يعتبر قصر القامة لدى الأطفال أو تأخر النمو الطولي من أكثر الظواهر شيوعاً بين الأطفال وأبلغها تأثيراً في نفوسهم. ويعتبر الاكتشاف المبكر لهذه المشكلة وعلاج الأسباب المؤدية إليها مؤثراً إيجابياً على صحة الطفل ومستقبله.
أن الطول الطبيعي للطفل قد يختلف باختلاف العوامل الوراثية والبيئية والجسدية كبنية الجسم وتكوينه ويمكننا بصورة عامة القول بأنه عادة ما يكون طول الطفل بعد الولادة 50 سم ويتراوح من 46 سم – 54 سم ويزيد طول الطفل حوالي 25 سم في السنة الأولى من عمره و 12 سم في السنة الثانية وبعد ذلك يكون معدل الزيادة في الطول حوالي 5-7 سم في السنة الواحدة حتى مرحلة البلوغ التي تكون فيها زيادة الطول .
تعريف قصر القامة:
من طوله اقل من المعدل الثالث المئوي على مخطط النمو
أسباب قصر القامة لدى الأطفال
يمكن تقييم أسباب قصر القامة لدى الأطفال إلى قسمين رئيسين:
أسباب غير مرضية (غير عضوية)
أسباب مرضية (عضوية)
وتشكل الأسباب الغير مرضية القسم الأكبر من أسباب قصر القامة لدى الأطفال حيث أنه قد يندر أن يكون وراء تأخر الطفل الطولي سبب عضوي أو مرضي. فتلعب العوامل الوراثية كطول الأبوين أو طول أفراد العائلة أو العوامل الجسدية كبنية الجسم وتكوينه وبداية البلوغ دور أساسياً في مستوى نمو الطفل وطوله المستقبلي عند البلوغ.
(1) أسباب عائلية,(familial short stature) بمعنى أن يولد الطفل لأبوين قصيري القامة وفي هذا الحالة يكون النمو طبيعيا ولا يعاني الطفل من مشكلات طبية وتظهر عليه علامات البلوغ في نفس الوقت الذي تظهر فيه على أقرانه. ويصل إلى الطول النهائي للعظام في نفس العمر المتوقع.
(2) تأخر البلوغ (constitutional delay of growth and development) وهو تعبير يطلق على الأطفال الذين ينمون بشكل طبيعي ولكن يكون هناك تأخر في الوصول للطول النهائي للعظام وتأخر للبلوغ أيضا.
ويكون الطول النهائي لهؤلاء الأطفال طبيعيا مقارنة بأقرانهم وأفراد عائلاتهم ولكنهم يكونون أقصر من أقرانهم في فترة ألبلوغ وكذلك تتأخر ظهور علامات البلوغ عليهم سواء كانوا ذكورا أو إناثا.
وبالرغم من أن الأسباب المرضية (العضوية) تشكّل القسم الأصغر من أسباب قصر القامة إلا أنه ينبغي الكشف المبكر لها وبالتالي علاجها حتى لا تؤثر سلباً على نمو الطفل ومستقبله. وتضم هذه الأسباب ما له علاقة بـ:
(1) أمراض الجهاز الهضمي والكبد وسوء ألتغذية
(2) أمراض الكلى ألمزمنة
(3) التهابات الجهاز التنفسي المتكررة وأمراض القلب وما يصاحبها من نقص في الأكسجين تلعب دوراً رئيسياً في التأثير على مستوى طول
(4) اضطرابات الغدد ألصماء وتضم نقص هرمون النمو الذي يفرز من الغدة النخامية ونقص هرمون الغدة الدرقية أو زيادة إفراز الغدة الكظرية أو الأمراض التي تصيب منطقة الغدة النخامية وتعتبر كل هذه من المسببات لنقص التسارع الطولي وعادة ما يصاحبها زيادة في الوزن.
(5) اختلال الكر موسومات (الصبغات الوراثية) والعيوب الخلقية وبعض المتلازمات كمتلازمة داون وتيرنر وغيرها من المتلازمات التي يكون قصر القامة أحد علاماتها.
• (6) 15% من الاطفال الذين يولدون بوزن اقل من الوزن الملائم لسن الحمل Small for Gestational Age يشكون من نقص في التزايد الطولي و من ثم قصر القامة.
• (7) قصر القامة لأسباب غير معروفة Idiopathic short stature
هرمون النمو
هرمون النمو البشري HGH هو بروتين وحيد السلسلة مكون من 191 سلسلة الأحماض الأمينية مع الوزن الجزيئي لحوالي 22 كيلو دالتون (كيلو دالتون). يتم تحريرها في مجرى الدم من قبل خلايا somatotrope في الغدة ألنخامية و له العديد من الوظائف في النمو الكلي لخلايا الجسم ألبشري تكون مستوياته في أعلاها أثناء مرحلة ألطفولة و تنخفض المستويات مع التقدم في العمر. تأثير هرمون النمو GH في دعم عمليات النمو واسع جدا فهو يدعم نمو العظام والعضلات ألهيكلية النسيج الضام، والأعضاء الداخلية. كما أنه يدعم عمليات التمثيل الغذائي للبروتين الكربوهيدرات، الدهون والمعادن.
