مع دقات الساعة الثامنة مساءً ووسط أجواء تراثية تعبق بعبير القرية الفلسطينية المهجرة بطلة مهرجان "وردة نيسان" للتراث وطن وللوطن تراث وعرض مسرحية الغريبة والتي زينت الجدار الرئيسي في قاعة الحوارنة، فقد توافدت المئات من الجماهير الفلسطينية ورواد الفكر الثقافي التراثي الفلسطيني إلى المركز الجماهيري الحوارنة مساء الأمس ليشاركوا في المهرجان الفلسطيني التراثي الأكبر على الساحة الثقافية، عرض الغريبة، إذ وصلت الجماهير الغفيرة من كل حدب وصوب ومن كل أطياف البلدان الفلسطينية لتملأ المكان حباً وحنيناً لزمان كان وما مضى مع المكان. إذ تميز المسرح بجو أخاذ من الديكورات التي صنعت قرية فلسطينية من خلال الجو القروي الريفي الساحر والمنظر الفلسطيني العظيم لقرية فلسطينية تناوبت عليها النكبات والاحتلالات والكم العظيم من سكان المكان.

تولّت عرافة المهرجان الناشطة الثقافية مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية، السيدة مها زحالقة مصالحة والتي استقبلت الجماهير بالزي الفلسطيني والحطة الفلسطينية والتي عبرت عن تأثرها واعتزازها بالانهيال الجماهيري المنقطع النظير على العرض المميز الغريبة، واستهلت تحيتها للجماهير الغفيرة التي أمت القاعة والطاقم الإداري والفني لفرقة الناصرة للفنون الشعبية بالقول:"السيد نزيه مصاروة، رئيس مجلس كفر قرع المحلي، رواد مهرجان وردة نيسان ..للتراث وطن وللوطن تراث، والعرض المميز الغريبة، السيد فؤاد عوض،مدير مركز محمود درويش الثقافي في الناصرة والمخرج المسرحي للعمل الثقافي الغريبة، السيد خالد بطو، مساعد مدير دائرة المراكز الجماهيرية في بلدية الناصرة والمدير الإداري لفرقة الناصرة للفنون الشعبية ، السيد غصوب سرحان، مصمم الأزياء الفلسطينية في عرض الغريبة، الفنان جمال حبيب الله ، مدرب الفرقة وعمل الغريبة الثقافي وروح عمل الغريبة، السيد رائد بطو من اللجنة الإدارية للفرقة، السيد إياس سلمان ناطور مصمم الإضاءة وهندسة الصوت، الفنان خضر شاما الحان وتوزيع موسيقي للعمل الثقافي، السيد وسيم الصالح، الفنانة رلا ميلاد عازر جفرانا، والفنان محمود مرة وكل أعضاء وعضوات فرقة الناصرة للفنون الشعبية، ،بواسل معركة التراث بين أزقة وأسوار البلدة القديمة للتراث نحو الحصول على زيت سراج قرانا والفنانة فاطمة ياسين المبدعة وراء لوحات معرض التراث والوطن الذي رافق المهرجان من خلال اللوحات التراثية الفلسطينية والرسومات والتطاريز الرائعة التي تواجدت في المركز الجماهيري".
وقد بعثت السيدة زحالقة مصالحة بعظيم تحياتها وتحيات الحضور للأسير الفلسطيني سامر العيساوي على تحقيق انتصاره في معركة الأمعاء الخاوية ولكل الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام وغير المضربين في السجون الإسرائيلية.
