" رسالتي هي، إنقاذ حياة البشر، مهمة إنسانية كرستُ مُجمل أوقاتي من أجلها. إنقاذ حياة مريض، هو حافز يدفعني للمزيد من العمل والعطاء، والبحث عن عينات جديدة من اللُعاب للتبرع بالنخاع، كُل حملة جديدة يُمكن أن تمنح فُرصة بالحياة لأكثر من مريض".

بهذه الكلمات، لخصتْ رسالتها الإنسانية المختصة في المناعة وزراعة الأعضاء د. أمل بشارة، وهي المسؤولة عن مشروع " نخوتك تمنحهم الفرصة للحياة"، للمتبرعين العرب للنخاع الشوكي في مستشفى هداسا- عين كارم، خلال حديثها مع موقع بُـكرا، في كل ما يتعلق بالنخاع الشوكي، ودعم حملات التبرع بعينات اللُعاب لإنقاذ حياة المرضى ومنحهم فُرصة للحياة، ومن بينهم د. خالد سليمان، الذي تم تنظيم حملتا تبرع من أجل إنقاذه وإنقاذ عشرات المرضى غيره.

حملة لإنقاذ د. خالد سليمان وعشرات المرضى..

انطلقتُ منذ ساعات الصباح الباكرة، من مركز محمود دوريش الثقافي، حملة تبرع بعينات لعاب لإنقاذ الطبيب خالد سليمان وعشرات المرضى غيره، والتي ستستمر حتى الساعة 21:00 من مساء اليوم. 

وبهذه المناسبة، توجهت د. أمل بشارة إلى جمهور المواطنين للمشاركة في الجولة الثانية من حملة الانضمام إلى سجلّ المتبرّعين العرب بالنخاع العظميّ ، لصالح الدكتور خالد سليمان وعشرات من المرضى الذين ينتظرون متبرّعًا ملائمًا، على أمل في إيجاد المتبرع المناسب.

د. بشارة أكثر من (50) مريض جديد بحاجة إلى زراعة النخاع سنويًا..

ويُعتبر النخاع الشوكي نسيج موجود داخل العظم، يتواجد فيه الخلايا الجذعية التي تقوم تقوم بتقسيم نفسها وتنتج خلايا الدم المهمة ومهمتها المحافظة على سلامة الإنسان.

وخلال الحديث معها، كشفتْ د. أمل بشارة لموقع بُـكرا، أن في كل سنة يوجد أكثر (50) مريضًا، بحاجة إلى متبرع بنخاع شوكي غريب- من خارج إطار العائلة، ومن بينهم مرضى يحالفهم الحظ بالعلاج وإيجاد المتبرع الملائم، ومنهم من يخطفه الموت.

وردًا على سؤالنا من هُم المرضى المحتاجين للتبرع بالنخاع الشوكي؟ قالت د. أمال: زراعة النخاع الشوكي، تعالج ما يقارب (100) نوع من المرض، منها ؛ أمراض سرطان دم، تلاسيميا، اللوكيميا، الانيميا المنجلية وغيرها

سجل المتبرعون من أبناء القومية العربية..

وتحدثت د. أمل عن سجل المتبرعين، الذي يضم حاليًا ما يقارب (26) ألف متبرع ومتبرعة، وتحدثت عن الوعي للتبرع بالنخاع الذي بدأ في التزايد في مجتمعنا، وخاصة بعد حملة التبرع للطفلة لينوي التي كانت في شهر تموز الماضي، وهي تأمل أن يتزايد العدد أكثر فأكثر.

وتقول الازدياد يعود بسبب الحاجة في التبرع للمرضى، الذين يتزايد عددهم من يومٍ لآخر، والحاجة لإنقاذ حياة المرضى، بالإضافة إلى كشف هوية بعض المرضى وتنظيم حملات تبرع بأسمائهم تشمل عشرات المرضى المحتاجين لمتبرعين.

بالإضافة أيضًا، إلى التواصل عبر المواقع الالكترونية ونشر المضامين المتعلقة بموضوع التبرع وإقامة الحملات، وانتشار المناشدة عبر صفحات الفيسبوك والمواقع الاجتماعية الأخرى، من خلال المتطوعين الداعمين للحملات.

