من هم الخدج؟ 15% من الولادات سنويًا لدينا تكون لأطفال خدج"، هذا ما افتتحح به مدير قسم الأطفال في المستشفى النمساوي حديثه معنا حول الأطفال الخدج، مشيرًا إلى أن هذه النسبة تشكل ما يقارب الـ 300 طفلاً خديجًا كل عام."

وتابع د. سعدحديثه بإجابتنا عن السؤال:"من هو الخدج؟"، فقال:"الخديج هو الوليد الحي الذي ولد قبل الأسبوع وذلك بغض النظر عن وزن الولادة ولو أنه أحيانا يستخدم تعبير الخديج للإشارة الى عدم نضج الطفل حديث الولادة. عُرف الخداج سابقًا بأنه وزن الولادة البالغ 2500غ أو أقل. لكن قياس الوزن وتعريفه يعتمد على المعلومات المتجانسة وراثياً وبيئياً قدر الإمكان، ولا يمكن تحديد وزن معيّن فالمسألة الأهم هي اكتمال المولود وعدم تعرضه الى أي نوعٍ من الأمراض والأضرار الناتجة عن الولادة المبكرة".

أسباب ولادة الخدج...ثلاثة..!

أما عن أسباب ولادة الطفل قبل أوانه كخديج، فتابع مفسرًا:"هنالك ثلاث مسببات رئيسية: أولها الأم: حدوث حالات فيها تتعرض المرأة لضغط الدم او تسمم الحمل او مرض القلب أو مرض السكري أو الانيميا (فقر الدم) أو الضغوط النفسية والجسدية مثل الإرهاق في الأعمال سواء المنزلية أو المكتبية او حدوث نزف اثناء الحمل كذلك التعرض للسقطات والضربات في منطقة البطن أو حوادث الطرق، اضافة الى إدمان الأم على الكحول أو كثرة التدخين والتغذية غير السليمة."

انفصال المشيمة السبب الثاني..

تابع:"المسبب الثاني هو الطفل: فقد يتعرض الطفل لعيوب خلقية تسبب ولادة مبكرة مثل عيوب في الرئة أو حدوث نزيف في الدماغ، أيضًا حدوث ولادة توائم متعددة وهنالك أسباب متعلقة بالمشيمة (الخلاصة) مثل انفصال المشيمة او ضعف عملها، الأمر الذي قد ينتجه عنه نزيف يوجِب تدخل الطبيب جراحيًا لإنهاء الحمل وجميع هذه العيوب قد تصل مضاعفاتها الى حد الوفاة عند الطفل."

الضعف في عنق الرحم السبب الثالث!

وأضاف:"أما المسبب الثالث لولادة الخدج فهو الرحم: نتيجة التشوهات الخلقية أو الضعف في عنق الرحم، أو توسعه نتيجة تعدد الأجنة."

"ما هي أهم وسائل الوقاية من ولادة الخدج؟"، سألناه، فقال:"تبدأ الوقاية بالفحوص الأولية والشاملة والانتباه لالتهابات المجاري البولية التي تستدعي الفحوصات المستمرة وكذلك معالجة الانزفة التي يسهل تشخيصها بجهاز (الاولتراساوند) ومراقبة تغذية الحامل بالفيتامينات والفوليك والتدخل الجراحي إذا استدعت الحاجة، وقد يحتاج الأمر أحيانًا إلى وجود الأم في العناية المركزة، وذلك غالبًا في إحدى الحالات التالية:

نقص في الوزن والنمو بشكل عام: عندها يحتاج الطفل للتنفس الاصطناعي والتغذية عن طريق الوريد ومراقبة نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم ومراقبة عمل ونمو الرئتين والدماغ ونسبة كريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح في الدم ونسبة الأملاح وغيرها من الفحوصات الطبية اللازمة للطفل.

عدم اكتمال نضوج الرئة: تنضج الرئة وتصبح قادرة على الأداء الطبيعي لوظيفتها في التنفس في حوالي 34 أسبوعا من الحمل وإذا حدثت الولادة قبل هذا الوقت يحتاج الطفل حديث الولادة إلى عناية مركزة في الحاضنة (פגיה) ووضعه على جهاز التنفس الاصطناعي. وهناك حالات لا تكون فيها الرئة مكتملة عند إنهاء 35 أسبوعا من الحمل. وفي حالات أخرى تكون فيها الرئة مكتملة النمو ووزن الطفل ملائم، إلا أنه تحدث مشاكل دخول سوائل على الرئة، هنا يحتاج الطفل إلى العناية المركزة وإجراءات طبية لإعادة التنفس الطبيعي له.

ظهور الصفري على الأطفال حديثي الولادة

تؤكد معظم الإحصائيات الطبية إلى ان طفلاً من بين ثلاثة أطفال حديثي الولادة قد يظهر عليه الاصفرار الفيزيولوجي ويُضطر معه الأطباء لوضع الأطفال في الحاضنة تحت الأشعة فوق البنفسجية لمدة يوم أو يومين. وهناك حالات أخرى يصاب الطفل باصفرار يسمى اصفرار حليب الام يظهر خلال الأسبوع الأول من ولادة الطفل نتيجة الرضاعة الطبيعية وعادة ما يوقف الطبيب الرضاعة الطبيعية من الام لمدة 24 ساعة إلى 48 ساعة بالإضافة إلى العلاج بالأشعة فوق البنفسجية حسب نسبة الإصفرار بالدم."

اختتم د. سعد حديثه بالقول:" لا شك أن ولادة طفل خديج للأسرة يشكل عبئاً نفسياً واقتصادياً على الأبوين، بالإضافة الى معاناة الام أثناء أشهر الحمل والولادة سواء المبكرة أو مضاعفات الولادة بالنسبة لها وللوليد. وما أقوله للأبوين ان يضعا نصب أعينهما كل الاحتمالات ويكونا مستعديْن نفسيًا وعاطفيًا لاستقبال طفل في ظروف غير طبيعية، وقد يترتب على هذا الأمر أعباء اقتصادية والأكثر صعوبة هي الأعباء الصحية التي قد تُصاحب مولودهم الجديد، وكما يقول المثل "الوقاية خيرٌ من قنطار علاج"، فعلى الوالدين الا يتهاونا امام حالة طفلهما، حتى يصل الى مرحلة اكتمال ونضج وافييْن، ولا بد من التأكيد على أننا في مستشفى النمساوي نسعى لمنح الطفل الخديج ووالدته أفضل عناية من خلال طاقم متميز وفسم خاص يضم أفضل النمعدات."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]