• وفي تطرق لعريفة المهرجان لنوعية العمل الثقافي الغريبة فقد أكدت للجماهير بأنها عشقت الغريبة من المشهد الأول وصممت على استضافتها الفوري لرواد الحوارنة لتراهن على هذا العمل بأنه هو هو الجوهرة في جبين انجازاتنا الثقافية الزمرد، ياقوتة أعمالنا الوطنية لروعة الفكرة وإخراجها لحيز النور بأنامل شبابية فلسطينية صادقة، لان صناع مجد الغريبة هم الشباب، كما تميز الحضور للمهرجان بشريجة الشباب، ونحن إذ نفخر بكوننا أول من يستضيف هذا العمل الثقافي الجبار والمميز فإننا نقول لجماهيرينا بأننا ندرس اختياراتنا الثقافية لنقدمها لكم على مائدة الثقافة الوطنية، نبحث لكم عن الأروع والأكثر صدقا وتميزا وعليه كان عشقنا للغريبة بعيونكم ولأرواحكم يا ملح المكان والأوفياء للقضية الثقافية، مُعرفةً التراث الوطني بأجمل الكلام:
والتراث توق الجذور إلى الثمر
نسغ الروح بين من غاب ومن حضر
منارة الأمان على شواطئ الأمل
وانتصار الروح يخرج من ليل الهزائم
وبذرة في انتظار أول قطرة مطر

كما وبعثت عريفة الحفل بتحية عظيمة لكل رواد المهرجان من مختلف القرى والبلدان الفلسطينية وأصرت على ذكرها شكراً وفخراً اعتزازاً، بدايةً من كفر قرع وقرى وادي عارة، عارة، عرعرة الناصرة،أم الفحم، ،معاوية، سولم، سالم، العريان، عين السهلة،برطعة، باقة الغربية، جت،يافا،اعبلين، يافة الناصرة، حيفا، أم القطف،خورصقر،مصمص، البياضة،البيار، زيمر،الطيبة،الطيرة،ميسر،جسر الزرقاء، الناصرة، قلنسوة، الفريديس، إكسال، عين ماهل، كفر قاسم، شفاعمرو،عسفيا، دالية الكرمل،كفر مندا، كفر كنا، زلفة،طمرة، مقيبلة، حتى كفر برا، أبو غوش، عكا، حيفا والقدس.
وفي تعريف للسيدة مها زحالقة مصالحة لرؤيا مهرجان وردة نيسان واختيار الغريبة لتكون عروس نيسان الثقافية فقد أشارت:"أهلا وسهلا بكم في جولة ورحلة بين سراديب ذاكرة التراث الفلسطيني بروح عبق سنابل الوطن، ساعة ونصف تقريباً صُنعت بسواعد الشباب وعبير التراث الموزون، لأننا حتماً سنكون ما كنا! لكي نؤكد أن بإمكانهم اقتلاع الزهور ولكن لا يمكنهم أن يمنعوا الربيع من الحلول، الربيع هذا المساء هم أعضاء وعضوات فرقة الناصرة للفنون الشعبية، كل واحد هو زهرة ووردة في حديقة التراث...هنيئاً لنا وللناصرة ولفلسطين بكم/ن وبروعة حملكم لراية الاستمرارية في ترسيخ التراث فينا وبيننا، انتم من سيصنع لنا مجد التراث ويستحضر لنا قصة فلسطينية في عباب الذاكرة الفلسطينية ونفق التاريخ قبل نكبة شعبنا العظيم، هنا على ارض الحوارنة".
