رأى وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي أن أي اتفاق أمريكي إيراني مرتقب سيكون من شأنه إفقاد إسرائيل ورقة ضغط على أمريكا وأوروبا وبعض الدول المحيطة بإيران، مشيرا إلى ان من السابق لأوانه الآن التقدير بمدى تأثير ذلك على الملف الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال المالكي في تصريح صحفي إن "رد فعل إسرائيل على اجتماع جنيف الأخير، والذي تم فيه الاقتراب من التوصل إلى اتفاق، كان جنونيا إذ شعرت إسرائيل أنها ستخسر مواقع في غاية الأهمية، حيث أن "البعبع الإيراني" بالنسبة لإسرائيل الذي تلوح به، يجعلها دائما صاحبة سطوة على أمريكا وأوروبا وبعض الدول القريبة من إيران، ويجعلها تتمكن من خلال هذه السطوة أن تفرض رأيها في قضايا أخرى أو أن تمنع الضغط عليها في الموضوع الفلسطيني من خلال هذه السطوة" حسب قوله

وأضاف وزير الخارجية الفلسطيني "في حال التوصل إلى اتفاق فانه سيُخسر إسرائيل هذه الورقة التي كانت تستخدمها للضغط والابتزاز ضد أمريكا وأوربا، ولهذا السبب فقد جن جنون إسرائيل نتيجة الاقتراب من التوصل إلى اتفاق في جنيف، لأن خروج العلاقات الإيرانية الأمريكية من الحرب الباردة التي استمرت على مدى سنوات طويلة إلى وضع يتم فيه تأقلم السياسة الأمريكية الإقليمية مع الوجود الإيراني ويصبح فيه الوجود الإيراني عاملا فاعلا في هذه السياسة هو أمر مهم، لكنه يفقد إسرائيل ميزتها ويعطي هذه الميزة لإيران"، خاصة وأن "أمريكا الآن بحاجة إلى هذا الدور الإيراني باعتباره عامل تهدئة واستقرار وليس العكس، كما إسرائيل تدعي دائما" حسب قوله

ورأى المالكي أن "الاتفاق مع إيران في جنيف سينتج عنه تطورات ايجابية في أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان وغزة"، وقال "إنها عوامل مهمة بالنسبة لأمريكا وتسبب الراحة لها علما بأن إسرائيل تعيش على حالة التوتر بعكس أمريكا التي تبحث عن الاستقرار، لأن لديها أولويات جديدة مثل الوضع المالي والاقتصادي الأمريكي وهي قضايا مهمة جدا للمواطن الأمريكي".

وأضاف "من هنا وجد الشرخ في الرؤية الأمريكية والإسرائيلية وصار السؤال هو هل نرضي أصدقائنا وهي إسرائيل، أم نحقق مصالحنا، واعتقد أن توجه الإدارة الأمريكية هو خدمة مصالح أمريكا"، واختتم قائلا إن "السؤال الذي يطرح نفسه هل ستجرؤ إسرائيل على تعطيل الاتفاق الأمريكي الإيراني؟ أو على خطوة استباقية من خلال ضرب مواقع في إيران لمنع اتفاق أمريكي إيراني؟" على حد تعبيره.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]