سوموتروبن Somatropin هو نسخة اصطناعية من هرمون ألنمو فهو يصف الدواء الصيدلي على وجه التحديد هرمون النمو البشري HGH التي تم توليفها مع استخدام تكنولوجيا الحمض النووي المؤتلف recombinant DNA technology. سوموتروبن Somatropin rhGH هو بيولوجيا يعادل هرمون النمو البشري hGH المنشأ في الغدة النخامية.
نقص هرمون النمو عند الاطفال يسبب :
- قصر القامة
- ضعف في النمو
- التشوهات الخلقيّة
- تأخر النضوج الجنسي
اما عند البالغين فيتسبب نقص هرمون النمو والذي يعد نادر الحدوث وتظهر اعراضه على شكل سمنة يُرافقه نقص في كتلة العضلات.
ما هى طريقة التشخيص
يعتمد التشخيص في المقام الأول على أخذ تاريخ مفصّل للمشكلة المرضية ويشمل ذلك التعرف إذا ما كانت هناك أعراض تخص الجهاز الهضمي أو التنفسي أو غيرها من الأجهزة. أيضاً يجب ملاحظة تغذية الطفل ومقدارها وتنوعها وحساب دقيق لمقدار السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل.
اما عن الموءشرات لنقص هرمون النمو فهي:
• الطفل القصير لوالدين ذوي قامة طبيعية.
• افراد في العائلة قصيري القامة
• طول اقل من معدل الثالث المئوي على مخطط النمو
• بطئ التزايد الطولي
• تم نفي اي سبب اخر لقصر القامة
• تأخر في عمر العظام
يتم التشخيص النهائي على اساس ضعف الاستجابة بالاختبارات المحرضة لإطلاق هرمون النمو بمعدل منخفض من 7.5 نانوغرام/مليلتر في اختبارين مختلفين
ما هى طرق وكيفية العلاج
علاج قصر القامة يعتمد على معرفة السبب. فإن كان السبب وراثياً أو عائلياً فقد يصعب التدخل الطبي لحل هذه المشكلة ويقتصر العلاج على المتابعة. أما إن كان السبب عضوياً فعلاجها يكون بعلاج العضو المصاب كعلاج أمراض الجهاز الهضمي أو الكبد أو غيرها.
أما إذا كان السبب هو نقص أو اضطراب في إفراز أحد الهرمون فيكون العلاج بتعويض الطفل الهرمون المفقود.
يتم العلاج بحقن هرمون النمو المصنع GH recombinant يوميا تحت الجلد بكمية تتراوح ما بين 0.025-0.04 ملغرام/كيلوغرام يوميا
ما السن التي يمكن فيها معالجة هذه المشكلة؟
يعتبر الكشف المبكر في غاية الأهمية بالنسبة إلى الطفل المصاب بقصور هرمون النمو.
لذلك للحصول على نتائج فضلى، من الأفضل اكتشاف المشكلة في سن صغيرة نسبياً والبدء بمعالجتها في مرحلة مبكرة.
علماً إن القياسات السنوية الدقيقة التي يجريها الطبيب ووضع رسم بياني لنمو الطفل تساهم بكشف إصابة الطفل بقصور النمو ومعالجته قبل أن تنصهر العظام لأنه عندها يتوقف نمو الطفل.
العوارض الجانبية للعلاج بهرمون النمو:
• ورم دماغي كاذب Pseudo tumor cerebri وهو أشيع عرض جانبي للمرضى الذين لديهم قصور كلوي مزمن وفي نقص هرمون النمو ولوحظ أيضا في اللواتي لديهن متلازمة ترنر
• زيادة في انزلاق مشاشة رأس الفخذ slipped capital femoral epiphysis
• اضطراب في وظيفة الغدة الدرقية
• اضطراب تحمل السكر IGT
• انحناء العمود الفقري Scoliosis
• لا يوجد معلومات تؤكد وجود ترافق أو زيادة خطر حدوث اللوكيميا أو الأورام الأخرى ولكن كاحتياط يجب عدم استخدام هرمون النمو في الأشخاص المشخص لديهم أورام خبيثة أو حميدة لاحتمال نمو الورم نظريا او تكرره
الحالات المصرح بها اعطاء هرمون النمو في اسرائيل لسنة 2012:
أ) نقص في افراز هرمون النمو
ب) متلازمة ترنر Turner syndrome
ت) فشل كلوي مزمن
ث) متلازمة بردرولي Prader Willi syndrome
ج) الاطفال الذين يولدون بوزن اقل من الوزن الملائم لسن الحمل Small for Gestational Age ذوي القامة القصيرة والذين اعمارهم ما فوق 4 سنوات
ح) بالغ مع نقص في افراز هرمون النمو
بالإضافة للحالات المذكورة اعلاه مصرح في الولايات المتحدة اعطاء هرمون النمو لقصري القامة لأسباب غير معروفة Idiopathic short stature.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
lahbala wa asbabouha
عضام الطفل
د . خالد عمارة استاذ جراحةعظام الاطفال يكتب على صفحته لعيادة العظام: الركبه في الاطفال يحيط بها مركزين للنمو. مركز فوق و آخر اسفل الركبه و هذه المراكز مسؤوله عن زيادة الطول بسرعة حوالي 6-8 مللي متر في السنه و هذه المراكز يجب ان تنمو بصورة سليمه و متساويه كي لا يحدث أي اعوجاج بالساق او الفخذ او الركبه فيما يسمى الروحاء او التصاق افخذين .. ألى اخرة من التشوهات و اعوجاج الطرف السفلي. و من الاسباب التي قد تؤثر على نمو هذه المراكز ان يصاب جزء من المركز بمرض مثل التهاب او اورام او كسر مما قد يؤدي الى ان ينمو جزء بسرعة بطيئه و جزء بسرعة اعلى فينتج عنه اعوجاج. و ايضا هناك مرض بلاونت الذي يتسبب في نفس المشكله بسبب عيب في مركز النمو اعلى عظمة الساق و بالتدريج قد يؤثر على الفخذ ايضا. و من ناحية اخرى هناك امراض قد تدمر المركز كله مما يوقف النمو تماما في هذا المركز فيتسبب في قصر لكن بدون اعوجاج. و علاج هذه الاصابات او الامراض يعتمد على السبب و يكون باصلاح السبب و ايضا بعلاج التشوه و القصر. و اغلب هذه العلاجات جراحية.