وفي لحظة تأثر صادقة من ضخامة الفكرة والإنتاج الفني لعمل الغريبة فقد أكدت عريفة الحفل بأن العمل افلح بترسيخ التراث بأقصى الدرجات الإنسانية قائلة:"نعتز بالغريبة للضخامة الإنتاج والعمل ولروعة الفكرة في ترسيخ الثوابت الثقافية الوطنية بين أبناء الشباب تحديداً، في عصر بات فيه التراث ملاذاً للحنين، في زمن بات فيه التراث معقلاً للأمسيات، والتراث ركن أساس وركيزة زمرد من الذاكرة الفلسطينية الجماعية وعزنا الثقافي والحضاري، وعلى طريق مأسسة رموز ثقافة الأجداد الأصايل وأصحاب الأرض، سيدة الأرض! نربي الأمل بأننا سنرجع يوماً إلى حينا ،ونغرق في دافئات المنى ، سنرجع مهما يمر الزمان"

واستطردت بالقول:"الغريبة...شجن وفرح، حزن وملح، الغريبة، فلسطين، جفرا العروس، جفرا الأمل ، وجفرا ويا هالربع، ومن فرّق جفرا عن حبيبها، ومن شرد الحبيب عن جفرا الوطن، مروان أيها اللاجئ الفلسطيني المُهجر والمقهور على فقدان الحبيبة فلسطين، يا من تبعث فينا الإيمان بان لا عودة عن حق العودة، والاهم...لا عودة عن تربية الأمل بالعودة، إذا عاد مروان لجفرا، إذا سيعود اللاجئ إلى القرية الفلسطينية المهجرة، وسنصير يوماً ما نريد.. القرية المهجرة بطلة المسرحية ومكانها وزمانها في ذات الآن، ربما تكون صفورية، البروة، خبيزة، اللجون أم الزينات، اجزم، الطنطورة عين غزال وغيرها من قناديل الوطن في انتظار عودة زيت السراج،وربما هي فلسطين الأم تحمي بناتها القرى بسلاح التراث الفلسطيني الزاخر بحبنا لنا وحبنا بالتشبث بأجمل الذكريات السعيدة، ثقافة الأعراس والأفراح هي أعظم دلالة بأننا شعب يحب الحياة إذا ما استطاع إليها سبيلاً، ونحن نحبك فلسطين حتى التعب".


ومن ثم دعت عريفة المهرجان السيد نزيه سليمان مصاروة، رئيس مجلس كفر قرع المحلي ليبارك مهرجان وردة نيسان، من جهته فقد أكد السيد مصاروة على ضرورة العمل على تثبيت التآخي والسلام بين البلدان والقرى العربية من اجل خلق جو هادئ وامن ينبع من التآخي والمحبة من اجل القضاء على العنف الذي ما هو إلا انعكاس لحالات الانقسام والشعور بالغربة والتعامل بلغة الغريب و"مش ابن البلد"، نحن نطمح ونطبق ما نطمح إليه بأن تكون كفر قرع بلداً لكل إنسان عربي من هذا الوطن، وألا يشعر ابن الفحم بالغربة حين يصل إلينا والى بلدنا، بنفس القدر الذي نرفض فيه أن يشعر ابن كفر قرع بالغربة في أم الفحم أو الناصرة او باقى الغربية وغيرها من قرانا ومدننا، يجب علينا أن نربي أولادنا ومؤسساتنا على شعور البيت الواحد والوطن الواحد والبلد الواحد، لا غريبة بيننا ولا غريب، لأن الغربة والتجزئة بين البلدان تتنافى مع حبنا لقوميتنا ووطنا، أهلا بكم من كل البلدان ومن كل مكان، ولا غريب بيننا لأننا شعب واحد ووطن واحد، وعلينا التصدي لمثل هذه الفئويات القاتلة كيفما جاء في خطابه، واختتم تحيته بتوجيه أجمل التحيات للحضور ولأعضاء وعضوات العمل الثقافي الكبير.

ومن ثم فقد دعت السيدة زحالقة مصالحة جمهور الحضور للوقوف اجلالاً وانحناءً لكلمات إبراهيم طوقان والحان محمد فليفل "موطني" لتتلاحم الحناجر وتتحد الهمم والقمم وتصدح الأصوات "موطني". وقد تماهت الجماهير مع النشيد الفلسطيني واختتمه الشباب بالصفيق الحار لفلسطين لتُشحذ الهمم والقمم.
