كتبت سيدة إسرائيلية الرسالة التالية، طالبة نصيحة ومشورة الخبيرة في العلاقات الزوجية فاردا رازيئيل جاكونت.

"أنا زوجي في مطبع الخمسينات من العمر، هو ما زال يبدو جميلا ً وسيما ً معافى، ذا بـُنية سليمة، وأنا كذلك، مع مواظبتي على التغذية الصحيحة والرياضة البدنية. هو ناجح في عمله، وأنا أعمل بنصف وظيفة. اثنان من أولادنا كانا يعانيان من إشكاليات في التطور، وأنا التي توليت العناية بهما. ولهذا السبب اضطررت للعمل بوظائف جزئية، ولم أحقق ذاتي وقدراتي، وانعكس ذلك على حالتنا المادية والمعيشية.

منذ عام ونصف بدأ زوجي ينفر من معاشرتي، نتبادل القبل والعناق وننام محتضنين متقاربين، لكن عندما يبدو الوضع مهيأ للجماع والمعاشرة – فانه يـُحجم وينفر ويتراجع. وقد عرضت عليه اللجوء إلى استشارة في هذا الشأن، لكنه رفض.

ثم اقترحت أن ننفصل ونتطلق، بشروط مريحة له، ففتح باب المنزل وقال: بإمكانك أن تغادري وترحلي، فأنت حرة! وذهبتُ إلى ابعد من ذلك حين سألته إن كان يسمح لي بأن أقيم علاقة "خارج إطار الزوجية"، ففاجأني بموافقته، لكنه اشترط إبلاغ ابنتنا البكر بهذا الأمر، نظرا ً للعلاقة الوثيقة بينهما، فرفضت رفضا ً قاطعا ً.

استجواب....

توقفت إلى حين، عن الحديث معه حول هذه المسألة. وفي إحدى الأمسيات، عدت إلى المنزل وكان أولادنا في زيارة لمنزلنا، وهو موجود، فراح يسألني ويستجوبني أين كنت بصحبة من وماذا فعـَلت – وأسئلة من هذا القبيل . وفوجئ أولادنا بهذا الاستجواب، ولملمنا الموضوع وأغلقناه. وبعد ذلك اليوم، لم اعد اخفي عنه شيئا ً، وصرت أعلمه بأمر خروجي ودخولي، وذهابي وإيابي.

وقبل مدة، استجاب لطلبي باللجوء إلى استشارة مهنية حول حالتنا. وحين سألته الخبيرة عن علاقتنا الجنسية قال: زوجتي في أحسن حال، ولا شكوى عندي منها. وكرّر هذه المقولة (الاسطوانة) في أربعة لقاءات متتالية، فسئمت ويئست وتوقفت عن الذهاب إلى المستشارة.

لا استطيع الصمود بحالة الطلاق، فلا مال لدّي، ولا مصدر رزق اعتاش منه بكرامة ويـُسر، ثم أن الإجراءات ستنهكني، وسأواجه معارضة شرسة من زوجي.

إغراءات صديق قديم!

وفي الآونة الأخيرة أواجه حيرة وتخبطات مؤلمة بعد أن التقيت، بغير ميعاد أو توقعات، صديقا ً من أيام خوال ٍ ، طالما أبدى بي إعجابا ً واهتماما ً، وهو مطلق، وغير مرتبط، ومعنـّي بعلاقة معي، رغم علمه بأنني متزوجة. ولا أخفي أنني اشعر بمعيته بأنني امرأة جذابة مشتهاة مرغوب بها – وهو شعور حرمت منه منذ سنوات.

وقبل أسابيع طلب معاشرتي، فرفضت، ولا أخفي أنني نادمة على رفضي وكأنني ارتكبت خطأً فادحا ً فظيعا ً!

لا أتوقع من زوجي تغيير أو تبديل، فعندما انفجر في وجهه صارخة بسبب عزوفه عني ونفوره مني، يقول لي ببرود: معك حق! ويحاول الاقتراب مني، لكنه يبقى مترددا ً نافرا ً متباعداً، مهما حاول. لا أدري ما السبب: هل هو علاقة بامرأة أخرى غيري؟ هل هو مكتئب، هل هو منهمك متعب مثقل بالهموم؟

انه يزعم انه متعـَب، لكن هذه الحالة تبقى ملازمة له حتى في أيام الأعياد وفي أيام العطل الأسبوعية، رغم انه يقضي ساعات طوالا ً من الراحة والاسترخاء، ومهما يكن من أمر فإنني محرومة من الجنس والمعاشرة والجماع. واسائل نفسي: ألا يجوز لي أن استجيب لطلب صديقي القديم، فأعاشره وأخون زوجي، فأنا واقعة تحت إغراءات لا أعلم أن كنت سأصمد إزاءها طويلا ً. وليتكم تعلمون كم أنا تواقة للشعور بأنني ما زلت امرأة جذابة مغرية مشتهاة"!

أكتبي رسائل لزوجك!

كتبت فاردا رازيئيل لهذه السيدة الرد التالي: "ليس واضحا ً لي سبب عزوف ونفور زوجك من معاشرتك. قد تكون الأسباب متعددة ومتنوعة، لكن يبدو انه ليس بالإمكان تغيير هذه الحال. ربـّما لا يوافقني غالبية الناس الرأي – لكن اعتقد انه لا يوجد سبب وجيه ومنطقي في أن ترفضي طلب صديقك القديم بوصالك بعلاقة عاطفية، من منطلق مشاعركما المتبادلة. لكن يجدر بك قبل ذلك أن تكتبي لزوجك عدة رسائل، تعبـّرين فيها عن معاناتك وضائقتك، بسبب عزوفه عنك ونفوره من معاشرتك، والغرض من هذا الرسائل أن تكون بمثابة ذريعة ومرجع لأبناء عائلتك في حال اكتشاف أمر العلاقة بينك وبين صديقك. وحتى لو انتهت العلاقة بينك وبين ذلك الصديق بالفشل أو بخيبة الأمل، فعلى الأقل تكونين راضية نوعا ً ما عن نفسك، وتكونين قد لـبـّيت لنفسك ولروحك ولجسدك حاجة طالما شعرت بها، ورغبة طالما راودتك وعذبتك!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]