستعراضيين وبهاليل يشاركون في البرامج الترفيهية لتسويق ادعاء "المساواة في أفضل حال".
بلداتنا العربية تذكر في القنوات الرسمية الإسرائيلية فقط في حال حدوث جرائم قتل أو سرقات، وفي ذلك محاولة لإظهارنا كمجتمع عنيف منغلق على نفسه يفتك ببعضه ويتهرب من المسؤوليات. وفي هذا المضمار فاجئني صديق لي خفيف الظل بقوله ان ام الفحم مثلاً تذكر كل يوم في نشرات (احوال الطرقات),وهو يحاول ان يصطنع ازمة سير في شارع 65 احياناً ليذكر اسم المدينه في الراديو في ساعات الذروة .
معظم العائلات في وسطنا العربي هي عائلات محدودة الدخل، وتعتمد على معيل واحد. المعطيات الرسمية تفيد يأن العرب يشكّلون الطبقة المسحوقة الأكبر في أرض السمن والعسل.
ويبقى السؤال: ما العمل؟؟؟ الأمر بحاجة إلى نضال شعبي مدروس يضع النقاط على الحروف ويواجه اللصوص وجباة الخاوة من طعام أطفالنا، نحن بحاجة الى ان نقف وقفة رجل واحد امام هذا الظلم وسرقة عرقنا في وضح النهار وعلى رؤوس الاشهاد.
علينا أن نتّحد في موقفنا، وأن نضع إستراتيجية محكمة لمواجهة هذا الظلم، والنضال القضائي والقانوني لا يكفي وحده.
بداية اقترح على المتضررين ان يكتبوا جملة وان يرسلوها بالبريد لسلطة البث مطالبين بوقف هذا الظلم والإجحاف، كبداية لانطلاق النضال.
عنوان سلطة البث: شارع شماي 16 .ص.ب.849 ميكود 94631
يمكن الإرسال إلى الناطق الرسمي باسم سلطة البث عبر البريد الالكتروني [email protected]

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]