والنقطة المُهمة، أن العطاء في مجتمعنا في تزايد، بين أهل النخوة والمروءة، ونأمل أن يزداد أكثر. وقالت يُقسم التبرع بين أبناء القوميات، ونوهت، أن الخلفية هنا ليست عنصرية، إنما لتطابق الأنسجة والصفات الوراثية بين أبناء القومية الواحدة، ويكون احتمال المتبرع من نفس القومية أكبر من متبرع من قومية أخرى – لكن هذا لا ينفي أن هُناك احتمال ضئيل من وجود متبرع من قومية أخرى. مُشيرة أن سجل المتبرعون العرب في البلاد، في تعاون مع البلدات العربية القريبة وعلى المستوى العالمي أيضًا.

وقالتً إن في العالم يوجد نحو (22) مليون متبرع، الذين هم مستعدون للتبرع لأي شخص محتاج وتتلاءم أنسجته مع المريض.

وحول سؤالنا من بإمكانه الانضمام لسجل المتبرعين قالت: كل شخص معافى ويتمتع بصحة جيدة ولا يُعاني من أمراضٍ مُزمنة، سُكري وقلب، أو سرطانية وأمراض مناعة، وبالتالي سينضم للسجل المحلي والعالمي، والقانون يفرض أن يكون عُمر المتبرع بين معافى عمره بين 18 و 50 عاما.

الانضمام لمرة واحدة في الحياة..

ونوهتْ د. أمل بشارة أن الانضمام لسجل المتبرعين يكون منوط بمرة واحدة في الحياة، إذ يُسجل اسم كل متبرع بالحاسوب بشكل تلقائي بعد عملية فحص عينة اللعاب، التي يُشرف عليها مجموعة من المتطوعين، وهذا الفحص لا يستغرق سوى بضع دقائق، يسجل خلالها المتبرع بياناته ويتم إدخال عود يحتوي رأسه على قطن تُفرك بخده، وتُرسل لاحقًا إلى المختبر الذي يتم فحص العينة فيه، ويتم مقارنة صفات المريض الوراثية مع صفات المتبرعين في البلاد والعالم، والشخص الذي تتلاءم معه الصفات، يتم استدعاءه مجددًا، ويقوم بعمل فحص دم أولي، لفحص حالة المتبرع الصحية، وإذا كان بمقدرته صحيًا التبرع، وفي حال تمت الملاءمة وموافقة المتبرع، تتم عملية الزرع.

ولماذا لُعاب، وليس فحص دم، لأن عملية إجراء فحص اللعاب أسهل ولا تحتاج إلى طاقم طبي، بينما تعتمد على أداء المتبرعين، ونتيجة الفحصين واحدة ومتشابهة.

وعن عملية التبرع بالدم" قالت د. أمل، يخضع قبل عملية التبرع بالدم، المتبرع لمراقبة طبية، إذ يتلقى أدوية خاصة وعلاج يسبق عملية التبرع، وبعد اكتمال العلاج الخاص، تجري عملية التبرع بالدم في يوصل ذراع المتبرع بجهاز يسحب الدم من وريد إحدى اليدين، ويسحب منه المكونات الأساسية للنخاع، ويقوم بإعادة الدم مجددًا لجسم المتبرع عن طريق اليد الأخرى.

فحص العيّنة يُكلف (50) دولارًا..

وقالت د. أمل بشارة، أن تكلفة فحص اللُعاب، تصل حتى (50) دولارًا، وبالإضافة إلى اللُعاب هناك إمكانية الدعم المادي، بقيمة التكلفة، او حسب مقدرة المتبرع، كل مبلغ بسيط يدعم ويساعد.

لا تكشف هوية المتبرع للمريض..

وفيما يخص هوية المتبرع، قالت د. أمل أن هوية المتبرع لا تكشف للمريض إلا بعد مرور سنة من عملية التبرع، ولكن خلال فترة العلاج، بإمكانهما التراسل، والاطمئنان على صحة بعضهما، دون الكشف عن الهوية، والرسائل تخضع لعملية مراقبة، قبل الوصول للطرفين.

في نهاية الحديث قالت، د. أمل بشارة أنها تأمل لانضمام المزيد من المتبرعين في السجل، لأن كل متبرع جديد من الممكن أن يمنح فرصة في الحياة لشخص مريض، في حال تلاءمة الأنسجة، يجب أن نذوت العطاء في مجتمعنا ونستمر في ذلك.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]