ما زالت أصداء العودة عن نيّة لجنة المتابعة زيارة عميد الأسرى العرب صدقي المقت تثير ردود فعل ولم ينزل الموضوع عن صفحات صحافة نهاية الأسبوع. هذا الموضوع من الأهميّة بمكان كي يستأهل موقفا، تأخرت بإصداره محاولا استشفاف حقيقة الأمور خصوصا وأن الإعلام ببعضه ضخّم الأمر معطيا إياه أكبر من حجمه فكان لا بدّ أولا من الاتصال بالمعنيين.

رموز الحركات الإسلاميّة عندنا في الداخل وبالذات الشيخ رائد صلاح كانت "من أهل البيت" في الجولان، وبيت صدقي المقت بالذات كان "مصلّى" للشيخ رائد صلاح وتصادف وجودي مرّة حين أدى الشيخ رائد صلاته في هذا البيت. صدقي المقت هو ليس أسيرا سوريّا جولانيا وحسب هو عميد الأسرى العرب، وعندما زرته في سجنه وبعيد خروجه من الحبس الانفرادي طرح أمامي مظالم الأسرى بدء بغزّة والضفة مرورا بال48 وانتهاء بالجولان وبالكاد ذكر نفسه.

بغض النظر عن الموقف الذي اتخذته الحركات الإسلاميّة من الأزمة السوريّة وليس سرّا أن لنا معها نقاشا حادّا حول ذلك هنا في ال48 ولكن هذا لا ينتقص من مواقفهم الوطنيّة، وليس سرّا أن القطاع الأوسع في الجولان، وهو القطاع الذي كانت تربطه بالشيخ رائد مودّة خاصّة، هو مع القيادة السوريّة ضدّ العدوان، والأسرى المحررون مؤخرا جميعهم هم كذلك، والقطاع الآخر في الجولان، المعارض اليوم، لم تكن له أية علاقات تقريبا مع الحركة الإسلاميّة عندنا.

بناء على ما تقدّم:

أولا: حقيقة هي أنه لم يتوجه أو يصل وفد ورُفض استقباله كما فُهم من بعض وسائل الإعلام. ما كان وبغض النظر عن صحة الموقف من عدمها، هو الرّد على اتصال لجنة المتابعة : " أنه مرحّب بكم ولكن خذوا بالاعتبار أن الظرف الجماهيري غير مهيء لاستقبال شخصيات محددة لها مواقف ضدّ بلدنا".

ثانيا:ِ مع هذا لم يكن أي داع لخلط الأوراق وكان على الجولانيين استقبال أي وفد يقوم بواجب التهنئة بغض النظر عن تركيبته فسياسيّا هذا الأصح واجتماعيا هذا الأصح، وكانوا يستطيعون إذا دعت الحاجة حتى نقاشهم في الموضوع أو جعل المناسبة حواريّة. القيادة السوريّة نقشت على علمها ومنذ تموز ال-2011 الحوار طريقا، والحوار مطروح اليوم بقوة أكبر، والحوار هو ليس حوارا إن لم يكن مع من تختلف وإياهم حتى وإن اشتد الخلاف.

ثالثا: استقبال وفد تهنئة وفي مثل هكذا مناسبة وإن شمل أناسا لا رضا لك عن موقفهم الفكري أو السياسي ليس انتقاصا من موقفك لا بل ربّما يكون فيه تعزيز لموقفك، خصوصا والحديث يدور عن حركات لا أعتقد أنّ مواقف غالبيتها كوادر وقيادات، تعدّت الخطوط الحمراء في الموقف من سوريّة كما يراها هذا القطاع من الجولانيين.

رابعا: على الجولانيين كما قيادة لجنة المتابعة إعادة النظر في الموقف والموقف المقابل، العدوان على سوريّة سينتهي وطبعا نحن واثقون أنه سينتهي لصالح سوريّة الموقع والموقف، وسيعود إلى الواجهة الصراح الحقيقي لنا في مواجهة الصهيونيّة والغرب ومشروعهما للمنطقة وفي ناصيتها فلسطين، وسنجد أنفسنا جولانيين وطنيين وفلسطينيين وطنيين في متراس واحد.

خامسا (هذا البند أضفته للبيان بعد تحضيره وقبل توزيعه إذ جرت بين وبين زيارة تهنئة غير متوقعة): مركبات لجنة المتابعة دون استثناء زارت الأسير صدقي المقت وآخرها وفد "التجمع" وبغض النظر عن شكل وطريقة وصول هذا الوفد (كبسة) فقد ضمّ شخصيّات موقف القيادات الإسلاميّة كثيرا أفضل من موقفها واستقبل بناء على العادات العربيّة ونوقش في موقفه. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]