التقى مراسل موقع بُـكرا مع د. توفيق أبو نصرة الذي يعمل طبيب نفسي للبالغين والعجائز- الذين يعانوا من أمراض الكبر في السن مثل الزهايمر والإصابات الدماغية التي تؤدي إلى فُقدان الذاكرة أو التغير بالتصرفات عند كبار السن، فوق جيل (65) عامًا. ويعمل في مستشفى العائلة المقدسة في الناصرة " النمساوي"، ومستشفى بوريا ومستشفى صفد.

وأشار د. أبو نصرة أن معدل أعمار الكبار في السن " فوق (65) عامًا"، تصل إلى 3% من مجمل عدد المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، لأن المجتمع العربي معظمه من الأجيال الصغيرة.

وقال أن 10% من بعد جيل (65) عامًا يبدأ مرض الزهايمر- ما يُعرف بالخرف، يتكاثر، وقال أن مجتمعنا العربي لا يُلاحظ منذ البداية التغيرات التي تحدث عند الكبار في السن، إلا من بعد عامين من إصابته بأمراض الشيخوخة يبدأ المحيطين باكتشافها- من حيث الذاكرة، ووضع الأغراض والتصرفات، والمزاجية، بالإضافة إلى تكرار والعودة على نفس الفعل أكثر من مرة. وأكد أنه من غير المفضل أن يُداري المحيطين هذا الأمر، بمقولة " كبير بالسن"- لأنه ليس من المفروض أن ينسى الشخص الكبير في السن بشكل كبير، أو يتصرف تصرفات غير لائقة لعمره وبشخصيته، وفي حال قمنا بمراقبته أو معالجته بالشكل الصحيح، نكون قد ساعدناه.

كما وتحدث د. توفيق عن عدد حالات المحاولة للإقدام على الانتحار الكثيرة التي قام بمعالجتها والإشراف عليها كطبيب خلال عمله في المستشفى إذ يُصادفهم في غرفة الطوارئ، مُشيرًا أن معظم الحالات التي تصل إلى غرف الطوارئ، هم من أقدموا أو حاولوا الانتحار.
وقال يُستدل من الإحصائيات الأخيرة لمنطقة لواء الشمال، أن 4 محاولات للانتحار في المجتمع العربي تواجهها محاولة انتحار واحدة في المجتمع اليهودي، وهذا الأمر مقلقًا جدًا، لأنها متزايدة وهناك خوف من أن تنتشر في المجتمع، مشيرًا أنه قبل عدة عقود بالكاد كنا نسمع عن حالة واحدة في المجتمع العربي.

وقال أن 300% تزداد محاولات الانتحار في المجتمع العربي وهي أضعاف المجتمع اليهودي، على الرغم من أنه نسبة السكان اليهود المنتحرين أكثر ( بسبب كثافة السكان)، لكن الفرق بعدد الأشخاص المحاولين والمنتحرين ضئيل، وهُناك تخوف من أن تزداد نسبتهم في المجتمع العربي في إسرائيل!

المجتمع يخجل من زيارة الطبيب النفسي!

وقال د. توفيق أن عدد الأطباء النفسيين العرب في البلاد ضئيل، لكن باستطاعتهم تقديم الخدمات لأبناء مجتمعنا، وقال أن الأشخاص الذين يصلوا للعلاج من مجمل عدد المرضى النفسيين يصل إلى 7%، وهم المداومين على زيارته، بالمقابل تصل نسبتهم في المجتمع اليهودي إلى 22%، وقال أن مجتمعنا مستعد لأن يذهب " للفتاح/ ة" أو للعلاج الديني بدلاً من الذهاب إلى الطبيب النفسي، مُشيرًا أن هناك بعض الرجال الدين مثقفين ولديهم وعي يقوموا بتوجيههم للطبيب النفسي لتلقي العلاج.

وأشار أن 70% من الحالات النفسية يتوجهون في البداية إلى العلاج الاجتماعي " نصائح من الأقارب والأصدقاء"، والعلاج الديني وزيارة " الفتاح/ة"، وفي الطبع أن لا أحد منهم يستطيع أن يقدم له العلاج والدواء المناسب، ربما يُخفف عنه لكن لا يُعالجه. وخاصة في حالات الانفصام وحالات القلق، والاكتئاب ومحاولات الانتحار التي بحاجة إلى طبيب نفسي.

ونوه في حديثه أن معظم محاولات وحالات الانتحار ناتجة عن اكتئاب عميق، يُصيب المريض. ناهيك عن الوضع الاجتماعي والعائلي، وقال أن 15% من الحالات الاكتئابية تحاول الانتحار! وأن نسبة 25% على مستوى دولة إسرائيل يعانوا من الاكتئاب النفسي، من بينهم 50% يحاولوا الانتحار، ونسبة قليلة تنجح بذلك!

وقال أن معظم حالات الاكتئاب مرتبطة بالوضع الاقتصادي والمادي والاجتماعي للفرد والتغيرات فيها. كما تحدث عن الكثير من الحالات المرضية التي تصادفه خلال عمله التي يُعاني منها المريض من ألم جسدي في مختلف أنحاء جسمه، لكن دون أي ضرر عضوي، ويعود ذلك لحالته النفسية المكتئبة ويظهر ذلك بشكل كبير عند النساء، التي تكون بالأساس ناجمة عن مشاكل عاطفية وعائلية واجتماعية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]