ومن ثم شاهدت الجماهير العمل الثقافي الأبرز على الساحة الثقافية "الغريبة" لمدة ساعة ونصف، وقد لاقى العمل تقدير وإعجاب وحب الجماهير التي عاشت ليلة فلسطينية في قلب قرية فلسطينية مهجرة أبطالها جفرا الفلسطينية التي سحرت الجماهير بصوتها وحسها الفنانة رولا ميلاد عازر، والراوي وهو الضمير الفلسطيني الذي افلح بانتقاء عظيم الكلام الرائع والصادق ليبكي الجماهير ويشعل فيهم حب الوطن من خلال ذكر القدس ويافا وكل رموز الوطن بطريقة ساحرة لكسوة العروس الغريبة، ومروان الحر اللاجئ الحاضر الغائب، وزغلول المبدع الذي عشقه المشاهد وتماهى مع شخصيته وهو الشاهد على العصر ومؤرخ الزيف والخيانات، والمختار المحتل الغاشم وفرقة الناصرة للفنون الشعبية والذين أبدعوا باستحضار ليلة فلسطينية يزينها غار العز قبل النكبة الفلسطينية وافلحوا في استدرار وذرف دموع الجماهير الصادقة من خلال ملامسة الأحاسيس الإنسانية والوطنية المرهفة على حد سواء.
وبعد العرض فقد اعتلت المسرح السيدة مها زحالقة مصالحة لترفع أسمى آيات الشكر والتقدير لبواسل وفرسان ومبدعات فرقة الناصرة للفنون الشعبية وكل من يقف وراء هذا العمل الثقافي الوطني التراثي الأضخم، شاكرة أسرة الفنانين المبدعين مؤكدة على أن قسم الثقافة كسب الرهان على هذا العمل بأنه الأضخم والأكثر روعة، ودعت الفرقة للظهور أمام الجماهير التي حيتهم بالصفيق الحار ومن ثم دعت مدير الفرقة والروح المفكرة والرائدة لهذا العمل الفنان جمال حبيب الله للظهور على المسرح، والذي أبدع في تقديمه للفرقة وحبه وتماهيه مع العمل وعشقه للفكرة، كما وشكر كل الطواقم التي رافقت الفرقة في ميلادها وصقل رؤياها، وقد أهدى العمل بالتنسيق مع الحضور والمجلس إلى الأسير المناضل سامر العيساوي والى شيخ الأسرى الشيخ سامي يونس الذي حضر العرض، كما وتقدم بالشكر الكبير للسيد نزيه مصاروة، رئيس المجلس المحلي والسيدة مها زحالقة مصالحة التي عشقت العمل من العرض الأول في مركز محمود درويش وأصرت على استضافته ليكون العرض الأول خارج الناصرة حليف حظ رواد الثقافة في كفر قرع. كما ووجهت مديرة قسم الثقافة عظيم الشكر للسيد فؤاد عوض مدير مركز محمود درويش الثقافي والسيد اياس سلمان ناطور على الجهود الجبارة التي قاموا بها من اجل ملاءمة المسرح للعمل الثقافي الغريبة والتي شملت توسيع المسرح وخلق تقنيات جديدة دام العمل عليها يومين متواصلين.

حول العمل الثقافي الغريبة ومقتطفات من روعة التعبير :
موجي ...موجي يا فرس....ارخي عنانك يا خيال
جفرا: جفرا من آل كنعان، الغريبة بين أهلها وأقاربها وأبناء قريتها لأنها العاشقة الصادقة والمتمردة
زغلول: بهلول القرية وحافظ أسرارها
الراوي:"حتى الصبيان يكتبوا عالشجر عالحيطان، مروان ابن الجمال بحب جفرا من ال كنعان، ابوه هج من الديوان ليسمع كلمة من فلان او علان، امه يعايروها الجيران، وأخته تقول يا ريت اللي جرى ما كان.
وصل الخبر للمختار وقلبو يغلي مثل النار ، وقال: مروان يجيب العار للعربان؟ في الحال، في الحال يترك البلد ويترك العربان! ارخي عنانك يا خيال... وموجي موجي يا فرس".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]