حلّ علينا هذا العام، شهرُ رمضان المُبارك، وسط حرّ الصيّف، حيثُ النهار طويل، وشاق، ويخسر جسم الصائم فيه، المكونات الأساسية التي تمنح الجسد الطاقة، بالإضافة إلى الماء الذي يُعتبر المكون الأساسي في جسم الإنسان، حيث تساهم درجات الحرارة المرتفعة في العَرق الشديد وفقدان كميات كبيرة من الماء المخزن داخل الجسم.

في رمضان، هُناك شريحة مُعينة، لا ينصح الطبيب أن يقبلوا على الصيام، من هم المنتمون إلى هذه الشريحة، سوف نتعرف عليهم خلال لقائنا مع د. بشارة إلياس، وهو المدير الطبي الجديد، لمنطقة حيفا والمروج في عيادات المرضى لئوميت.

ويقول د. بشارة إلياس، خلال لقائنا معه،يُمكننا تقسيمهم إلى قسمين، الأول، الكبار في السن – أو المُسنين، الذين يعانوا من أمراض مُزمنة، مثل السُكري، فشل في عضلة القلب، ومرضى الدياليزا وغيرها من الأمراض.

أما الشريحة الثانية؛ فهم الأشخاص الذين يعانون من أمراض السُكري، وخاصة النوع الأول، من المستحسن أن يمتنعوا عن الصيام، لأنهم يتناولون جُرعاتٍ من الأنسولين لفتراتٍ متقاربة، ويكون لدينا تخوف من أن يحدث لديهم انخفاض / ارتفاع، في نسبة السُكر في الدم، ويَحدُث جراء ذلك نوعٍ من المضاعفات وخاصة بسبب النقص في السوائل.

وأكد، من المستحسن ألا يصوموا وخاصة أن الأدوية التي يتناولها مريض السُكري، مدرة للبول، وبالتالي سُرعة الجفاف تكون أسرع، ومضاعفاتها أصعب.

الجسم يخسر السوائل والمكونات الرئيسية فيه..

وعن فُقدان الجسم للمكونات الأساسية، قال: نحنُ نعلم أن جسم الإنسان يحتاج يوميًا تقريبًا ما بين لتر ولتر ونصف من الماء والسوائل، وبالعادة يفقد الجسم كمية من السوائل، ولا نشعر بها والتي تُعرف بـ ( فُقدان للسوائل غير محسوس)، وذلك عن طريق النفس والتعرق، التي تفقدنا تقريبًا نصف لتر تقريبًا، باليوم.لذلك يوجب علينا أن نعوض السوائل، دون ذلك سوف يُصاب المرء بالجفاف.

ماذا يحدُث حين يفقد الجسم السوائل؟

وتابع: حين يفقد جسم الإنسان السوائل، يفقد معها الأملاح، والصوديوم والبوتاسيوم، وهذه المكونات مُهمة جدًا لجسم الإنسان، بالإضافة الى أنه من الممكن أن يُصبح لديه نقص في نسبة السُكر في الدم، وينتج مشاكل في الكلى ويُؤدي إلى القصور.

وأكد: أن النقص بالسوائل، عن طريق آلية معينة في جسم الإنسان يؤدي إلى ارتفاع مادة مُعينة في جسم الإنسان التي تسحب السوائل، وتؤدي بطبيعة الحال إلى الجفاف، وينتج عنها مشاكل ومضاعفات في الكلى.

كيفية الحصول على هذه الأملاح..

وعن كيفية تزويد جسم الإنسان بهذه الأملاح ( الصوديوم والبوتاسيوم) قال: من خلال المشروبات، التي تحتوي في مركباتها أملاحا، والتي نجدها في أنواع الحمضيات مثل الجريبفروت، مع الفاكهة مثل الموز، والخضار مثل البندورة الغنية بالبوتاسيوم، والمياه المعدنية، وأكد على عدم تناول المشروبات الغازية، المضرة للجسم والتي تدُر البوم وتؤدي إلى العطش والجفاف بشكل أسرع، حساء " شوربة" الخُضار مُهم ومفيد لجسم الإنسان ويجب تناوله في رمضان بالإضافة إلى وجبة الرئيسية.

ونوه خلال حديثه، الى انه يجب أن يكون الطعام متوازنا بين التركيبات الأساسية في الأكل، السُكريات، الدهنيات والزلال، وهي متوفرة في طعامنا.

تناول القهوة والشاي عند السحور..

ولم ينصح د. إلياس خلال لقائنا معه، الصائمين في تناول الشاي والقهوة، كونهم مُدرين للبول، وكُثرة التبول تؤدي إلى الشعور بالعطش والجفاف، بالإضافة، للصائمين الذين يتناولون الدواء عند السحور، في حال شربوا القهوة أو الشاي، فلن يستفيدوا من الدواء، لأن إدرار البول سوف يسرع من عملية وظيفة الدواء ويفرغ بُسرعة من الكلى، ولا يستفيد منهم المريض، الأمر الذي يُؤدي إلى مضاعفات، وخاصة إذا كان الصائم يُعاني من مرض السُكري.

وشدد، من المُهم أن لا يتناول الصائم الأدوية مع الشاي والقهوة، خلال السحور.

نصيحة طبيّــة..

في النهاية أدلى د. بشارة إلياس بنصيحته للصائمين، مُشيرًا إلى أن الصيام هو أمر صحي جدًا، والشريحة التي قمنا بذكرها بداية اللقاء من المُهم أن تأخذ بنصيحة الطبيب وتستشيره، في حال أرادت الصيام، مع واجب الإلتزام بتناول الأدوية بالشكل والوقت المُناسب، وفي حال طرأ أي تغيير في الجسم، على الصائم التوجه للطبيب للاستشارة، قال.

وفي نهاية الحديث، تمنى د. بشارة إلياس، الصحة والعافية للصائمين، متمنيًا للهم صومًا مقبولاً وإفطارًا شهيًا وصحيًا.
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]