د خالد عمارة استاذ جراحة العظام يكتب: مركز النمو في الأطفال يتكون من خلايا غضروفية تتكاثر لبناء غضاريف جديدة تتحول الى عظام و هذه المراكز تستمر في العمل الى ان يصل الانسان الى سن البلوغ (14 الى 18 سنة) و حينها يتوقف النمو و هذه المراكز تتعرض للإصابة في حالات الكسور او التهابات العظام او الاورام القريبة من مركز النمو و التعامل الجراحي مع هذه المراكز يحتاج الى طرق خاصة لعلاج إصابات مراكز النمو التي قد تؤدي الى تشوهات او قصر مع نمو العظام بطريقة غير طبيعية بسبب الإصابة في حالات الإصابة البسيطة يمكن علاجها بجراحات إزالة مكان الاصابة و زراعة مواد تمنع تكون تكلسات تؤثر على النمو في غضاريف مركز النمو في حالات الاصابة المتوسطة يتم عمل جراحات الإطالة بواسطة جهاز إليزاروف او ما يشبهه في حالات الإصابة الشديدة يتم عمل جراحات إصلاح التشوهات على ان يتم تكرار الجراحة بعد سن 18 سنة لتعديل اي بقايا للقصر أو للتشوه و علاج هذه الحالات نسبة نجاحه عالية بشرط المتابعة الدقيقة بعد الجراحة و عمل الجراحة بالطرق الصحيحة لضمان تحقيق أعلى نسبة تحسن لمركز النمو
د خالد عمارة استاذ جراحة العظام يكتب: نمو الأطفال يكون من مراكز النمو الموجودة في أطراف العظام. و النمو و زيادة الطول تكون سريعة جدا في أول خمسة سنوات من العمر ثم يحدث تباطوء في السرعة ثم يحدث تسارع شديد مع بداية مرحلة البلوغ و التي تستمر الى ان يتم البلوغ (12 الى 16 سنة في الفتيات و 14 الى 18 سنة في الأولاد) و نمو العظام يعتمد على الضغوط التي يتعرض لها العظام و لذلك فكلما كانت الضغوط طبيعية يكون نمو العظام في الاتجاه الطبيعي و تجدر الملاحظة أن 70% من زيادة طول الطرف السفلي تكون من مراكز النمو حول الركبة. بينما بالنسبة للطرف العلوي فإن 40% من زيادة الطول تكون من مركز النمو عند الكتف و 40% من مركز النمو عند الرسغ و التدخل لعلاج تشوهات العظام في الاطفال يعتمد على نوع المرض و درجة التشوه و عمر الطفل كي يتم تحقيق الجراحة الصحيحة بالطريقة الصحيحة في الوقت الصحيح
صرح د خالد عمارة استاذ جراحة العظام أن: ممارسة الرياضة في الأطفال أمر هام جدا لتطور الطفل جسديا و نفسيا و لكن تنصح الابحاث بعدم تخصص الطفل في رياضة واحدة قبل سن 10 او 12 سنة و ان يمارس رياضات عديدة و يتم التنويع قبل سن 12 سنة و تحذر ان التخصص المبكر يتسبب في الإضرار بالمفاصل و مراكز النمو و حدوث إصابات و تشوهات و من الرياضات المفيدة جدا في المراحل المبكرة رياضة السباحة و الرياضات القتالية (الكاراتيه و الجودو ..إلخ) و الجمباز حيث ان هذه الرياضات تحقق المرونة و القوة و الإتزان و يجب التدرج في ممارسة الرياضة مع التزايد التدريجي في المستوى