أصدرتْ وزارة الصحة تقريرًا هو الأول من نوعه، يتضمن معطيات حول أنماط نموّ أكثر من مليون ولد من تلاميذ المدارس في إسرائيل. وتناول التقرير أرقامًا وتفاصيل حول أوزان الأولاد، وقاماتهم، كان أبرزها أن أكثر من ربعهم يعانون من السمنة الزائدة، وأن نسبة كبيرة من الأولاد العرب البدو والمتدينين ( الحريديم)- وهما الفئتان الأكثر فقرًا في البلاد- يعانون الهزال والنحافة وقصر القامة، قياسًا إلى أعمارهم.

ويُذكر أن أبحاثًا ودراسات سابقة في هذا المجال، كانت أفادت بأن ما يتراوح ما بين 8%-13% من الأولاد في إسرائيل يعانون السمنة والوزن الزائدين، لكن التقرير الأخير الصادر عن وزارة الصحة " دفن" المعطيات السابقة، موضحًا صورة أشدّ هولاً، مستندًا إلى دراسة استمرت طيلة العامين الأخيرين.

أكثر من الرّبع

وتفصيلاً للمعطيات، جاء في التقرير، أنه جرى خلال السنة الدراسية ( مرة واحدة) قياس تفاصيل تلاميذ الصفوف: الأولى والثالثة والخامسة والسابعة والتاسعة، وسُجلت المعطيات في سجلّ ( ملف) محوسب خاص بكل تلميذ، حول صحته ووزنه وطول قامته، قياسًا إلى عُمره. وقسمت القياسات والمعطيات إلى خمس فئات رئيسية كبرى هي: التلاميذ اليهود المتعلمون في المدارس الحكومية الرسمية، وفي المدارس الرسمية الدينية ( اليهودية) وفي المدارس الخاصة باليهود المتدينين ( الحريديم) والمدارس العربية، والمدارس العربية البدوية في الجنوب ( النقب).

وشملت هذه القياسات والفحوصات في السنتين الأخيرتين مليونًا ومئة وألفين وواحدًا وعشرين تلميذًا (1,102,021)، وتبين منها أن نسبة التلاميذ الذين يعانون السمنة والوزن الزائدين هي 27%، بينما بلغت النسبة 16% لدى الفئة التي تصنّف على أنها ( BMI ما بين 85%-96% حسب السنّ) وبلغت 11% لدى الفئة المصنّفة ( BMI مساو أو أكثر من 97% للسن والجيل).

30,7% في صفوف الخوامس

وتبيّن من التقرير أن الزيادة في الوزن لدى التلاميذ ترتفع من الصف الأول حتى الخامس، وتبلغ نسبة أصحاب الوزن الزائد في الصفوف الأولى 21,4% وفي الخوامس 30,7% وتستقر النسب عن هذا الحد بين الخوامس والسوابع، فيما تتراجع في التواسع إلى 27,2%.

وتتراوح نسبة التلاميذ الذين يعانون من النّحافة والهزال والوزن المتدنّي جدًا- ما بين 2,4%- 5,5%. وتبلغ نسبة التلاميذ العرب البدو المصنّفين في هذه الفئة -5,5%، واليهود المتدينين ( الحريديم) -5,3%.

وأشار التقرير إلى أن هذه النّسب لدى تلك الفئتين- البدو والحريديم- ترتفع تبعًا للجيل والسن- بخلاف باقي الفئات، وتفصيلاً لبعض المعطيات، جاء في التقريران نسبة التلاميذ اليهود الحريديم قصار القامة، في صفوف السوابع تبلغ 7,5%، مقابل 2,8% لدى نظرائهم في المدارس الحكومية الرسمية، و 4,7% لدى نظرائهم في المدارس الدينية الرسمية ( اليهودية).

عائلات كثيرة الأولاد

وتحليلاً للمعطيات قال معدّو التقرير أن النسب الأعلى من المتوقع للأولاد النحفاء، بين البدو والحريديم، تدلّ على خلل في معايير النمو لدى هاتين الفئتين، لكونهما الأشد فقرًا في إسرائيل، ونظرًا لكثرة العائلات العائلات المتعددة الأولاد فيهما، حيث تنعكس كثرة الولادة ( بفارق قصير بين ولادة وأخرى) سلبًا على وتيرة النمو والتطور لدى المولود أو الولد.

وفيما يتعلق بالأولاد " الحريديم"، أشار معدو التقرير إلى عوامل متنوعة لافتة تتعلق بالنحافة وقلة الوزن، مثل عدد الساعات الكبير والطويل الذي يقضيه التلاميذ في المدرسة، وقلة ساعات مشاهدة التلفاز، وقلة استخدام السيارات بالإضافة إلى فوارق في أصناف الأكل والطعام.


 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]