لم يدر ببال باسل شحادة مخرج سوريا الدمشقي الذي قتله النظام السوري، أن ثمة جائزة ستحمل اسمه في مهرجان الكاميرا العربية، ولم يخطر بباله أنه لن يكون موجوداً عندما يستحوذ فيلمه "هدية صباح السبت" على جائزة "الشعب يريد".

"سلفي مسيحي أنا" رددها شحادة مرة بعد أخرى، وإن سماه الكثيرون أشجع الصحافيين في سوريا، فإن تنقلاته في حمص تحت القصف والرصاص تعطي للاسم معنى.

"هدية صباح السبت" فيلم موجه للإنسانية، بطله طفل صغير ونيران الأسد، وهو إن وظف حرفيته وخبرته بالفيلم الذي حاز على جائزة، فإن وجوده في عاصمة الثورة السورية كان بهدف تعليم الناشطين والثوار تقنيات التصوير لإيمان الجميع أن مجازر النظام السوري لن يوثقها إلا هم لصعوبة دخول صحافيين أجانب إلى سوريا.

فارس الحلو تسلم الجائزة

كتب فارس الحلو بعد أن تسلم الجائزة عن ابن بلده باسل شحادة: "شرف كبير أن أتسلم جائزة الفدائي السينمائي باسل شحادة.. باسل شحادة من شباب السينما السورية الذين هجروا امتيازاتهم والتزاماتهم ليلتحقوا بقيامة شعبهم..

لم يكن باسل يصور وينقل الحقيقة فقط بل كان معلما نشطا لكل شباب المناطق الساخنة الذين نذروا أرواحهم لفضح الدجل والتزوير..

جائزة باسل هي جائزة فادي زيدان ورامي ويدن وعروة وكثيرون من فدائيينا الأحرار الذين خاطروا ولازالوا يخاطرون بأرواحهم كرماً لحرية المعلومة والإنسان..

ولأول مرة يقترب مهرجان سينمائي من هموم شعبه بهذا العزم. فكان أن أطلق على مسابقته السينمائية "الشعب يريد" وأطلق اسماً سنوياً ودائماً على جائزته باسم جائزة "باسل شحادة".

بوركت الأيادي البيضاء التي أسست هذا المهرجان.."

ترك دراسته ليبقى مع الثوار

باسل شحادة ذو الـ 28 سنة ترك دراسته في مجال السينما في الولايات المتحدة الأمريكية ليعود إلى سوريا لتصوير ممارسات نظام الأسد وبطولات شعبه، وإصراره ذلك على البقاء جعله يدفع حياته ثمناً لحرية مات وهو يدافع عنها.

من المعروف أن النظام السوري منع الصحافة والكاميرات من دخول سوريا، فأخذ نشطاء الشباب السوري مهمة تصوير ثورتهم، وذهب باسل إلى حمص لتعليمهم تقنيات التصوير.

ويوم قتل كان يرافق مجموعة من الطلاب في أول ريبورتاج عندما قتل في عملية قصف على حي الصفصافة الأكثر تعرضا للقصف في حمص.

ولقد أثار خبر مقتله موجة من ردود الأفعال على الشبكات الاجتماعية. على فيسبوك وضع مئات السوريين محل صورهم صورة باسل.

السلفي المسيحي باسل شحادة لم يحظ بجنازة طبيعية بعد أن فجرت قوات النظام القبر الذي جهز له لخوفهم من حجم جنازة قد تصبح خارج السيطرة، ولكنه وبدلاً من جنازة ضخمة حظي بدموع أصدقاء وأحباب.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]